نقلت وكالات أنباء عالمية عن مسؤولين في غزة ومصدرين أمنيين مصريين أن مصر تتحرك لمنع نزوح جماعي من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، فيما تسبب قصف الاحتلال في إغلاق معبر الخروج الوحيد من القطاع الفلسطيني إلى مصر.

وربط الأمنيون المصريون بين هجوم الصهاينة على غزة وقلق القاهرة، بعدما دعت "إسرائيل" لفتح ممر آمن لخروج المدنيين من القطاع بدلا من تشجيعهم على الفرار نحو سيناء، وفق "رويترز".

وزعم عبد الفتاح السيسي، في تصريح الثلاثاء، أن التصعيد الحالي بين "إسرائيل والفلسطينيين خطير للغاية وله تداعيات قد تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها.

وعلى جانب مواز، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن طائرة عسكرية "إسرائيلية" من المتوقع أن تسافر إلى مصر في وقت لاحق من الأحد المقبل.

وزعمت الصحيفة أن الطائرة ستنقل جثتي "الإسرائيليين" اللذين قتلا في الإسكندرية، الأحد، وستعيد باقي أفراد الفوج الناجين من الهجوم.

وأضافت "تايمز أوف إسرائيل"، أن سفيرة ال أبيب في القاهرة أميرة أورون أجرت اتصالات مع كبار المسؤولين في مصر لترتيب الرحلة.

وفي وقت سابق من الأحد، قتل شرطي مصري سائحين إسرائيليين ومصريا بالرصاص، في موقع سياحي بمدينة الإسكندرية.

وذكر بيان لوزارة الداخلية المصرية أن شخصا آخر أصيب في الهجوم، الذي وقع عند موقع عمود السواري بالمدينة الساحلية.

 

مطالب بفتح الحدود

وتداول بشكل كثيف على المنصات الأردنية بعد ظهر الأربعاء مقطع فيديو يظهر مئات السيارات البدوية التي انطلقت من سيناء مصرية مع موسيقى صاخبة وصوت جهوري برفقة مسلحين يطالبون عبد الفتاح السيسي بفتح الحدود.

وجهت حسب شريط آخر أصوات مماثلة لآلاف من العراقيين الذين يحتشدون قرب الحدود الأردنية مع العراق في عمق صحراء الرمادي السنية حيث مشايخ ووجهاء وقادة عشائر عراقيون يتحشدون مع رجالهم ويطالبون السلطات الأردنية بفتح الحدود بهدف التوجه للقتال في فلسطين.

ونظمت مئات الفعاليات حتى الآن لكن جهودا تبذل خلف الستائر لإبلاغ منظمي المسيرات في الأردن بتجنب التنظيم لأسباب أمنية في منطقة الأغوار.

ونقلت "القاهرة الإخبارية" التابعة لمخابرات عباس كامل، عن مصادر أمنية مصرية، الأربعاء، نفيا لما تداولته تقارير إعلامية إسرائيلية بشأن إبلاغ الأجهزة المصرية الجانب "الإسرائيلي" بوجود نوايا لدى حركة حماس لتنفيذ الهجوم، الذي جرى في 7 أكتوبر الجاري.

وادعت “القاهرة الإخبارية” في خبر أبه ببيان عن مصادر، لم تسمها، قولها إن "الموقف المصري معلوم للجميع وما تقوله مصر في العلن وهو التمسك بثوابت القضية الفلسطينية"!

وأضافت المصادر أن الأجهزة المصرية باشرت منذ اللحظة الأولى اتصالاتها مع الجانبين من أجل التهدئة.

وكانت مصادر أمنية مصرية قالت إن الاحتلال سعى لطرح وتزكية أطروحات فاسدة على مدار الصراع العربي- الإسرائيلي، من خلال السعي لتوطين أهالي غزة في سيناء، لافتة إلى أن هذا الأمر تصدت له مصر وستتصدى له، كما أن الإجماع الشعبي الفلسطيني رفضه.

