تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، فيديو لعدد كبير من الآليات العسكرية المصرية متجهة نحو مدينة رفح، في ظل تصاعد الأحداث في فلسطين.

وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لمؤسسة سيناء بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة لمنطقة رفح الحدودية ظهر اليوم الخميس، وقالت المصادر إن التعزيزات شملت ضباطا وجنودا وآليات عسكرية وعربات جيب وأخرى دفع رباعي.

وحصلت مؤسسة سيناء على فيديو يظهر جزء من تلك التعزيزات العسكرية أثناء مرورها بمدينة العريش وهي في طريقها إلى مدينة رفح الحدودية، المجاورة لقطاع غزة.

https://www.facebook.com/sinaifhr2/videos/6799541203433379/?ref=embed_video&t=1


ومن جانبها، رفضت حركة حماس، التي تسيطر على غزة (الجمعة)، الأوامر الصهيونية للسكان بإخلاء شمال القطاع، وهو إجراء يطال 1.1 مليون شخص، مع مواصلة جيش الاحتلال قصفه المكثف للقطاع.

وقالت الحركة في بيان: "شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر".

بدورها، قالت الأمم المتحدة في وقت مبكر من اليوم الجمعة إن جيش الاحتلال  أبلغها بأن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة، فضلا عن إجلاء موظفي المنظمة من هذه المنطقة.


وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إلى أن "الأمم المتحدة ترى أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذه الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة".

وأضاف، "الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي". وتشير الخطوة الصهيونية إلى أن جيش الاحتلال يستعد لعملية برية وشيكة.

وتابع "دوجاريك" أن الأمر الذي أصدره جيش الاحتلال يسري أيضا على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في منشآت تابعة للمنظمة بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.

100 ألف نازح
ومن بين 1.1 مليون فلسطيني من غزة يعيشون في شمال القطاع، نزح نحو 100 ألف إضافي خلال ال24 ساعة الماضية بحسب الأمم المتحدة التي أعلنت الجمعة أن أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف "إسرائيلي" عنيف، وأن الرقم في اليوم السابق كان نحو 318 ألفا.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوشا"، قال في بيان، إن عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة ارتفع بحلول مساء الخميس بمقدار 84.444 شخصاً إضافياً ليصل إلى 423.378 نازحاً وهو ما سجله بعد المنشورات الصهيونية التي دعت سكان شمال غزة النزوح لوادي جنوب غزة.


تحذير من الشائعات

ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية جماهير الشعب الفلسطيني البطل إلى مزيد من الصبر والصمود في مواجهة العدوان الصهيوني الفاشي على قطاع غزة.

وأكدت لجنة المتابعة اليوم الجمعة أن العدو الصهيوني يراهن على الشائعات للضغط على شعبنا والمس بصلابته ومناعته؛ مشيرةً أن تحدي شعبنا العظيم لكل هذه السياسات العنصرية والإشاعات المغرضة أكبر من مراهنات الاحتلال المجرم.

وطالبت لجنة المتابعة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى القيام بدورهم لوقف العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة وإلزام الاحتلال الفاشي بعدم استهداف المدنيين وممتلكاتهم وبيوتهم.

ودعت اللجنة الدول العربية والإسلامية إلى سرعة التدخل لحماية أبناء شعبنا وتوفير المستلزمات الضرورية لاستمرار الحياة للمدنيين في قطاع غزة، فيما وجهت التحية للشعب الفلسطيني الذي يسطر أروع آيات الصمود في مواجهة الاحتلال والعدوان؛ مؤكدةً أن النصر ما هو إلا صبر ساعة؛" وإننا حتماً لمنتصرون".

 

حماس ترفض الرحيل إلى مصر

وبدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر.

وأكد الرشق في تصريح صحفي اليوم الجمعة أن الاحتلال الصهيوني الفاشي واهم إن ظن أن الحرب النفسية التي يشنها يمكن أن تؤثر في شعبنا الفلسطيني البطل.

وشدد الرشق على أن الدعوات الصهيونية للرحيل ما هي إلا تعبير عن إفلاس هذا الاحتلال وفشله في تحقيق أيّ إنجاز أمام الصمود الأسطوري لشعبنا ومقاومته الباسلة.

