تواصلت اليوم السبت، الاحتجاجات والمظاهرات المستمرة منذ أسبوع في مدينة السويداء -أحد أبرز معاقل النظام بجنوب سوريا- حيث خرجت حشود كبيرة إلى الساحة الرئيسية وهي تردد شعارات مطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد.

وهتف المحتجون الذين احتشدوا في ساحة (السير/الكرامة) وسط المدينة، بشعارات “الشعب السوري واحد”، و”حرية للأبد غصبا عنك يا أسد”، و”ما نركع إلا لله”، و”سوريا حرة وبشار يطلع بره”.

 

مظاهرات في عموم سوريا

وشهدت الكثير من المدن والبلدات في عموم سوريا أمس خروج مظاهرات تنادي بإسقاط النظام وتأييد الإضراب الذي تشهده محافظة السويداء. وقُطع أغلب الطرق في محافظة درعا في “جمعة” خصصت لدعم محافظة السويداء.

وخرج محتجون في مظاهرات حاشدة في السويداء وعفرين بريف حلب وكردوش بريف إدلب وفي مدينة بصرى الشام شرق مدينة درعا، ورفعوا لأول مرة منذ سنوات أعلام الثورة مطالبين بالحرية وإسقاط النظام السوري.

كما ازدادت أعداد المتظاهرين في السويداء، بعد وصول المئات من أبناء البلدات والقرى المجاورة وتحويل ساحة السير إلى ساحة للاحتجاج والاعتصام الذي دخل يومه السابع اليوم السبت.

 

رفع أعلام الثورة

وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام ووحدة سوريا، ورفعوا علم الثورة السورية في ساحة السير وفي بلدة أمام ضريح سلطان باشا الأطرش، كما شهد اليوم انضمام الشيخ حمود الحناوي أحد أبرز رجال الدين في محافظة السويداء إلى المعتصمين.

 

استمرار العصيان

وفي هذه الأثناء، استمرّ العصيان المدني والاحتجاجات على غلاء الأسعار، والمطالبات الأهلية برحيل النظام وتحسين الظروف المعيشية، وحصول السوريين على حقوقهم بعد انهيار الواقع الاقتصادي بشكل كبير وعجز حكومة النظام عن القيام بأي تحركات لتخفيف الأعباء على المواطنين.

وتعيش سوريا في خضم أزمة اقتصادية عميقة شهدت انهيار العملة المحلية؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأغذية والإمدادات الأساسية، وتقول حكومة الأسد إن عقوبات الغرب هي السبب في الأزمة.

 

مخاوف ودعوات نادرة إلى الإضراب

ونقلت رويترز عن مصادر أمنية ودبلوماسيين قولهم، إن احتجاجات السويداء تؤجج المخاوف لدى المسؤولين من امتدادها إلى المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط، وهي معاقل أقلية الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، حيث أطلق نشطاء في الآونة الأخيرة دعوات نادرة إلى الإضراب.

ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية الاحتجاجات، لكن معلقين موالين للحكومة اتهموا قوى أجنبية بتأجيج الاضطرابات وحذروا من تفشي الفوضى إن استمرت الاحتجاجات.

وشهدت تلك المنطقة احتجاجات متكررة في الشوارع على الأزمات الاقتصادية خلال العامين الماضيين.

 

اندلاع المظاهرات

والأحد الماضي، تظاهر مئات السوريين بمناطق سيطرة الحكومة السورية بجنوب البلاد، احتجاجا على غلاء الأسعار وتردي الوضع المعيشي في البلاد، حيث تجمع المئات من أبناء القرى والريف في ساحة وسط مدينة السويداء -ذات الأغلبية الدرزية- للتظاهر تنديدًا بالواقع الاقتصادي والمعيشي.

وجاءت الاحتجاجات تزامنًا مع العصيان المدني، بعد الإعلان عنه من قبل عشائر بدو السويداء، حيث شهدت المدينة إغلاقًا تامًّا لجميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المدينة من قبل عشرات المواطنين المحتجين، كما أُغلقت جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية.