مع بداية موسم إعلان الشركات الأمريكية الكبرى عن الأرباح أشار المسؤولون التنفيذيون إلى الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وأطلقت بعض الشركات حملات لجمع الأموال.

وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورجان تشيس، عقب الإعلان عن الأرباح وقبل التطرق إلى النتائج بالتفصيل "أود فقط أن أعبر عن مدى الحزن العميق الذي نشعر به جميعًا إزاء الهجمات المروعة الأخيرة على إسرائيل... الإرهاب والكراهية ليس لهما مكان في عالمنا المتحضر".

وحذر من أن الحرب في أوكرانيا والهجمات على إسرائيل يمكن أن يكون لها "تأثيرات طويلة المدى على أسواق الطاقة والغذاء والتجارة العالمية والعلاقات الجيوسياسية".

وقال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، يوم الخميس: "مع مرور الأيام، صار نطاق الفظائع المرتكبة بحق إسرائيل ومواطنيها أكثر وضوحًا وأكثر فظاعة. لا يكفي التنديد بالإرهاب وبالاستهداف المتعمد للمدنيين، بل يجب علينا نحن أنفسنا أن نتخذ إجراءات".

 

جمع التبرعات للإسرائيليين

وسريعًا تمت تعبئة جهود لجمع التبرعات. وأسهم مليارديرات وأعضاء من الجالية اليهودية الأمريكية والكندية بملايين الدولارات والمعدات والملابس العسكرية والمواد الغذائية ومستلزمات الأُسر.

وقالت مجموعة يو.بي.إس في مذكرة يوم الخميس للموظفين إنها ستقدم تبرعات بقيمة خمسة ملايين دولار مماثلة لتبرعات من الموظفين والعملاء، وستعمل على توسيع شبكة شركائها للمساعدة في إعادة توطين العائلات النازحة.

كما أعلنت مجموعة جيفريز يوم الجمعة أنها جمعت 13 مليون دولار من العملاء والشركاء والموظفين للجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات الإنسانية. وشملت المساهمات مليوني دولار من مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك سابقًا والمؤسس المشارك لشركة بلومبرج إل.بي.

وتعهدت مجموعة جولدمان ساكس، كذلك بمساعدة تبلغ مليوني دولار وقالت إنها ستقدم مبلغا مماثلا لما يتبرع به الموظفون.

وقالت شركة دلتا إيرلاينز التي أوقفت الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل حتى نهاية الشهر إنها ستتبرع بمليون دولار للصليب الأحمر الأمريكي.

وأشارت جين فريزر الرئيسة التنفيذية لسيتي جروب أمس الجمعة إلى إسرائيل في كلمتها الافتتاحية لإعلان أرباح البنك.

وقالت "نحن بنك مهم في البلاد، وفقد الكثيرون من موظفينا أصدقاء وأحباء... يتم استدعاء آخرين للخدمة. وعلى الرغم من كل ما يمرون به يبقون مصرفنا يعمل في البلاد. وإنني بصراحة ممتنة لالتزامهم".

وعلى نطاق أوسع قالت فريزر "من المؤلم جدًا أن نرى هذا الثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء مع تطور الأزمة".

كما تطرق لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك إلى إسرائيل في مؤتمر إعلان أرباح الشركة.

كما أصدر رؤساء شركات تكنولوجيا كبرى بيانات قوية.

وقال أنطونيو نيري الرئيس التنفيذي لشركة هيوليت باكارد "هجوم حماس على المدنيين الإسرائيليين ليس له مبرر ولا عذر".

ووصف أندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، الهجمات بأنها "صادمة ومن المؤلم حدوثها". وقالت أمازون إن لديها خطة طوارئ لإبقاء خدمات أمازون ويب متاحة للعملاء في إسرائيل.

وذكرت شركة ميتا بلاتفورمز لمنصات التواصل الاجتماعي، الجمعة السابقة، أنها تتخذ خطوات لإزالة محتوى يتضمن إشادات ودعمًا كبيرًا لحركة المقاومة الإسلامية من منصاتها بعد أن وبخ الاتحاد الأوروبي شركات التواصل الاجتماعي على عدم فعل ما يكفي لمعالجة ما يعتبرها معلومات مضللة.

وقال ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لألفابت الشركة الأم لجوجل "من المهم توبيخ ومناهضة معاداة السامية في هذه اللحظة الرهيبة" وندد بما وصفه "الشر التاريخي". ولدى جوجل مكتبان وأكثر من ألفي موظف في إسرائيل.