وأضاف أن مشاهد الهجرة والنزوح، أصبحت في ذمة التاريخ الذي لن يتكرر، إلا بعودة مظفّرة لشعبنا إلى أرضنا المحتلة فلسطين.

وجدد التأكيد أن شعبنا مغروس في أرضه ومتجذّر فيها، ولا يمكن اقتلاعه وتهجيره رغم العدوان وجرائم الحرب وسياسة الأرض المحروقة ضد السكان والآمنين في غزة.

واختتم الرشق بأن شعبنا الذي يقدم فاتورة الدم والتضحيات، على درب العزة والكرامة والتحرير هو من يصنع الانتصار بصموده والتفافه حول كتائب القسام والمقاومة المظفرة.


الأزهر: "خيرٌ لكم أن تموتوا فرسانًا"
وكان الأزهر الشريف أصدر بيانا الأربعاء، وجه فيه التحية للفلسطينيين "المتمسكين بأرضهم"، وأشار إلى أن مغادرتهم أراضيهم سيكون بمثابة "زوال قضيتهم إلى الأبد"، واتهم إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة.

هذا في الوقت الذي طالب فيه الأزهر الحكومات العربية والإسلامية "باتِّخاذ موقف موحد في وجه الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم للكيان الصهيوني"، حسب تعبيره، وأردف: "التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلينَ عن نصرة الشعب الفلسطيني".

وشدد الأزهر على أن دعم الفلسطينيين عبر القنوات الرسمية "واجب ديني وشرعي والتزام أخلاقي وإنساني".

واعتبر الأزهر أن "استهداف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل وقصف المستشفيات والأسواق وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس والحصار الخانق لقطاع غزة واستخدام الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا وأخلاقيا هو إبادة جماعية وجرائم حرب مكتملة الأركان ووصمة عار على جبين الصهاينة وداعميهم".


النزوح إلى سيناء

ومن جديد تطرق عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الأكاديمية والكليات العسكرية 2023 إلى قضية نزوح أهل غزة لسيناء رغم أنه ابدى أمام الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب استعداده ليس لنزوح الفلسطينيين بل لنزوح الصهاينة أنفسهم ضمن ما اطلق عليه قبل نحو 3 أعوام "صفقة القرن" وقبل السيسي نزوح السعودية للأراضي المصرية ضمن صفقة تيران وصنافير التي عين قاضيين على سدة الغرفتين التشريعيتين (الشعب والشيوخ).
وزعم السيسي أن، "سعى مصر للسلام واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني".

وادعى السيسي أن مصر "لا ولن تتأخر عن مساعدة الفلسطينيين لكن خروجهم من بلادهم يعني تصفية القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب جميعا".

وأضاف خلال حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية مساء الخميس أن بلاده تستضيف 9 ملايين نزحوا من بلادهم بسبب الاضطرابات الدائرة فيها، موضحا أن "الوضع مختلف مع الفلسطينيين الذين يجب أن يبقوا في بلادهم ومواصلة الصمود حفاظا على قضيتهم وأرضهم ويتحتم على مصر ألّا تتركهم سنخفف عنهم".

وكرر جيش الاحتلال، دعوته الجمعة، جميع المدنيين في مدينة غزة إلى الإخلاء "جنوبا"، وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي بتدوينة على صفحته بمنصة أكس: "يدعو جيش الدفاع "الإسرائيلي" كافة سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حمايتهم والتواجد جنوب وادي غزة، وفق ما يظهر في الخارطة.. لقد فتحت منظمة حماس الإرهابية الحرب ضد دولة "إسرائيل" وتشهد مدينة غزة أعمالًا عسكرية. يتم تنفيذ هذا الإخلاء من أجل أمنكم الشخصي".

بالمقابل طلبت حركة "حماس" من الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، عدم مغادرة منازلهم، بحسب بيان أرسلته إلى المؤسسات الإعلامية، صباح الجمعة، متهمة إسرائيل بالانخراط في "حرب نفسية"، من خلال إرسال رسائل تطلب من المدنيين الفلسطينيين، وموظفي المنظمات الدولية الإخلاء إلى جنوب القطاع.