استعرضت صحيفة "أسوشيتد برس" حال عائلة "نبهان" الفلسطينية بغزة والتي قصف منزلها خوفًا من المقاومة - رغم أن أربعة على الأقل من أعضائها من ذوي الهمم.
وقالت "أسوشيتد برس" في تقرير كتبه "فارس أكرم": "عندما علمت "نجاح نبهان" أن منزلها على وشك أن تقصفه إسرائيل، أدركت أنه يتعين عليها الخروج بسرعة. ما لم تكن تعرفه هو كيف ستخرج أطفالها الأربعة من ذوي الهمم من المبنى في الوقت المناسب".


وأضافت: "وبمساعدة الجيران، تم نقل أطفالها، الذين لا يستطيعون المشي بمفردهم، إلى بر الأمان. لكن الغارة الجوية دمرت المبنى المكون من ثلاثة طوابق، تاركة 42 فردًا من عائلة "نبهان" الممتدة بلا مأوى وتركت أطفالها بدون الكراسي المتحركة والعكازات والمعدات الطبية التي يحتاجون إليها للتنقل".

وقالت "نجاح" وهي جالسة على حصيرة في الفناء الأمامي المليء بالحطام لما كان في السابق منزلها في شمال غزة: "كنت بحاجة إلى وقت للتفكير في ما يجب أخذه أو تركه. لدينا وثائق وتقارير مهمة عن حالات الأطفال وتاريخهم والأدوية والأدوات".

في صباح يوم الأحد، تجمعت الأسرة بأكملها في الفناء، وجلسوا تحت ظل شجرة واستقبلوا الزوار الذين قدموا للتضامن.
دمر منزل "نبهان" في الغارة الإسرائيلية قبل ساعات فقط من سريان وقف إطلاق النار يوم السبت. ودمرت الطائرات الإسرائيلية ما لا يقل عن 11 مبنى سكني آخر، بعضها يحتوي على العديد من المنازل العائلية، في خمسة أيام من القتال.

وهذه هي الأحدث في سلسلة طويلة من المعارك المسلحة بين الجيش وحركات المقاومة الفلسطينية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. وتقول الجماعات الحقوقية، إن إجمالي 60 وحدة سكنية دمرت، مما أدى إلى نزوح حوالي 400 شخص خلال الحملة.

وتقول إسرائيل، إن الجهاد الإسلامي استخدم كل المباني التي استهدفتها كمراكز قيادة.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب إرشادات الإحاطة، إن إسرائيل اتصلت بالسكان وأمرتهم بإخلاء المباني قبل القصف. 

ولفتت "اسوشيتد برس" إلى أن جيش الاحتلال لا يتخذ هذه الاحتياطات دائما؛ حيث استهدفت الطائرات في بداية الهجوم شقق ومنازل لثلاثة من قادة الجهاد الإسلامي دون سابق إنذار ما أدى إلى مقتلهم. كما قُتل بعض أفراد عائلاتهم، بما في ذلك النساء والأطفال، وكذلك الجيران.

وقالت "نبهان" وسكان آخرون، إنهم فوجئوا بالمكالمة الهاتفية المفاجئة.
وأوضحت: "كنت في المنزل، وانتهيت لتوي من تناول الغداء وشرب الشاي. لم أصدق استهداف منزلنا. لم تستطع قدماي أن تحملاني. جلست عاجزة حتى أخرجنا الناس".

وفي مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، شوهد أحد أقاربها وهو يناشد الجيش عدم تنفيذ الغارة. في النهاية، طلب الرجل، وهو جار لها، من الجيش قصر الغارة الجوية على "شقة المذنب" بدلاً من القضاء على المبنى بأكمله. ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى شخص معين أو يتحدث بمصطلحات افتراضية.

وقبل دقائق قليلة من الغارة، حمل الجيران ابنة "نبهان" البالغة من العمر 24 عامًا "آيات"، التي لا تستطيع المشي و"أريج"، 18 عامًا، التي تعاني من الصرع وصعوبات في المشي، و"حنين" البالغة من العمر 14 عامًا، والتي تعاني من مرض مزمن تسبب بمشاكل بالحركة. وصعدوا إلى الطابق العلوي وحملوا ابنها "جلال" الذي يستخدم كرسيًا متحركًا أيضًا.
وبعد القصف، بدأت الأسرة في غربلة الأنقاض، لكنها لم تتمكن من استعادة كراسي "آيات" و"جلال" المتحركة، أو عكازات "حنين" أو حزام تصحيح ابنة أختها البالغة من العمر 3 سنوات، والتي تعاني من تشوه في ساقها.

ونفى "جلال نبهان"، 30 عامًا، المزاعم الإسرائيلية بغضب، قائلًا: "هل يستطيع الناس مثلي إطلاق صاروخ؟" وأضاف مشيرًا إلى قدميه وأقدام أخواته: "لا أحد منا يمكنه إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل".
وبعد الغارة الجوية، أمضت عائلة "نبهان"، بما في ذلك "نجاح" وزوجها وأبناؤهم وأحفادهم، الليل في منازل الجيران والأصدقاء وأصهارهم. ونام البعض في الفناء الأمامي بجوار الأنقاض.

ونفى الجيران المزاعم الإسرائيلية بأن الأسرة كانت على صلة بجماعة مسلحة. وقال "محمد العرابيد"، أحد الجيران: "إنهم أناس بسطاء يقومون بأعمال بسيطة ومتقطعة لكسب أي شيء".
كان أحدهم سائق تاكسي، والآخر عامل بناء، وثالث يمتلك عربة يجرها حمار يستخدمها لمساعدة الناس في نقل القمامة أو الأثاث.

وألمحت "أسوشيتد برس" إلى أن الأسرة هي من بين أفقر سكان غزة، وقامت ببناء المنزل قبل أربع سنوات فقط بتبرعات من الجمعيات الخيرية. قبل ذلك، كانوا يعيشون في هياكل ذات أسقف من الصفيح.

وكان منزل "فلسطين نبهان"، 30 سنة، تسكن في الطابق الثالث مع زوجها وأطفالها الأربعة، هو آخر منزل تم الانتهاء منه في العام الماضي فقط. وقالت: "كانت شقتي بها نوافذ وجدران مطلية وبلاط. لقد كان قصرًا بالنسبة لي".

https://apnews.com/article/gaza-israel-airstrike-rockets-islamic-jihad-palestinians-2641e6a497b06df8a6bfdc752b3c2408