عبر المصريون عن حنين إلى ماضي لعب الكرة وأحذية "باتا" التي أنهت حكومة عبدالفتاح السيسي 90 عاما من عمرها لتضمها أخيرا إلى شركة "المحاريث الهندسية".

وقال منصور عبد الغني، المتحدث باسم وزارة قطاع الأعمال إن "شركة باتا توقف النشاط الصناعي لها منذ 8 سنوات وتحول إلى نشاط تجاري لبيع منتجات الغير".

وأضاف: "بما أن نشاط باتا التجاري مشابه لشركة المحاريث والهندسة تم طرح فكرة دمج الشركتين وبعد دراسة الجدوى الاقتصادية من قبل لجنة متخصصة تم التوصل إلى عملية الدمج".

وتابع: "سيتم استغلال فروع باتا المنتشرة في المحافظات وعددها 86 فرعا في بيع وعرض منتجات المحاريث والهندسة، وذلك بعد إنهاء الشخصية الاعتبارية لشركة باتا الحكومية ودمجها في المحاريث والهندسة".

وهو ما رآه مراقبون تمهيدا لبيع أصول الشركة بل الشركتين حيث تغلق أغلب مقرات باتا والمحاريث الهندسية بالمراكز والمحافظات !

وشركة "المحاريث والهندسة" تعمل فى مجال استيراد جميع السلع الميكانيكية والكهربائية والمعدنية وتوزيع منتجات المصانع المحلية. أعمال المقاولات الهندسية، إصلاح وصيانة الآلات والمعدات الهندسية التى تم بيعها (خدمة ما بعد البيع) هذا بجانب تجميع الجرارات الزراعية.

وعلق رزق بغدادي (Rezk Baghdadi)، "رسميا إغلاق الشركة المصرية للأحذية نهائيا (باتا... بتاع الأحذية) ودمجها فى شركة المحاريث والهندسة".
 

وأضاف "الأجيال القديمة ياما لعبت كورة بالكوتشى بتاع باتا كان متين ورخيص.. الجيل بتاعنا والإجيال اللى قبلنا ياما لبست أحذية من شركة باتا.. للأسف كل شيء جميل بيفكرنا بالماضى بتقضوا عليه.. للأسف مفيش تطوير أسهل شئ الاغلاق.. العالم كله بيبنى ونحن بنهد.. ياترى الدور على مين؟".
 

وشركة باتا واحدة من أقدم شركات الأحذية في مصر، تأسست عام 1927، ثم تم تأميمها عام 1961، باسم الشركة المصرية للأحذية.
 

أما الكاتب الصحفي بالأهرام سيد محمود فكتب مقالا في صحيفة الشروق بعنوان (زمن باتا) قال فيه: "كنت أدفع 6 جنيهات فى الصيف لأشترك فى نادى شركة مصر حلوان للغزل والنسيج، وأحصل مقابلها على حذاء رياضى من (باتا) وطاقمين للعب طوال الصيف".

وأضاف، "وتمثل باتا لجيلى والأجيال التى سبقتنا الكثير من المعانى".

أما طارق خاطر (@tarek_khater) فعلق حزينا "حتي باتا 😥 .. كله محو محو.. الله يخرب بيوتكم".

وكتب رمسيس (@ramsis_77)، "اى حاجه الحكومات او الدول تحط ايدها عليها وتديرها نهايتها بتبقى زى شركة باتا كدا ، البركة فى الافكار الاشتراكية الجميلة".

وتأسست شركة باتا في التشيك 1922، وبدأت تتوسع في الثلاثينات ودخلت اوربا وآسيا ومصر وأفريقيا،  وكانت واحدة من أهم ماركات الأحذية فى مصر بالقرن الماضى وتميزت منتجاتها بالجودة والأسعار المناسبة لكل فئات المجتمع.

أما توماس باتا فهو مؤسس الشركة وكان رجل أعمال من الأمبراطورية النمساوية المجرية وتوفي فى ١٢يوليو ١٩٣٢، وهو أشهر صانع حذاء في العالم.

وأدخلت باتا الأختراع الجديد (اللبيسة) التى كانت ترافق كل حذاء جديد يخرج من محلات باتا فيسهل على المستهلك إرتداء الحذاء بسهولة شديدة ولم تكتفى الشركة بمصنع واحد فى القاهرة بل أسست فروعاً أخرى فى المحافظات.

وانتشرت في مصر خلال بعض الفترات عبارة " يا حلاوتك يا صندلي .. من باتا اجري واشتري" وكانت ضمن إعلانات باتا التي وصلت مصر في ثلاثينات القرن الماضي، وحققت انتشارا واسعا بين مختلف فئات المجتمع المصري وخصوصا "الكوتشى الأبيض" الذى اشتهرت به الشركة.
 

وكانت باتا تتبع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وتعمل في إنتاج وتوزيع الأحذية، وذلك بعد التأميم، مما أدى إلى تدهور أوضاعها إلى حد تصفية 186 فرع من فروع الشركة لعجزها عن تحقيق أي ربحية والإبقاء على 126 فرعا.