أكد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن تعليمات القيادة للمقاتلين كانت واضحة بعدم قتل الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتدخل حتى لحماية المدنيين (المستوطنين) في المستوطنات.

وشدد، في مقابلة مع قناة الجزيرة، مساء اليوم الخميس، على أنه لم يكن من خطة القسام المس بالمدنيين أو قتلهم، وقال: لا يمكن أن تمس حماس بالمدنيين أو بالأسرى، ونتصرف وفق قوانين الحرب الدولية.

ونبه إلى أن هناك أفرادًا عاديين من غزة تمكنوا من دخول المستوطنات وأسر مدنيين ولكن هذه ليست خطتنا ولا مبادئنا.

 

"طوفان الأقصى" متواصلة

وقال العاروري، إن معركة طوفان الأقصى متواصلة على طريق حرية شعبنا وحقنا بالعيش أحرارًا، مضيفًا أن هذه المعركة مجرد جولة والعدو لم ينقطع عن استهداف شعبنا.

وشدد على أن ما حدث كان ضربة استباقية لأن الاحتلال كان يعتزم شن هجوم علينا بعد الأعياد اليهودية. وأضاف: هذه معركة متقدمة على طريق حرية شعبنا وعدالة مطالبنا.

 

عملية استباقية ضد فرقة غزة

وأكد أن حركة حماس في إدارتها وسياستها لا تستهدف المدنيين، موضحًا أن هجوم القسام كان عملية مرتبة ومنضبطة، والتعليمات كانت بالهجوم على فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية.

وقال: كان لدينا علم بأن هناك ترتيبات لما بعد الأعياد لشن هجوم علينا، متابعًا: استبقنا هجومًا إسرائيليًا عبر مباغتة قيادة الفرقة العسكرية الإسرائيلية للجنوب وقد انهارت بشكل سريع.

وشدد على أن الاحتلال بعنفه الإجرامي يريد أن يغطي على فشل جيشه في الدفاع عن مقاره، وأن كل الاحتمالات مفتوحة لدى كتائب القسام ولدينا حساباتنا في كل المجالات.

وانتقد مسؤول حماس الموقف الأمريكي والغربي الداعم لإسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة، وقال "إن أمريكا وأوروبا ارتكبوا الجريمة الأولى بتسليم أرض فلسطين لليهود، والآن يرون أنفسهم مضطرين للاستمرار في التغطية على جريمتهم وحمايتها بشكل همجي ومنافق وإجرامي".

وأكد أن منطقتنا هي منطقة التعددية وأننا تعايشنا عبر التاريخ سويًا مع كل الديانات، ولم يُعرف عن منطقتنا الحروب الدينية، بل الغرب هو الذي وُلدت لديه كل الإيديولوجيات المتطرفة.

 

1200 قسامي نفذوا العملية

وكشف العاروري أن 1200 من عناصر القسام هم كل من دخلوا المستوطنات، وهاجموا "فرقة غزة" المسؤولة عن حصار قطاع غزة وعمليات الاغتيال والقتل التي تنفذ بحق الفلسطينيين في القطاع وسيطروا عليها في وقت وجيز.

ورغم أن الخطة كانت تتوقع "أن تستمر المعارك مع فرقة غزة لساعات طويلة، فإن مقاتلي القسام تفاجؤوا بانهيار الفرقة كاملة خلال ساعات قصيرة، وتمكنوا من الوصول بسهولة لمركز قيادتها وللمطار والكيبوتسات والمستوطنات القريبة"، بعد أن هرب من نجا من الجنود الإسرائيليين، في حين قُتل وأُسر الكثير منهم.

وأكد أنه عندما انهارت فرقة غزة الإسرائيلية دخل مدنيون من أهالي غزة واشتبكوا مع المستوطنين فسقط مدنيون (مستوطنون).

 

خطتنا الدفاعية أقوى

وحول رؤية حماس لسيناريوهات الحرب في ضوء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، شدد العاروري على أن "الخطة الدفاعية للمقاومة أقوى بكثير من الخطة الهجومية والاحتلال يعرف ذلك".

وشدد على أن الاحتلال فشل في استهداف البنية العسكرية للمقاومة ويستهدف المناطق المدنية والأحياء السكنية، مشددًا على أن الاحتلال يستهدف كل شيء في غزة لكنه فشل في المس ببنيتنا العسكرية.

وحول سيناريو اقتحام قوات الاحتلال قطاع غزة، أكد القيادي الفلسطيني أن الاحتلال يعرف أن اقتحامه لغزة سيحول المعركة إلى كارثة على جيشه.

وأكد أنه مقابل كل عمل يقوم به العدو هناك خطة لدينا، وقال: نحن نقاتل كي يُقرّ العالم بحق شعبنا في الحياة كباقي الشعوب.

 

ملف الأسرى

وفي موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، أكد أن حركة حماس حسمت الأمر منذ البداية مشددة على أن هذا الملف لن يفتح إلا بعد انتهاء المعركة، وأشار إلى أن بعض الأسرى الإسرائيليين قتلوا بفعل القصف الإسرائيلي، موضحًا أن عقيدة هانيبال التي يتبناها الاحتلال تقوم على حق الجيش الإسرائيلي في قتل الأسرى التابعين له وآسريهم.

واستغرب العاروري مطالبة أمريكا ودول غربية بمواطنين لهم ضمن الأسرى، وقال إن القسام أسرت جنودًا إسرائيليين يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي ويحملون السلاح لقتل الفلسطينيين، وأضاف "كيف يستقيم أن يتبين أن هؤلاء الجنود هم أمريكيون وفرنسيون وإيطاليون"، واستهجن اتهام الغرب حماس بعد ذلك بأنها "داعشية".

وقال: نُعوّل على شعوب الأمة في مناصرتنا، مشددًا على أنه بعد المعركة سيجري الحديث بشأن الأسرى الصهاينة.