أوضحت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية أنه على الرغم من أن دول قليلة جدًا كانت مضيافة للاجئين السوريين في السنوات الأخيرة، إلا أن لبنان ليس منهم.
وقالت في تحليل كتبه "الكسندر لانجلوا": "أثبت عدد قليل جدًا من البلدان أنها مضيافة للاجئين السوريين في السنوات الأخيرة حيث أدت الحرب المستمرة منذ فترة طويلة إلى تقسيم فعلي للبلاد. لا تبدو لبنان منهم، كما ثبت من المحاولات العديدة التي قامت بها الحكومة اللبنانية لإعادة من 800 ألف إلى 2 مليون لاجئ سوري مسجل وغير مسجل داخل حدوده قسرًا وبشكل غير قانوني إلى وطنهم".
وتابعت: "العودة القسرية إلى ظروف غير آمنة مثل سوريا - يجب محاربتها بنشاط على جميع المستويات، وتسلط الجهود الأخيرة لإعادة ما بين 130-600 سوري الضوء على قدرة لبنان المحدودة على تفعيل وتوسيع نطاق هذا البرنامج أو أي عمل حكومي جاد آخر اليوم".


اللاجئون كبش فداء

يشير هذا إلى ما جادل به العديد من خبراء الهجرة ودعاة حقوق الإنسان لسنوات: أن الشخصيات والنخب السياسية اللبنانية تواصل تفعيل استراتيجية وضع اللاجئين السوريين كبش فداء بدلاً من أي برنامج عودة جاد أو أجندة إصلاح محلية. 
وبالنظر إلى الانهيار الاقتصادي التاريخي في لبنان على يد النخبة السبعينية المهتمة في المقام الأول بالاحتفاظ بنظام سياسي فاسد وطائفي، فإن اللاجئين السوريين العزل يشكلون هدفًا سهلاً.
 أدانت جماعات حقوقية هذا النهج بحق، وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا في 24 أبريل. واستشهدت المنظمة غير الحكومية ببحث سابق يوثق انتهاكات حقوقية تعرض لها اللاجئون السوريون عند عودتهم إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا - لا يقتصر على الاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء، بالنظر إلى أن هذه تشكل القاعدة في ظل حكومة "الأسد"، وقالت منظمة العفو الدولية ببساطة: "يجب على السلطات اللبنانية أن تكف على الفور عن الترحيل القسري للاجئين إلى سوريا".

 

 اللاجئون السوريون والمستقبل
وفي إشارة إلى خطاب الكراهية الأوسع نطاقًا المناهض لسوريا في جميع أنحاء لبنان، صرح وزير البرلمان عن التيار الوطني الحر "جورج عطالله"، بأن منظمة العفو الدولية يجب أن "تهتم بشؤونها" و "ألا تتدخل في قرار لبنان السيادي". 
وختمت المجلة تحليلها قائلة: "يرسم الخطاب المعادي المتزايد مسارًا مباشرًا للفاعلين السياسيين اللبنانيين، مما ينتج عنه خطاب كراهية عنيف بشكل متزايد وأفعال ضد السوريين في لبنان. إن الحقيقة المؤسفة لهذه الديناميكية أنها في خطاب النخبة، والذي بدوره يعبر عن دعم السياسات الوحشية المتزايدة ضد اللاجئين".
وتابعت: "وبالتالي، من المرجح أن يستمر عام 2023 في تقديم وضع سريع التدهور للاجئين السوريين في لبنان. ولن يكون التكرار الأخير للجهود المبذولة لجعل الظروف غير محتملة للاجئين هو الأخير هذا العام، لا سيما وسط جهود إعادة التطبيع سريعة التطور بين الدول العربية ودمشق".

https://nationalinterest.org/blog/lebanon-watch/lebanon-failing-syria%E2%80%99s-refugees-206464