أكدت شبكة "بلومبيرج" أن الأحداث تتحرك بسرعة كبيرة في الحرب العنيفة داخل الجيش السوداني، وأن السودان لن يكفيه هدنة. 
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن التحليل الذي كتبه "بوبي جوش" لبلومبيرج: " زعم أحد الجانبين أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة بعد محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" و "دول صديقة" أخرى، لكن الطرف الآخر قال إنه لم يتم التشاور معه".
وأضاف التحليل: "وبحلول يوم الأربعاء، انهار أي تظاهر بوقف إطلاق النار. وحتى الآن قتل أكثر من 270 شخصًا وأصيب 2600 بجروح. وأشارت تقارير واردة من الخرطوم، إلى أن القتال الذي بدأ في 15 أبريل ازداد حدة".


وقال "بلينكن"، إنه تم إطلاق نار على قافلة دبلوماسية أمريكية، بينما قال الاتحاد الأوروبي، إن سفيره تعرض للاعتداء في منزله. وقالت الأمم المتحدة إن المباني التي يسكنها دبلوماسيون وموظفو وكالات إنسانية دولية استهدفت. وقُتل ثلاثة من موظفي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي في منطقة دارفور.
وتابع التحليل: "في هذه المرحلة، لم يتم تحديد الجانب المسؤول عن المزيد من عمليات القتل، أو عن تجاهل أكبر للخطوط الحمراء التقليدية في أي صراع. إن الشيء المؤكد الوحيد في هذه المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع هو أنه لا يمكن لأي من الطرفين أن يدعي بشكل شرعي أنه يقاتل من أجل قضية جيدة، ولا أن يتذرع بحسن نية".


 يدير قوات الدعم السريع "محمد حمدان دقلو" - المعروف باسم "حميدتي" - وهو أمير حرب سابق صنع اسمه كزعيم لميليشيا الجنجويد سيئة السمعة المسؤولة عن الإبادة الجماعية في دارفور قبل 20 عامًا. ثم كان في نفس الجانب مع الفريق "عبد الفتاح البرهان"، القائد الإقليمي في دارفور، وهو الآن قائد الجيش.
اتُهم الرجلان بالتورط في مذبحة الخرطوم في 3 يونيو 2019، عندما أطلق الجيش وقوات الدعم السريع النار على متظاهرين غير مسلحين مؤيدين للديمقراطية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وكلاهما قوض الآمال في انتقال السودان إلى الديمقراطية بعد أن أنهت الحركة الشعبية 30 عامًا من حكم "عمر البشير" في وقت سابق من ذلك العام.


ومنذ أن أصبح الزعيم الفعلي للبلاد، اختلف "البرهان" مع "حميدتي" بشأن دمج قوات الدعم السريع، المكونة إلى حد كبير من قدامى الجنجويد، في القوات المسلحة النظامية. وكلا الرجلين يتطلعان إلى عباءة "البشير".


ولفت التحليل إلى أنه بسبب ذلك، لا يمكن الوثوق بأي منهما لصنع السلام - أو لاحترام أي هدنة توسطت فيها جهات خارجية. وبينما يتدافع المجتمع الدولي لتنظيم وقف إطلاق النار، يجب أن يكون حذرًا من أي مقترحات لتقاسم السلطة بينهما. ويجب أن يكون الهدف هو إعادة حكومة مدنية دون دور للجيش أو الميليشيا.
ولتحقيق ذلك، يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العمل مع الدول العربية التي لها تأثير على الأطراف المتحاربة. 


وأشار التحليل إلى أن مصر هي اللاعب الرئيسي؛ حيث حافظ نظام الجنرال "عبد الفتاح السيسي" على روابط مع "البرهان" و"حميدتي"، والقاهرة هي الأكثر استفادة من الاستقرار في الخرطوم. 
يكافح "السيسي" لإطعام شعبه، وآخر ما يحتاجه هو انفجار داخلي في السودان يرسل ملايين اللاجئين إلى مصر. 
وقال في الختام: "السودان -الذي يعاني من الفقر بسبب عقود من سوء الحكم العسكري - في حاجة إلى أن يفعل "البرهان" و"حميدتي" أكثر من مجرد إلقاء أسلحتهما أرضًا، هو في حاجة إلى أن يختفوا".
https://www.washingtonpost.com/business/2023/04/19/sudan-needs-more-than-just-a-cease-fire/f8bb9800-de71-11ed-a78e-9a7c2418b00c_story.html