في تقارير الصحف المحلية الصادرة الأربعاء 3 مايو الجاري، كشفت عبثية ما يتداوله بشكل دائم وفي الليلة السابقة من توك شو إعلام الأذرع في تعظيم أعداد النازحين وإخفاء دور المؤسسات الدولية مثل "اليونيسيف" في توفير استقبال النازحين من السودان إلى مصر، بتوفير حمامات متنقلة ووجبات لم تنكر في الإعلان عنها عن جهود غير حكومية عبر الهلال الأحمر المصري مقابل الإهانة والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها في المعبر أو قبل وبعد الوصول إليه.

وتحت عنوان "وصول آلاف الوافدين يوميا إلى معبرى أرقين وقسطل الحدوديين مع السودان" قال تقرير لموقع "الأهرام" إن الحدود الجنوبية بين مصر والسودان تستقبل الآلاف من المصريين وأبناء السودان الفارين من ويلات الصراع المشتعل بين الفصائل السودانية.

ونقلت عن الدكتور مصطفى أبو المجد مدير الطب الوقائى بصحة أسوان، أن الحدود المصرية السودانية عبر منفذى أرقين، وقسطل مع السودان الشقيق تمر حاليا بظروف استثنائية.. وهناك تكدس فى المعابر لافتا إلى أننا نستقبل يوميا أكثر من ٥ آلاف شخص فضلا عن المنافذ الأخرى، لكن فى الظروف العادية لا تجاوز أعداد الوافدين ١٠٠٠ شخص فى اليوم>

بعكس تقرير ""لمصري اليوم" على الحدود المصرية - السودانية لرصد أوضاع النازحين" الذي رصد زيادة أعداد الأتوبيسات لنقل المواطنين من أرقين وقسطل إلى وادى كركر والتى وصلت إلى 25 أتوبيسا"، وأن هناك "سيارات أخرى تم الدفع بها لنقل المواطنين من كركر وأرقين إلى أسوان والقاهرة بأسعار جيدة، وكلها شركات خاصة لديها ترخيص من الجهاز، مشيرة إلى أن "هناك استغلالا من البعض".

وأشار التقرير المنشور الأربعاء إلى بيانات هيئة الموانئ البرية، التي قالت إن "معبر قسطل الحدودى استقبل منذ بدء الأحداث حتى 27 أبريل 5500 سودانى، و578 مصريا و409 جنسيات أخرى، وإجمالى النازحين من ميناء قسطل 6525 نازحا، و120 عربية ملاكى، و44 ميكروباصا، و93 أتوبيسا، واستقبل ميناء أرقين 1400 مصرى و17 ألف سودانى، و1372 من جنسيات أخرى"، بحسب التقرير.

وأوضح المهندس سيد متولى، رئيس جهاز تنظيم النقل البرى الداخلى والدولى، فاشار إلى أن إجمال العدد الذي عبر إلى مصر (سودانيين ومصريين) قائلا لمحررة التقرير: ".. فالذى دخل 15 ألف فرد بشكل مفاجئ، ونحتاج حوالى 2000 أتوبيس لنقلهم، وتم توفير حافلات لنقل المواطنين والسودانيين من كركر إلى القاهرة بتسعيرة 300 جنيه للراكب".

على مسؤولية المخبر

وزعم الذراع أحمد موسى أن مصر أجلّت مواطني 52 جنسية من السودان، وقال عبر برنامج "على مسئوليتي"، إنه تم إجلاء حوالي 3 آلاف مواطن مصري عبر مينائي أرقين وقسطل حتى يوم 29 أبريل الجاري؛ بخلاف من تم إجلائهم عبر الرحلات الجوية.

وتابع أحمد موسى، مساء الثلاثاء، أنه تم إجلاء حوالي 3 آلاف مواطن من 52 جنسية مختلفة؛ منهم أمريكيين وسوريين وفلسطينيين وعاملين بالأمم المتحدة التي تجمع العديد من الجنسيات، كما استقبلت مصر 24985 سوداني بمعبر أرقين!

وأضاف أن ميناء قسطل استقبل 12547 سوداني؛ وهذه الأعداد حتى يوم 29 أبريل فقط، مؤكدًا أن الدولة تقوم بجهد كبير في إجلاء المصريين من السودان، واستقبال العديد من الجنسيات الأخرى".

في حين قال اللواء عمرو إسماعيل، رئيس هيئة الموانئ البرية والجافة، لـ"المصري اليوم": "أن هناك مندوبين للبعثات الدبلوماسية لعدد كبير من الدول متواجدين لإنهاء إجراءات رعايتهم، وحتى 28 أبريل استقبلنا 1100 أجنبى"!

في حين لم يجد القنصل العام السوداني في أسوان، عبد القادر عبد الله، إلا تقديم الدعاية التي قدمها أحمد موسى في مقابلة مع "الحرة"

وتابع عبد الله أن "السلطات السودانية ومن أجل تخفيف الزحام عن هذا المعبر(أرقين)، أرسلت حافلات تقل نازحين إلى معبر حلفا، مما تسبب في تكدس أعداد كبيرة منهم هناك، بانتظار العبور لمصر".

وقال إن "الإحصاءات المصرية تشير إلى أن الذين دخلوا من السودان بلغ عددهم 40 ألفا لغاية يوم الاثنين، من كل الجنسيات بما في السودانية".

ورصدت المفوضة العامة للاجئين أن النازحين إلى مصر من السودان في حوار مع "سكاي نيوز عربية" وصل إلى 16 ألفا بينهم 14 سودانيا.

وفي تشاد، كشفت عن فرار 20 ألف سوداني بعد مواجهات بين الجيش والدعم السريع في ولاية غرب دارفور خلال الأيام الماضية.


وغادر آلاف منازلهم إلى أحياء على أطراف العاصمة، في محاولة لتجنب المواجهات العسكرية المحتدمة في مناطقهم السابقة وأغلقوا بيوتهم، وكان لافتا في أغلب الأحيان مغادرة الأسر كاملة منازلها وإغلاقها خلال الأسبوع الثاني للحرب، خلافا للأسبوع الأول الذي كانت فيه نسبة الفرار ضئيلة.


بالمقابل، فر الآلاف إلى الأقاليم في موسم هجرة عكسية لم تشهدها العاصمة التي طالما ظلت الوجهة الرئيسية لقاطني الولايات والأطراف البعيدة.

 

ووفقا للمصدر، فإن حوالي 400 سوداني عبروا إلى إثيوبيا، إضافة إلى ما يزيد على 4 آلاف من حملة الجنسيات الأخرى.

ويحاول آلاف السودانيين الخروج من البلاد، والعديد منهم يسعى لعبور الحدود سواء مع مصر أو تشاد أو جنوب السودان. وحذرت الأمم المتحدة الاثنين من أن 800 ألف قد ينزحون في النهاية، بمن فيهم لاجئون يعيشون في السودان بشكل مؤقت.

ونفذت دول أجنبية عملياتها الخاصة لإجلاء مواطنيها، سواء من خلال جسر جوي من خارج العاصمة، أو عبر قوافل برية إلى بورتسودان، حيث نقلتهم سفن إلى الخارج.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الاشتباكات في السودان، التي دخلت أسبوعها الثالث بين قوات الجيش والدعم السريع، قد تسبب في أزمة إنسانية.