في تقرير لشبكة " سي إن إن" الأمريكية، قالت المحللة "جيسي يونج"، إن الطلاب في جامعة الخرطوم محاصرين داخل مباني الحرم الجامعي مع تساقط نيران المدفعية حولهم في العاصمة السودانية لأكثر من ثلاثة أيام.
وأشار التقرير إلى أن هذا بسبب القتال العنيف بين جيش البلاد وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد منذ يوم السبت - لكن منطقة الجامعة هي منطقة ساخنة خاصة بسبب قربها من القيادة العامة للقوات المسلحة؛ حيث تحلق الطائرات الحربية في سماء المنطقة وتدمر المباني المجاورة بسبب النيران. 
وقال "المظفر فاروق" لشبكة "سي إن إن"، وهو واحد من 89 طالبًا وأعضاء هيئة تدريس وموظفين يحتمون داخل مكتبة الجامع:، "إنه لأمر مخيف أن تتحول بلادنا إلى ساحة معركة بين عشية وضحاها".
وتابع: "ينفد الطعام والماء، لكن المغادرة ليست خيارًا - فقد قُتل طالب بالفعل برصاصة في الخارج". وأضاف "فاروق"، أن "خالد عبد المنعم" كان يحاول الهروب إلى المكتبة من مبنى قريب عندما أصيب. وانتشل الطلاب جثته وأدخلوها إلى المكتبة "رغم الرصاص الذي كان يتساقط عليهم".
وأكدت الجامعة وفاة "عبد المنعم" في منشور على فيسبوك، قائلة إنه أصيب برصاصة في محيط الحرم الجامعي. 
وتعصف الخرطوم بالعنف والفوضى في صراع دموي على السلطة بين القائد العسكري للسودان "عبد الفتاح البرهان"، وقائد قوات الدعم السريع "محمد حمدان دقلو"، المعروف أيضًا باسم "حميدتي".
 وتبادل الزعيمان الاتهامات بالتحريض على القتال وخرق الهدنة المؤقتة. وفي غضون ذلك، يدفع المدنيون الثمن، حيث قُتل ما لا يقل عن 180 شخصًا وأصيب 1800 آخرون، وفقًا لمسؤولي الأمم المتحدة يوم الاثنين.
وقال "جيرمان مويهو" موظف الصليب الأحمر:  "أستطيع أن أرى الدخان الخارجي يتصاعد من المباني. ويمكنني سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف من الخارج من مسكني، والشوارع خالية تماما".
 وتابع "مويهو": "في المبنى الذي أقيم فيه، رأيت أسرًا لديها أطفال، وأطفالًا يبكون عند وقوع غارات جوية، وأطفال مذعورين"، مضيفًا أن الناس لا يحصلون على الطعام أو الدواء بسبب القتال العنيف بالخارج.
وذكر التقرير وفاة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات يوم الاثنين بعد أن قصفت قوات الدعم السريع مستشفى في الخرطوم وألحقت أضرارًا بجناح الولادة. وأُجبر المسعفون على الإخلاء، تاركين وراءهم المرضى - بعضهم مجرد أطفال حديثي الولادة في حضانات.
 وقالت نقابة الأطباء السودانية، إن ستة مستشفيات على الأقل تعرضت للقصف من قبل الجانبين المتحاربين.
وحتى الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني تم استهدافهم؛ حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" وقوع هجوم على قافلة دبلوماسية أمريكية يوم الاثنين.
وتعرض سفير الاتحاد الأوروبي في السودان للاعتداء أيضًا في مقر إقامته يوم الاثنين، على الرغم من أنه بخير الآن، وفقا لمتحدث باسم كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي.
وقتل ثلاثة عمال من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في إقليم دارفور الغربي، مما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى وقف مؤقت لجميع الخدمات في البلاد.
وأصدرت القوات المسلحة السودانية في وقت لاحق بيانات متضاربة بشأن وقف إطلاق نار مقترح مدته 24 ساعة، من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق يوم الثلاثاء؛ حيث قال بيان نقلا عن المتحدث على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على فيسبوك إن القوات المسلحة "لا علم لها بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة، وإعلان التمرد لهدنة ٢٤ ساعة يهدف للتغطية على الهزيمة الساحقة التي سيتلقاها خلال ساعات".
 لكن "البرهان" قال لشبكة "سي إن إن" في وقت سابق، إن القوات المسلحة السودانية "ستلتزم" بمقترح وقف إطلاق النار من قبل الآلية الثلاثية، التي تتألف من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.
 في غضون ذلك، قال "دقلو" على تويتر إن القوات شبه العسكرية وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة "لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى".

https://edition.cnn.com/2023/04/18/africa/sudan-fighting-intensifies-students-intl-hnk/index.html