دعت صحيفة "هآرتس" الصهيونية، اليوم الأربعاء، إلى إجراء صفقة تبادل أسرى "فورية" بين إسرائيل وحركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن المهمة الأكثر إلحاحًا أمام إسرائيل تتلخص في إعادة الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة".

وأضافت: "هذا يعني شيئًا واحدًا فقط وهو المضي قدمًا على الفور في عملية تبادل الأسرى، بما في ذلك الاستعداد لإطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل".

واستدركت: "لكن الهجوم المضاد القاتل الذي شنته إسرائيل ضد حماس في غزة، إلى جانب ما يقوله أعضاء الحكومة، يشير إلى أن إعادة هؤلاء الإسرائيليين لا تأتي على رأس أولوياتها".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قدرت بأن مسلحين من "حماس" والجهاد الإسلامي أسروا أكثر من 150 إسرائيليًا منذ السبت، ونقلوهم إلى قطاع غزة.

وقالت الصحيفة: "والأسوأ من ذلك، يبدو أن الحكومة قررت تطبيق ما يسمى ببروتوكول هانيبال الذي يسمح بالمخاطرة بحياة المختطفين الذين يقدر عددهم بـ150 أسيرًا ومفقودًا إسرائيليًا".

ولفتت في هذا الصدد إلى أن "وزير المالية (الإسرائيلي) بتسلئيل سموتريتش دعا في جلسة مجلس الوزراء السبت، إلى "ضرب حماس بوحشية، وعدم أخذ قضية الأسرى في الاعتبار كثيرا".

وأضافت: "لا يحق لأي حكومة، وبالتأكيد ليست الحكومة الأكثر تهورًا في تاريخ إسرائيل (في إشارة إلى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية)، أن تتاجر بحياة المدنيين الأبرياء وتقرر التضحية بهم على مذبح الكبرياء الوطني، وعلينا أن ندفع كل ما هو مطلوب، دون أي تأخير أو مناورات خيالية أو حيل".

وأردفت الصحيفة: "علينا ألا ننتظر أو نتأخر، وكل ثانية تمر تعرض حياة أقاربهم وعقلهم للخطر، (يجب) تبادل الأسرى الآن".

وكانت "حماس" أبدت الاستعداد للحديث من خلال طرف ثالث عن تبادل للأسرى ولكن ليس تحت النار، على حد تعبير رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الاثنين.

وتشير المعطيات الرسمية الإسرائيلية الى وجود نحو 5200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وفجر السبت 7 من أكتوبر، أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، عن إطلاق كتائب القسام لعملية عسكرية غير مسبوقة ضد الكيان الصهيوني باسم "طوفان الأقصى". وقال الضيف، إن هذه العملية ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.

فيما أعلن الجيش الصهيوني بدء عملية “سيوف حديدية” ضد قطاع غزة، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس تواليًا على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه 2.2 مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006

ومنذ بدء العملية وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة جراء العدوان 1055 شهيدًا و5184 جريحًا بإصابات مختلفة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 263 ألف شخص في قطاع غزة قد نزحوا من منازلهم، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ خمسة أيام، والعدد مرشح للارتفاع.

وأعلنت وسائل إعلام الاحتلال أن أكثر من 1200 إسرائيلي قتلوا في العملية التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة، إضافة إلى أكثر من 3000 جريح بينهم 340 حالتهم خطرة، و23 موت سريري، في حين تشير التقديرات لوجود عشرات الأسرى، ومئات المفقودين.