أكد موقع "ميدل إيست آي" وصول أكثر من 100 حافلة تقل مصريين وسودانيين وجنسيات أخرى إلى الحدود المصرية السودانية.
وقال الموقع في تقرير كتبته عزة جرجس: "مع اندلاع أعمال العنف في العاصمة السودانية الخرطوم، هرع آلاف الأشخاص إلى المعبر الحدودي بين مصر والسودان بعد رحلة محفوفة بالمخاطر مع تذاكر حافلة باهظة الثمن وانتظار طويل في نقطة التفتيش".


الهروب من الجحيم

في 22 أبريل، وصلت "نون عبد الباسط"، وهي طالبة طب تبلغ من العمر 21 عامًا من الخرطوم، إلى معبر أرجين الحدودي في جنوب مصر، بعد رحلة بطول 850 كيلومترًا كلفتها 200 دولار.
فرت "نون" من العاصمة مع شقيقها واثنين من أعمامها بعد أسبوع من اندلاع صراع على السلطة في السودان بين قائد الجيش السوداني "عبد الفتاح البرهان" وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية "محمد حمدان دقلو" - المعروف باسم "حميدتي".
وقالت "نون" لموقع "ميدل إيست آي" بعد وصولها إلى القاهرة: "سارت الرحلة بسلاسة تامة، والحمد لله"، ولكنها أشارت إلى أنه كانت هناك عدة مرات شعرت فيها بعدم الارتياح عند عبورها نقاط التفتيش في الخرطوم، لكن الطرق بعد ذلك كانت آمنة.
وأضافت: "لم يكن هناك سوى حافلتين عندما وصلت إلى الحدود".
ومع ذلك، أخبرها أصدقاؤها أنه بعد يومين من وصولها، كان هناك حوالي 40 حافلة على الحدود، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في أسعار تذاكر الحافلات.
وأشار "ميدل إيست آي" إلى أنه منذ اندلاع القتال في البلاد، أصيب أكثر من 3700 شخص وتوفي أكثر من 420، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وبينما تمكنت "نون" من عبور الحدود، لم يُسمح بدخول شقيقها وعميّها. واضطروا للسفر إلى وادي حلفا في شمال السودان لتقديم طلب للحصول على تأشيرات دخول في القنصلية المصرية المغلقة حاليًا بسبب عيد الفطر.
وأضاف "ميدل إيست آي"، أنه لا يُطالب من النساء والأطفال السودانيين بالحصول على تأشيرة لدخول مصر على الحدود البرية،  فقط الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 50 عامًا يحتاجون إلى تأشيرة.
وغادرت المهندسة البالغة من العمر 25 عامًا "ريلا" الخرطوم مع أختها البالغة من العمر 22 عامًا. وأخبرت "ريلا" ميدل إيست آي، أنه لم يكن هناك كهرباء أو طعام أو ماء في بنايتها، فقط وابل مستمر من إطلاق النار والانفجارات.
على الحدود المصرية، أخبرهم الموظفون أنهم يعانون من نقص في الموظفين ولا يمكنهم استيعاب الكثير من الأشخاص، مما تركهم ينتظرون لساعات طويلة.
 وقالت "ريلا": "استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يتمكن مسؤولو الحدود المصريون من معالجة الأوراق. انتظرنا في الحافلة من الخامسة مساء الأحد حتى الخامسة صباح الإثنين".
 

مجبرون على المغادرة 

وأفادت قناة القاهرة الإخبارية الرسمية في مصر، من معبر أرقين، يوم الثلاثاء، أن أكثر من 100 حافلة تقل مصريين وسودانيين وجنسيات أخرى وصلت إلى الحدود في الساعات القليلة الماضية، وأنه من المتوقع وصول آلاف الأشخاص هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في 23 أبريل، إن 436 مصريًا وصلوا بأمان إلى الحدود السودانية المصرية.
 في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصل محام سوداني - فضل عدم الكشف عن هويته - إلى معبر أرقين الحدودي مع والدته وأبناء أخيه الذين يبلغون من العمر ثلاث وست سنوات. واستغرق الأمر 11 ساعة للوصول إلى المعبر الذي كان هادئًا نسبيًا في ذلك الوقت منذ أن بدأت عطلة عيد الفطر.
وأخبر المحامي "ميدل إيست آي"، أنه أُجبر على المغادرة حيث لم يكن هناك طعام في محلات السوبر ماركت ولا مياه جارية في المنازل، وحتى منزله في كافوري، وهو حي من الطبقة العليا في الخرطوم، تعرض لإطلاق النار مرتين.
وأنفق المحامي 70 ألف جنيه سوداني - حوالي 123 دولارًا - على رحلته البرية من الخرطوم إلى الحدود، والآن مع مغادرة المزيد من الناس إلى مصر، يرفع "مستغلي الأزمة" الأسعار.
وقال لموقع "ميدل إيست آي":"الوضع في السودان سيء للغاية"، مضيفًا أنه يخطط لتمديد إقامته في مصر نظرًا لعدم وجود فرصة للعودة قريبًا.
 وفي الختام، ذكر "ميدل إيست آي" أنه استجابةً للتدفق المتوقع للاجئين، قام العديد من النشطاء المصريين بحملات على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل حدود بدون تأشيرة للسودانيين، في حين أنشأت الجمعيات الخيرية في القاهرة خطوط طوارئ ساخنة للاجئين الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية.

https://www.middleeasteye.net/news/sudan-turmoil-khartoum-violence-worsens-refugees-flock-egypt