في ضوء رصد التداخل العسكري لعبدالفتاح السيسي رئيس الانقلاب في أحداث الخرطوم، رصدت منصات متخصصة صورا للأقمار الصناعية منها Maxar Technologies تظهر تضرر طائرة مقاتلة واحدة على الأقل واحترق مبنى في مطار مروي "330 كيلومترا شمال الخرطوم".

وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السيطرة عل المطار في الأيام الماضية. ولا تزال "الدعم السريع" بزعامة حميدتي تحتفظ بجنود مصريين كانوا في القاعدة، مع التضارب في عدد الجنود الذين وصلوا إلى القاهرة اليوم مساء الأربعاء.

وبعد 5 أيام من احتجاز جنود مصريين وإهانتهم والتنكيل بهم كأسرى الحرب، شاركت صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعليق على استجداء السيسي قوات "الدعم السريع" لإطلاق الجنود بقوله: "نتمنى استعادة قواتنا في السودان بأسرع وقت". زاعما أن "عناصرنا في السودان كانت موجودة بهدف التدريب المشترك" وقالت الصحيفة الأمريكية إن الجنود المصريين لن يتم تسليمهم للقاهرة رغم أن السيسي زعم أن "وهذا الأمر تم وفق البروتوكول مع الدولة السودانية، ولم يكن وجودها بهدف تأليب طرف ضد آخر".

ونشرت قوات الدعم السريع أول فيديو يتحدث فيه ضباطا مصريين من الجنود الذين كانوا محتجزين بالسودان، وذلك بعد بيان قوات الدعم السريع بنقل الجنود المصريين من مطار مروى إلى العاصمة الخرطوم، تمهيداً لتسليمهم لمصر حسب ما ورد فى البيان وأكده الضباط فى الفيديو.

طائرات مستهدفة

وأشار موقع "وور زون" الأمريكي إلى أنّ طائرات ميج -29 كانت مستهدفة بدقة في هجمات قوات الدعم السريع. وكشف أن إحدى طائرتي الميج 29 المصرية دمرت تماما، وأصيبت أخرى بأضرار بالغة في قاعدة مروي الجوية وثالثة بإصابات خفيفة.
وأكد الموقع أنّ هذه هي نفس الطائرات التي ظهرت في مقاطع فيديو لجنود تابعين لقوات الدعم السريع وهم يحتفلون بالسيطرة عليها، إلى جانب صور طائرتين أخريين في حظيرة طائرات قريبة.

وبدا من الصور التي نقلتها المواقع أنّ إحدى الطائرات المجاورة قد فقدت وقودها بسبب التلف، وربما تضررت الأخرى بشدة أيضًا.
ولفت الموقع إلى أنه على هذا النحو، يبدو كما لو أنّ طائرات ميج -29 كانت مستهدفة بدقة في هجمات قوات الدعم السريع.

وطائرات MiG-29 مهمة للقوات الجوية المصرية، حيث تشبه الطائرات طائرات MiG-35 الأكثر تقدّمًا في روسيا، والجديدة نسبيًا حيث القدرات الحديثة.

وتضررت بواقع الصور إحدى الطائرات المقاتلة الخفيفة/ طائرات التدريب النفاثة FTC-2000 حديثة الصنع نسبيًا في السودان قد دُمّرت أيضًا في الهجمات، لافتاً إلى أنّ السودان لديه 6 طائرات فقط منها.

 

تعمد تصوير الجنود
وقال موقع القوة العسكرية الاستخبارتي "@i___guns" "قوات الدعم السريع مرةً أخرى تتعمد تصوير الجنود المصرين وأنهم بأيدي أمينة.. من الواضح أنهم يستخدمون ورقة الجنود المصريين للضغط على جمهورية مصر للوقوف بجانبهم ضد البرهان.. فعل بعيد عن كل الأخلاق والقوانين الدولية خاصة أنهم محتجزين وليسوا أسرى حرب".

واعتبر المجلس الثوري المصري أن الفيديو الأخير "يؤكد نية  حميدتي وجنوده الاحتفاظ بالجنود المصريين في الأسر كدروع بشرية حتى يقرر هو الوقت والظرف المناسب. هؤلاء يكترثون بمصر ولا تمنيات السيسي ولا اجتماعه مع المجلس العسكري. صارت مصر عديمة التأثير في ما يجرى في فنائها الخلفي وحتى الإمارات "حليفة" السيسي لم تتدخل لإطلاقهم.".

وصرح قائد قوات الدعم السريع حميدتي بأن وحدة الجيش المصري هي في أمان وسوف يتم تسليم أفرادها متى ما هدأت الأوضاع وفي ظني أنه يهدف من ذلك الاحتفاظ بهم كورقة يساوم بها الدولة المصرية على صفقة سياسية مع الجيش السوداني في حال شعر بأن الأمور ليست في صالحه فإما أن يمكنه ذلك من العودة، بحسب المحلل السياسي فهد الفراج.


الضابط الشجاع
وظهرت مجموعة جنود مصريين كانوا يتدربون، وفق بيانات مصرية، مع نظرائهم السودانيين داخل مطار مروي بالولاية الشمالية التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.

وفي وسط المشاهد، ظهر ضابط برتبة نقيب في القوات المسلحة يدعى “محمد صلاح أبو زيد” -كُشفت هويته لاحقاً- وتحدّث مع أحد قادة كتيبة الدعم السريع معرفا نفسه بأنه ضابط مصري وهو المسؤول عن المجموعة معه، وقال له: “كلمني أنا وما حدش ليه دعوة بالعساكر”.
وقال يوسف عزت المستشار السياسي لنائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، إنهم يقومون بحماية 27 ضابطاً وجندياً مصرياً، في حين تبحث القوات صيغة لتسليمهم إلى القاهرة.