أوشكت السلع الغزائية بالمحلات التجارية في السودان على النفاد، بعد الإقبال الكبير من المواطنين على الحصول عليها وسط مخاوف من أن تستمر الحرب طويلا، كما أضطر العديد من أصحاب الأسواق الكبيرة لإغلاق أبوابها حتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها البلاد.

ولم تتوقف الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد لليوم الثالث، فيما بدأت قوى إقليمية تحركات لحث الجانبين على التوصل لوقف لإطلاق النار.

 

إغلاق الأسواق

لجأ كثير من السودانيين، منذ اندلاع الاشتباكات صباح يوم السبت، إلى شراء كميات كبيرة من السلع خاصة الدقيق (الطحين) والبصل والزيت وتخزينها تحسبا لما تخبئه الأيام القادمة واحتمال أن يطول أمد الاشتباكات المسلحة مما يخلق ندرة في السلع بالمحال التجارية.

كما أغلقت الأسواق الكبرى بالعاصمة مثل السوق المركزي جنوب الخرطوم وأسواق بحري وأم درمان والسوق العربي، والتي تعد المصدر الأول لتغذية الأسواق الصغيرة والمحال التجارية بالأحياء بالسلع الاستهلاكية والخضر والفاكهة.

 

نفاد السلع

وتتخوف العديد من الأسر السودانية من نفاد السلع بالمحال التجارية في حال استمرار المواجهات المسلحة.

وما يزيد من مخاوف المدنيين في السودان تضارب بيانات طرفي الصراع بشأن تطورات الحرب، مما يزكي القلق من أنها قد لا تحسم قريبا.

وتعرضت المستشفيات والمؤسسات الصحية بالخرطوم ومدن السودان إلى القصف بالمدافع والأسلحة النارية مما الحق أضرارًا بالغة بمستشفى الشعب التعليمي ومستشفى ابن سينا التخصصي ومستشفى بشاير، وفق ما قالت اللجنة التمهيدية لأطباء السودان.

وقالت اللجنة، إن القصف تسبب بخروج مستشفيات الشعب التعليمي والخرطوم التعليمي عن الخدمة تماما، وفي حالة من الإرباك والخوف للكادر الطبي، والمرضى، والأطفال، ومرافقيهم.

وأضافت، أن هذا القصف يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني والمواثيق التي تنص على حماية المؤسسات الصحية وتحييدها من الاستهداف.

ولفتت اللجنة، إلى أنه تم بالأمس إخلاء مستشفى الشرطة وهو الآن خارج الخدمة تماما، كما تم إغلاق مستشفى الضمان بمدينة الأبيض بعد اقتحامه من قبل القوات المسلحة.

وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بالزام “طرفي النزاع” بعدم المساس بالمرافق الصحية وفتح ممرات آمنة والسماح بمرور سيارات الإسعاف .

وقالت نقابة أطباء السودان إن المرضى وهم أطفال أحياناً وأقاربهم لا يحصلون على المياه أو الأغذية، مشيرة إلى أنه لا يمكن إخراج الجرحى المعالجين بسبب الوضع الأمني، مما يؤدي إلى اكتظاظ يمنع العناية بالجميع.

 

انقطاع التيار الكهربائي والمياه

استمر انقطاع إمدادات الماء والكهرباء لأكثر من 24 ساعة في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم، مع نقص في الدواء وصعوبة تقديم الرعاية الصحية منذ بدء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقبع عدد من الموظفين والمواطنين في مقار عملهم بسبب الحصار المفروض عليهم من القوى المتقاتلة، من دون ماء أو كهرباء أو غذاء ليومين كاملين، قبل أن تتدخل الأمم المتحدة وتطلق سراحهم باتفاق بين الجيش السوداني والدعم السريع، وذلك عبر فتح ممرات آمنة لإخراجهم.

وباتت العاصمة الخرطوم شبه خاوية من الخدمات بعد أن أغلقت المحال التجارية أبوابها في ظل استمرار القصف المدفعي بين الطرفين مع تحليق الطائرات الحربية على مدار اليوم.

وعانت أجزاء من الخرطوم وأم درمان من انقطاع في الكهرباء والمياه معا لأكثر من 24 ساعة دون تدخل من السلطات المحلية بسبب حالة القتال الدائرة والتي أعاقت حركة فرق الصيانة.