كما قال ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، إنه "شعر بحزن شديد بسبب الهجمات الإرهابية المروعة على إسرائيل"، حيث يعمل لدى الشركة ما يقرب من ثلاثة آلاف موظف.

ولم يصدر عدد آخر من الشركات الكبرى مثل أبل ووول مارت أي تصريحات بعد، في حين تحدثت بعض الشخصيات البارزة بما في ذلك نجم دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين ليبرون جيمس.

وقالت عارضة الأزياء جيجي حديد، ووالدها فلسطيني، عبر إنستجرام "بينما لدي آمال وأحلام للفلسطينيين، إلا أن أيا منها لا يتضمن إيذاء لشخص يهودي".

 

ماذا فعل العرب؟

من عمان الى رام الله فبيروت، مرورًا بدمشق وبغداد والقاهرة ومدن أخرى، أيقظت عملية طوفان الأقصى على إسرائيل تضامنًا عربيًا شعبيًا: حلقات رقص وتوزيع حلوى، هتافات مؤيدة في الملاعب، بينما وسم "طوفان الأقصى" يجتاح الانترنت.

وفي الوقت الذي بادرت فيه أوروبا والأمريكان بإمداد إسرائيل بحاملات الطائرات والسفن والمسيرات، وعشرات الملايين من الدولارات، والقيام بجولة في دول الشرق الأوسط من قبل وزير الخارجية الأمريكي، والتهديد لكل من يساند حماس بالسجن أو الترحيل – نتساءل ماذا فعل وقدم قادة العرب؟

بيانات، شجب، استنكار، الدعوة إلى ضبط النفس، الدعوة إلى وقف التصعيد، نحمّل إسرائيل وحدها المسئولية، التحذير من التصعيد، الدعوة لاجتماع وزراء الخارجية في الدول العربية، وكثير من هذه الأمور التي ربما راح يتقنها الفتيان الصغار في بلداننا العربية، لا الساسة الكبار ورؤساء الدول.

ودعت الحكومات العربية إجمالًا الى وقف التصعيد وضبط النفس، معتبرة أن ما جرى نتيجة عدم إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، لا سيما إقامة دولتهم. لكن لفت موقف كل من الإمارات والبحرين، الدولتين الخليجيتين اللتين طبعتا علاقاتهما في العام 2020 مع إسرائيل، لجهة انتقادهما أخذ مدنيين إسرائيليين رهائن.

 

4 مراتب لجهاد المشروع الصهيوني

جهاد المشروع الصهيوني على أرض فلسطين واجب شرعي على الأمة الإسلامية، ويتحقق هذا الواجب بأربع مراتب، كما يرى الشيخ بلال جميل مطاوع، هي:

1) الجهاد بالقلب (العقيدة)، مثل: بغض الصهاينة المحتلين، واعتقاد أن الصهاينة المحتلين يستحقون ما أصابهم على أيدي المقاومة الفلسطينية.

 

2) الجهاد باللسان (الإعلام)، ومن صوره: إيصال صوت القضية الفلسطينية لأحرار العالم، وكشف نفاق العالم الغربي وازدواجية معاييره عند التعامل مع القضية الفلسطينية.

3) الجهاد بالمال (الاقتصاد)، ويكون بدعم الشعب الفلسطيني بكافة أشكال الدعم المادي في سبيل سعيه لنيل حقوقه المشروعة.

4) الجهاد بالنفس (العسكرية)، وهو ما ينوب فيه أهل فلسطين الآن عن الأمة بأسرها، ويمكن أن تشارك فيه دول الطوق المحيطة بفلسطين، فالحدود قريبة، وكلٌّ يعرف مسؤوليته.

وتعقيبا على ما سبق، يمكن القول:

1) إن درجة الإنسان عند ربه على قدر جهاده، فأكمل الناس من كمَّل مراتب الجهاد الأربع؛ ولهذا كان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلَّم- أرفع الخلق مكانة عند الله؛ لأنه كمَّل مراتب الجهاد جميعها.

2) إن أكمل الجهاد مشروع أمة، تتظافر فيه المراتب الأربع لإنجاحه، وأهل فلسطين -وإن بذلوا غاية طاقتهم- في الجهاد بقلوبهم وألسنتهم وأموالهم وأنفسهم، إلا أنهم أعجز من يقوموا بها حق القيام بمفردهم؛ ما يوجِب على الأمة أن يقفوا بجانب إخوانهم.

3) إن تنوُّع مراتب الجهاد ينطوي على حِكَمٍ، منها: مراعاة ظروف الناس (المكلفين) وأحوالهم المختلفة؛ بما لا يجعل عذرًا لأحد في ترك المشاركة في جهاد المشروع الصهيوني بالكلية.