يفرض السيسي رسم تأشيرة على السوداني القادم إلى مصر عبر معبر أرقين الجنوبي أو من خلال المنافذ الجوية والمطارات قيمته نحو 25 دولارا مترقبا الدعم الأوروبي لوقف آلاف إن لم يكن ملايين المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى الشمال الغني والقارة العجوز.

وقال تقرير ل(DW) دويتشه فيله الألماني إن اللاجئين في مصر يتعرضون إلى عنصرية واستغلال جنسي وابتزاز مالي بحسب منظمات حقوقية دولية وأن اللاجئ هي الكلمة الدارجة التي تتردد بحق أبناء البشرة السوداء (سودانيون وارتريون واثيوبيين) نفاها السيسي بالمطلق في تصريحاته أمام رئيس وزراء الدنمارك، وهو ما يعني أن بقاء كثير من اللاجئين من السودان إلى ستكون عيونهم إن لم تكن بالأساس سعيا نحو أوروبا كما يفعل المصريين أو السوريين.

وتستضيف مصر أكثر من تسعة ملايين مهاجر، وفقًا للتصريحات الرسمية المصرية، ولكن ضعف الاقتصاد وانهيار العملة يدفع أكثر من 1000 مصري سنوياً، على الأقل إلى ترك بلادهم وخوض الرحلة الخطرة عبر المتوسط بحثًا عن حياة في مكان آخر.
كما أن المصريين الذين يصلون السواحل الإيطالية على وجه الخصوص لا يذكرون أبدأ أنهم قدموا من مصر خوفاً من إعادة ترحيلهم بسبب توقيع تلك الدول لاتفاقيات إعادة المهاجرين إليها، ولذلك يؤكد الكثير من المهاجرين أنهم قدموا من السواحل الليبية حتى أن بعضهم يؤكد أنه من جنسية أخرى غير المصرية.

 

أوضاع صعبة

السودانيون من حاملي الإقامات الاوروبية والأمريكية والكندية والخليجية ويتم منحهم تأشيرة دخول لمدة شهر بعد طلبها، الحاملين لجوازات سفر كندية بريطانية أمريكية، والأطفال تحت 16 عاما، والرجال والنساء فوق الخمسين عاما، تكلفة التأشيرة ٢٥ دولار يتم دفعهم على المعبر، مع وجود جواز السفر ولو للرضع، ووجود بطاقة صفراء لتطعيم الحمى.

ومن فوق 16 سنة ومن هم تحت الخمسين سنة يلزمون باستخراج تأشيرة دخول من المكتب القنصلي في وادي حلفا وهو حاليا مغلق للاجازات ومفتوح فقط للموظفين العاملين على إجلاء المصريين..

أوضاع من وصل عبر المعبر لمصر بعضهم مصابين ويحتاجون لتدخل عاجل، خلال السنوات الماضية لا يوجد مكاتب للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الجنوب، ويحتاج الأشخاص إلى التماس اللجوء في القاهرة، حيث لا يوجد مكاتب لمنظمات اغاثية بالقرب من المعابر الحدودية وأقرب مكاتب في القاهرة، حيث 250 جنيها مصريا مصروفات تضاف ل120 ألف جنيه سوداني تكلفة الرحلة حتى المعبر!

مكاتب مفوضية اللاجئين تسمح لطالبي اللجوء وفقا لاتفاقية 1951 وبرتوكولها المكمل ومذكرة التفاهم بين الحكومة ومفوضية اللاجئين، للتمكين من حق التماس اللجوء.

الخبير محمد الكاشف في مجال الهجرة واللجوء قال إن تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر وخصوصاً في الأعوام الأخيرة جعل كثيرين يفقدون الأمل ويتخذون قرارهم بالهروب إلى أوروبا عبر البحر.

وفي أكتوبر 2021، كرر السيسي حديثه عن منع مصر موجات الهجرة غير المنظمة التي كانت تخرج من بلاده سابقًا باتجاه أوروبا، في سياق مطالبته الدول اﻷوروبية بمزيد من الدعم لمصر، وللدول التي تعاني من أوضاع غير مستقرة تؤدي لهجرة مواطنيها، مستخدماً هذا الطرح في الدفاع عن أوضاع حقوق الإنسان المتردية في مصر بحسب ما نشر موقع مدى مصر.

وأوضح أن البحرية المصرية تعد أحد أقوى الأسلحة من نوعها في البحر المتوسط وربما في العالم إلا أن الإمكانيات القتالية لا تصلح في مثل هذه المواقف لأن هذا هو دور حرس الحدود إلا أن إمكانياته فقيرة ما دفع الاتحاد إلى صرف 80 مليون يورو لمصر لرفع كفاءة حرس الحدود وخفر السواحل.

 

قرار دولي
ورأى الصحفي سلامة عبد الحميد @salamah أن "عدد كبير من المصريين مغيبين عن الواقع الدولي، وفاكرين إن #مصر تقدر تمنع دخول السودانيين الفارين من الصراع.. القانون الدولي الإنساني يجبر الدول على فتح حدودها للفارين من الحروب. ".

وأضاف أنه "بما إن مصر دولة تتلقى مساعدات ومعونات دولية، فهي مجبرة على التنفيذ، وإلا فقد تتعرض لعقوبات، أو منع معونات..هذا الحال قائم بوضوح في الأردن ولبنان اللتان تعتمدان على استضافة اللاجئين في ضمان استمرار الدعم الدولي.
وقال "البلدان الأوربية الرافضة للمهاجرين واللاجئين وضعها المالي مختلف، ورغم ذلك تضغط عليها المنظمات الدولية والمفوضية الأوربية لاستقبالهم".

يشار إلى أن دخول السودانيين في مصر في الوضع العادي لا يتطلب تأشيرة دخول مسبقة، وإنما يتم الحصول على التأشيرة في المطارات أو معابر الدخول البرية، وده بناء على اتفاقية حرية الحركة والتنقل بين البلدين الموقعة في 2004.