هزت انفجارات عنيفة وسط مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء حي الوابورات بالخرطوم بحري، كما سمع أصوات أسلحة ثقيلة في مواقع مختلفة وسط المدينتين.


فيما نفى دفع الله الحاج علي، مبعوث قائد الجيش ووكيل وزارة الخارجية السودانية، وجود أي حاجة لمبادرات وساطة تهدف لحل الأزمة في بلاده، وفي تصريحات متلفزة بأديس أبابا في مستهل جولة في دول الإيغاد، قال: إن "الحكومة السودانية قادرة على حل الخلافات الداخلية، وإنه "علي دول جوار السودان إلى التضامن مع الحكومة والجيش السوداني، مشددا على أن عدم استقرار السودان سيؤثر على الإقليم".

وتجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الجمعة في الخرطوم والخرطوم بحري ثاني أيام الهدنة السابعة، وفي حين قالت السلطات السودانية إنها قدرة على حسم المعركة، اعتبر الرئيس الأميركي الصراع في السودان تهديدا للأمن القومي، ملوحا بفرض عقوبات على أطراف سودانية.


واندلعت أمس الخميس معارك ضارية في محيط القيادة العامة وسط الخرطوم في اشتباكات وصفت بالأعنف منذ بَدء الأزمة التي تنهي اليوم أسبوعها الثالث.


وقال الجيش السوداني في بيان إن "المتمردين (مليشيات الدعم السريع) خرقوا الهدنة بالهجوم على منطقة الخرطوم بحري العسكرية، وحاولوا الهجوم على منطقة العاصمة العسكرية" بالخرطوم.


وذكر الجيش السوداني أن مدينة الأبيض غربي البلاد "تعرضت لهجوم غادر من المتمردين وتم سحق العدو وتكبيده خسائر جار حصرها"، وفق تعبيره البيان.


في المقابل، أعلن "الدعم السريع" موافقته على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة إضافية، وذلك استجابة لوساطة أميركية سعودية.


وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن موافقتها على تمديد الهدنة جاءت من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من الوصول إلى مناطق آمنة.


تهديد بالعقوبات

بدوره، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أمرا تنفيذيا يسمح بفرض عقوبات مرتبطة بالنزاع في السودان، حيث قال بايدن في واشنطن، اليوم إن العنف في السودان تهديد للأمن القومي الأميركي، مشددا على ضرورة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار ووضع حد للعنف.


وأوضح منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن بشأن السودان يفوّض وزارة الخزانة والسلطات المعنية بحث الإجراءات المناسبة إذا قررت الإدارة فرض عقوبات على أشخاص في السودان.

 

من جهته، قال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن مستمرة في التواصل المباشر مع البرهان وحميدتي من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لوقف القتال في البلاد. لافتا إلى أن بلاده سهلت مغادرة أكثر من 2000 شخص من السودان منذ منتصف أبريل الماضي.

وانطلقت للشان السوداني مبادرات إقليمية ودولية منها الأميركية وتسعى لحمل طرفي الصراع على وقف القتال وبدء مفاوضات بينهما.

 

ولا يعرف إلى أي مدى يمكن أن يشكل التعاطي الأميركي الجديد، ذو النبرة المتوعدة، تغيرا في مسار الأزمة السودانية، لا سيما في سياق تباعد المواقف بين الأطراف، إذ يصر الجيش على إنهاء ما يصفه بتمرد الدعم السريع، بينما يقول الدعم السريع إنه يقاتل من أجل استعادة الديمقراطية في السودان.