تنظر محكمة مدينة نصر، الخميس 11 مايو 2023، محاكمة المهندس يحيى حسين عبد الهادي مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية، في اتهامه بإذاعة أخبار كاذبة خارج البلاد وداخلها وبث الرعب بين المواطنين.

وعبر حسابه (يحيى حسين عبد الهادى) أوضح السياسي المصري (صاحب بلاغ فساد عمر أفندي) في منشور على فيسبوك نشره مساء الثلاثاء أنه بعد استدعائه رسميا من النيابة العامة قبل حوالي شهر للمثول أمام محكمة مدينة نصر بتهمة (حيازة منشورات)، فوجئتُ في المحكمة باتهامٍ جديد تلاه السيد ممثل نيابة أمن الدولة .. وقد تفضل السيد القاضي بتأجيلها إلى الخميس ٢٠٢٣/٥/١١.
 

وأضاف أنه والمحامي خالد علي يمثل أمام نيابة الانقلاب "مُتَّهَمَاً بِنَشْر ٣ مقالاتٍ (في التعليقات) تضمنت إشاعاتٍ وبياناتٍ كاذبةً نَسَبْتُ فيها زوراً لمؤسسات الدولة تنكيلها بالمواطنين وانتهاك حرماتهم وتلفيقها الاتهامات لهم، للإيحاء للرأي العام بعدم احترام الدولة لسيادة القانون وحقوق الإنسان، وكان من شأن ذلك إضعاف هيبة الدولة وتكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة، قائلا أن ذلك الاتهام الجديد "حال كوْني عائداً (أىْ سَبَقَ اتهامي وحَبسي بذات التهمة وعُدتُ لارتكابها من جديد).".

وعبرت المبادرة المصرية لحقوق الشخصية عن قلقها الشديد خاصة وأن المهندس تم الحكم عليه سابقا في قضية نشر أيضا مما يعني كونه عرضة للحبس مرة أخرى.

كيانات خشبية
ونشر المهندس يحيى حسين عبد الهادي الأحد ٧ مايو ٢٠٢٣ مقالا عبر حسابه وموقع "ذات مصر" بعنوان كيانات خشبية تزامن مع انطلاق جلسات ما يسمى الحوار الوطني قال فيها "في مصر .. عانينا كثيراً (ولا نزال) من هذه الدولة الخشبية .. حواراتها خشبية .. مؤسساتها خشبية .. إعلاميوها خشبيون .. عدالتها خشبية .. برلمانها خشبيٌ .. نوابها خشبيون .. مؤتمراتها خشبية .. بل ومعاركها خشبية تستأسد على فنانٍ أو لاعبٍ وتأخذنا إلى معارك جانبية صغيرةٍ ومُفتَعَلَةٍ وصارخةٍ وآمِنَةٍ لا تكلفة لها.".

وأضاف في مقاله ".. ابتُلِينا بأضعف أنواع الخشب وأوهنها .. فالخشب نفسه أنواعٌ .. فهناك الأخشاب الصلبة كالبلوط والقرو والزان .. والأخشاب الليّنة وهى أطرى وأضعف، منها الطبيعى كالسويد والموسكى، ومنها الصناعى الأقرب للورق في ضعفه وهَوَانِه كالخشب الحبيبى الذى يُصنَعُ من نشارة الخشب أو مصاصة القصب، والأبلكاج أو الأبلكاش بالعامية المصرية."، مذيلا مقاله بإقرار حقيقة مؤلمة "..إن الدول لا تقوم على أساسٍ من أبلكاش .. فما بالكم والسوس ينخر فيه؟!".


الإفراج عن الإخوان

موضوع الاتهام للمهندس يحيى حسين بالأساس مقالات رأي حملت عناوين "متى يتكلمان" و"العار والحوار" و"بل يجب الإفراج عن الجميع بما فيهم الإخوان"، وذلك كشفت عنه جلسات المحاكمة والتي وجهت فيه النيابة للمهندس يحيى عبد الهادي اتهاما بإذاعة أخبار كاذبة فى الخارج والداخل ونشر عدد من المقالات من شأنها تكدير الأمن والسلم العام وإلقاء الرعب في قلوب المواطنين.

وحصل عبد الهادي -في 31 مايو 2022- على عفو رئاسي عن عقوبة السجن 4 سنوات المقضى بها في القضية رقم 558 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ مدينة نصر ثان، المتهم فيها بنشر أخبار كاذبة في إحدى مقالاته.

وفي الجلسة السابقة، 13 أبريل، وصل مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية، إلى المحكمة ورافقه عدد من قيادات أحزاب الحركة المدنية وأعضاء بها، منهم؛ كمال أبو عيطة، عضو لجنة العفو الرئاسي، والمحامين خالد علي ومحمد فتحي ونبيه الجنادي. وطلب الدفاع التأجيل للاطلاع على الاتهامات الموجهة لـ"عبد الهادي" والتي تتعلق بمقالات رأى نشرها على صفحته على فيسبوك بين أغسطس 2022 ومارس 2023.

وسبق للانقلاب اتهام "عبد الهادي"  ضمن المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا باسم "اللهم ثورة"؛ إذ وجهت السلطات للمتهمين أنذاك اتهامات تتعلق بالانضمام لجماعة أنشئت خلافا لأحكام القانون تعمل على منع مؤسسات الدولة من أداء عملها، والإعداد والتخطيط لارتكاب أعمال عنف خلال "شهري يناير وفبراير" عام 2019، واستغلال ذكرى ثورة يناير في القيام بأعمال تخريبية ونشر الفوضى في البلاد.
 

ألقت السلطات المصرية حينها القبض على السياسي المعارض يحيى حسين عبد الهادي عضو لجنة تسيير أعمال الحركة المدنية الديمقراطية في يناير 2019. وجاء القبض عليه بعد ساعات من مطالبة الحركة بالإفراج عن خمسة آخرين من أعضائها، ألقي القبض عليهم في أعقاب احتفالهم بالذكرى الثامنة لثورة الخامس والعشرين من يناير.

ويكفل الدستور حرية الرأى، كما حظر القانون الحبس فى جرائم النشر.