ذكرت صحيفة "الجارديان" في افتتاحية، أن مجزرة رابعة لم تكن مجرد نهاية أمل أنصار حكومة الإخوان المسلمين ومن يلتزمون بمبدأ القيادة المدنية، بل هي ضربة أخرى للتفاؤل والإثارة التي سادت الربيع العربي، الذي أصيب بالفعل بجروح قاتلة. كما كانت بداية حقبة جديدة من القمع، حيث أثبت "السيسي" أنه أكثر قسوة من سلفه "حسني مبارك": مذبحة رابعة هي التي حددت قالب طغيانه.
وقالت الصحيفة: "ستزداد أهمية تذكر الموتى عندما لا يكون هناك احتمال متوقع للمساءلة عن المجزرة. رغم أن هيومن رايتس ووتش تعتقد أن أعمال القتل الوحشية من المرجح أن تشكل جريمة ضد الإنسانية، لم يواجه أي من أفراد قوات الأمن أي محاكمة بسببها".
وأضافت: "اعتقل عشرات الآلاف من السجناء السياسيين على مدى العقد الماضي، وارتفعت عمليات الإعدام بشكل صاروخي. ولقي العشرات من "الإرهابيين" المزعومين حتفهم فيما تصوره السلطات على أنه إطلاق نار لكن الجماعات الحقوقية تعتقد أنها عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، كما أن التعذيب منتشر. والدكتور "مرسي"، الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، توفي أثناء المحاكمة، بعد سنوات من الإهمال الطبي".
هذا هو أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان في تاريخ مصر الحديث؛ حيث قام "السيسي" بإسكات التقارير المستقلة، وهاجم المجتمع المدني. وفي انتخابات عام 2018، حرص على استبعاد جميع المنافسين ذوي المصداقية، ونتوقع نفس الشيء في عام 2024. 
ولفتت الصحيفة إلى أنه عرف نفسه في الداخل والخارج على أنه حصن ضد التطرف الإسلامي وجالب الأمن والازدهار. ومع ذلك، حولت السلطات المدارس إلى قواعد عسكرية في الوقت الذي تكثف فيه هجومها على المسلحين في شمال سيناء، والاقتصاد في حالة يرثى لها. 
ولكن رئيس الانقلاب أمن سلطته من خلال التوسع الهائل في الاقتصاد العسكري، وطرد الشركات الخاصة وإثراء أصدقائه. كما بدد عشرات المليارات من الدولارات على العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، وتسبب في مستويات مذهلة من الديون. بالطبع، لعب الوباء، وخاصة الغزو الروسي لأوكرانيا، دورهما. لكن 60٪ من المصريين كانوا يعيشون بالفعل بالقرب من خط الفقر أو تحته في عام 2019 ولا يستطيع "السيسي" حتى إبقاء الأضواء مضاءة.
الداعمين الخليجيين الذين ضخوا عشرات المليارات من الدولارات لتحقيق الاستقرار في حكمه يطالبون الآن بشيء لعرضه في المقابل. ومع ذلك، لا يزال القادة الأوروبيون ملتزمين، حيث عززت بريطانيا التجارة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 
واعتبرت "الجارديان" هذا الأمر ومخزي بالنظر إلى التقصير في الضغط بجدية على قضية الناشط البريطاني المصري "علاء عبد الفتاح" الذي لا يزال معتقلًا. 

https://www.theguardian.com/commentisfree/2023/aug/17/the-guardian-view-on-the-rabaa-massacre-a-template-for-egypts-campaign-of-repression