أبرز موقع "ميدل إيست آي" الفوضى التي يعيشها السودان بينما تشهد صراع بين أكبر جنرالين في البلاد؛ حيث يسرق المقاتلون السودانيين أثناء محاولتهم الفرار من الخرطوم، بينما يتم إطلاق سراح المدانين من السجون.
ووصف شهود عيان في أم درمان رؤية مسلحين مجهولين يقتحمون سجنًا ويطلقون سراح كل من بداخله.
وقال أحد أقارب "محمد آدم"، وهو معارض ملقب بـ "توباك" والمتهم بقتل عميد في الشرطة، إنه كان من بين المفرج عنهم لكنه اختفى منذ ذلك الحين.
وقال "ميدل إيست آي" في تحليل كتبه "محمد أمين": "زعم الجيش السوداني، أن قوات الدعم السريع هاجمت السجن لنشر الفوضى، رغم أن قوات الدعم السريع تنفي أنها كانت وراء الهروب من السجن.
والآن بعد أسبوع من الاشتباكات الدامية بين الجيش بقيادة اللواء "عبد الفتاح البرهان" وقوات الدعم السريع بقيادة اللواء "محمد حمدان دقلو"، تدهور الوضع الأمني ​​في السودان تمامًا.

 

 سرقة تحت تهديد السلاح
وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن النهب أصبح جزءًا من الحياة اليومية. 
في بحري، وهي مدينة تقع شمال الخرطوم مباشرة، قال التاجر "ماضي النور"، إن مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع حملوا كل ما يمكنهم سرقته من السوق بجوار المحطة المركزية.
وأضاف الرجل البالغ من العمر 57 عامًا لموقع "ميدل إيست آي": "يوم الاثنين، بعد يومين من الاشتباكات، هاجم جنود يرتدون زي قوات الدعم السريع سوق بحري ونهبوا وحرقوا متاجر جميع التجار".
وأضاف: "أتيت إلى سوق بحري يوم الاثنين لجمع المواد والممتلكات والبقالة وأشياء أخرى باهظة الثمن لتخزينها في مكان أكثر أمانًا، لكنني وجدت السوق منهوبًا بالكامل وقد تم حرق جزء منه. إنها قوات الدعم السريع - رأيت سياراتهم تحيط بالسوق".
وأخبر "أحمد صالح"، أحد سكان الخرطوم، موقع "ميدل إيست آي"، أنه كان محظوظًا عندما حاول مقاتلو قوات الدعم السريع سرقة شاحنته الصغيرة.
وتابع: "سمعت أن السوبر ماركت كان مفتوحًا لبضع ساعات يوم السبت، لذلك عندما كنت اشتري الطعام ووصلت إلى شارع جوبا، تم توقيفي عند نقطة تفتيش تابعة لقوات الدعم السريع. قالوا لي أن أخرج من السيارة، فهربت على الفور وحاولوا أن يطلقوا النار علي لكن لحسن الحظ تمكنت من الهرب ".
كما أوقف مسلحون "مجدي عثمان"، وهو صاحب متجر في منطقة العامرات، لكنه لم يتمكن من الفرار، وقال صديقه لموقع "ميدل إيست آي" إنه قُتل أمام متجره يوم الأربعاء.
وأردف: "كان يخطط لمغادرة الخرطوم. لكن بعد أن جمع أمواله وأغلق المتجر أوقفه بعض المسلحين وطلبوا منه أن يعطهم كل ما لديه. حاول الهرب لكنهم أطلقوا عليه الرصاص على الفور".

 

 فراغ أمني
واختفت الشرطة منذ اندلاع العنف؛ حيث حول الجيش وقوات الدعم السريع مراكز الشرطة المهجورة إلى قواعد عسكرية، حيث يمكنها استيعاب الكثير من الجنود. وحتى أن قوات الدعم السريع تسلمت وزارة الداخلية في وسط الخرطوم.
وقال مصدر في الشرطة لموقع "ميدل إيست آي"، إن قوات الدعم السريع استولت على غالبية مراكز الشرطة في العاصمة.
 وتابع: "استحوذت قوات الدعم السريع على مكتب الهجرة في شارع أفريقيا حيث أعمل، وتستخدمه كمكتب تخزين ولوجستيات وإمدادات. علمت أيضًا أن الكثير من الزملاء في مختلف أقسام الشرطة تعرضوا للهجوم واحتلت قوات الدعم السريع مكاتبهم".
بينما صرح ضابط الشرطة المتقاعد والخبير الأمني "مصطفى عبد العظيم" لميدل إيست آي، أن الصراع أوجد فراغًا أمنيًا، حيث أن الشرطة قوة مدنية ولا يمكنها مواجهة قتال بهذا الحجم.
وتابع: "بسبب هروب الشرطة من المدينة انتشرت العصابات والمجرمون الآخرون ولا يمكن احتواؤهم. إذا استمر هذا الأمر فسيكون له عواقب وخيمة. أعتقد أن الأمن ضروري أكثر من الطعام، لذلك آمل أن يسمح الجانبان للشرطة بأداء وظيفتها".

 

 الهروب من الخرطوم
ولكن في محطة حافلات خارج الخرطوم، لا يستطيع مئات الأشخاص انتظار حدوث تلك العواقب. وكان "عمر أحمد" من حي الصحافة أحد المسافرين المحبطين والخائفين.
 وقال لموقع "ميدل إيست آي": "نشعر بالصدمة والاستياء الشديد مما حدث وما زال يحدث. لم نشهد هذا النوع من القتل الجماعي والحرب الشاملة من قبل".
وأضاف: "يستمر الطرفان ويبدو أنهما لن يتوقفا أبدًا. الرصاص العشوائي والقنابل تتساقط على المدنيين، لذلك اخترنا الرحيل. معي أسرتي هنا".
كان يوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر، وعادة ما يكون وقت الاحتفال بنهاية شهر رمضان المبارك. لكن بالنسبة للسودانيين مثل "نعيمة حسن"، لم يكن كذلك.
أخبرت "حسن" ميدل إيست آي أنها عادة ما تسافر من حي الأزهري إلى ولاية الجزيرة للاحتفال بالعيد مع العائلة، لكن الأمر مختلف هذا العام.
 وقالت": "هذا عيد حزين للغاية. سنسافر إلى الجزيرة إلى الأبد. لا أريد أن أرى الخرطوم في أي وقت قريب".

https://www.middleeasteye.net/news/sudan-turmoil-looting-prisonbreak-lawlessness-reigns-conflict