وخلال الأيام الماضية، أثارت وسائل إعلام عبرية جدلا واسعا، وقالت إن مصدرا في مصر أكد أن رئيس جهاز المخابرات عباس كامل أبلغ "إسرائيل" قبل “طوفان الأقصى” بعشرة أيام، بأن حدثا جللا سيقع في قطاع غزة، داعيا للحذر منه. وهو ما نفاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
 

https://twitter.com/Sami_795536/status/1712082325272445132?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1712082325272445132%7Ctwgr%5E3bc1da9d2b1d60b1f1fe1f10fcb6fa5e4b8225c9%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.alquds.co.uk%2FD8A8D8AFD988-D8A7D984D8B1D985D8A7D8AFD98A-D988D8B3D98AD986D8A7D8A1-D8A8D8B5D988D8AA-D8B5D8A7D8AED8A8-D984D984D985D984D983-D988D8A7D984%2F


تأكيدات صهيونية

غير أن وسائل الإعلام العبرية، تصر على أن وزير المخابرات المصرية عباس كامل، أبلغ قبيل “طوفان الأقصى” بعشرة أيام، إسرائيل بأن حدثا جللا سيقع في قطاع غزة داعيا للحذر منه. بظل نفي بنيامين نتنياهو.

وقال موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية (واينت) إن المصريين يؤكّدون أن وزير المخابرات عباس كامل، توجّه قبل عشرة أيام من الضربة المباغتة من قبل “حماس” إلى ديوان نتنياهو محذرا من “حدث مرعب وشاذ سيأتي من جهة غزة” لكن نتنياهو آثر تجاهل المعلومة، تماما مثلما تجاهلت إسرائيل تحذيرات مصرية وعربية من قرار مصر وسوريا شنّ حرب على إسرائيل في 1973.

وأشار موقع “واينت” الناطق الكترونيا بالصحيفة العبرية إلى أن مصدرا مصريا قال “إننا لا ننفي ولا نشذ ولو بسنتيمتر واحد عن المعلومات التي قلناها لعدد من وسال الإعلام الأجنبية علاوة على صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وأضاف"المصدر المصري" أن وزير المخابرات عباس كامل أصيب بالدهشة جراء اللامبالاة "الإسرائيلية".

وتابع :كامل قال لمن حوله في مصر، إن قوات  جيش الإحتلال “غارقة” في مواجهة العمليات الفلسطينية داخل الضفة الغربية ضد المستوطنين والجنود.

ونقلت الصيحفة عن "المصدر المصري"، قوله إن "جنرالات إسرائيليين قد أوضحوا لزملائهم أن الوضع داخل قطاع غزة خاصة على طول الحدود، تحت السيطرة".

وأضاف، "وجدت مصر من المناسب أن تنذر إسرائيل حول خطورة الحالة مقابل قطاع غزة، والحديث يدور عن قناة سرية مفتوحة وقائمة منذ سنوات طويلة بين ديوان نتنياهو والمخابرات المصرية".

وشددّ المصدر المصري على أن إسرائيل لأسبابها الخاصة، تفضل التركّز بالضفة الغربية، وأنها أوضحت للجانب المصري أن عيونها مفتوحة على الحدود مع قطاع غزة كل الوقت"، بحسب الصحيفة.

وأوضح "المصدر المصري" أن المبادرة لم تعمل بل فشلت، محذرا من محاولة تحويل وزير المخابرات المصرية عباس كلامل لجاسوس أو وكيل إسرائيلي، فنيّته كانت وما تزال، الدفع نحو تسوية بين إسرائيل وغزة.

وكانت وكالة الأنباء الأمريكية قد نقلت عن مصدر مصري أول أمس، قوله إن عباس كامل قد أنذر إسرائيل بأن الوضع سينفجر قريبا جدا وسيكون حدثا جللا كبيرا.

كما توضح “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الاتصال من كامل لم يقتصر على ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية فحسب، بل تمّ مع نتنياهو بشكل مباشر.

في المقابل عاد ديوان نتنياهو ونفى هذه التقارير الإعلامية، واعتبرها كذبا. وقال إنه لم يتلق أي تحذير مصري مسبق، وإنه لم يتحدث ولم يلتق مع عباس كامل منذ تشكيل حكومته السادسة، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر.

وكان رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت قال في حديث للإذاعة العبرية الثلاثاء 11 أكتوبر إنه سبق واتفق مع عبد الفتاح السيسي خلال لقاء جمعها في القاهرة قبل نحو عامين، على إحكام إغلاق الحدود بين مصر وقطاع غزة لمنع تام لتهريب أي شيء من سيناء. وأضاف: "أرجو أن تكون الحكومة الحالية قد تابعت هذه المسألة مع مصر".