اندلع قتال عنيف في السودان بين الجيش بقيادة "عبد الفتاح برهان" وقوات الدعم السريع بقيادة "محمد حمدان دقلو"، وذلك بسبب توترات نشأت بين الطرفين بشأن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن قوات الدعم السريع زعمت أنها استولت على مواقع رئيسية في السودان، مثل المطارات والقصر الرئاسي.

وأضافت "سي إن إن": "وكان "البرهان" و"دقلو" رفقاء حتى وقت قريب؛ حيث انقلبا على الرئيس السوداني "عمر البشير" في عام 2021".

كشف تحقيق أجرته "سي إن إن" أيضًا عن رابط آخر بين الرجلين: تورطهما في استغلال روسيا لموارد الذهب في السودان لتمويل حربها في أوكرانيا، مع كون قوات "دقلو" من المتلقين الرئيسيين للتدريب والأسلحة الروسية.

وقالت مصادر في الحركة المدنية السودانية ومصادر عسكرية سودانية، إن نقاط الخلاف الرئيسية بين الجنرالين  شملت الجدول الزمني لدمج القوات، والمكانة الممنوحة لضباط الدعم السريع في التسلسل الهرمي المستقبلي، وما إذا كان ينبغي أن تكون قوات الدعم السريع تحت قيادة قائد الجيش - بدلا من القائد العام للسودان - وهو حاليا البرهان.

 وأشارت المصادر لشبكة "سي إن إن"، إلى أن هذه الأعمال العدائية هي تتويج لما يعتبره الطرفان صراعًا وجوديًا من أجل الهيمنة.

وقالت اللجنة الطبية المركزية السودانية لشبكة "سي إن إن"، إن 25 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب 183 آخرون في الاشتباكات.

 

شهود عيان

وتحدثت الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا والدراسات الأفريقية بجامعة تورنتو والموجودة حاليًا في السودان "نسرين الأمين" لموقع "ميدل إيست آي" حول الوضع قائلة: "أنا في الخرطوم، شمال بحري بالقرب من مجمّع لقوات الدعم السريع، مع والديّ وطفلي البالغ من العمر 3 سنوات يمكننا سماع إطلاق نار كثيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".

وتابعت: "انقطعت الكهرباء ومن المرجح أن يتم قطع الإنترنت قريبًا أيضًا".

وقالت شاهدة عيان لـ "بي بي سي" عبر أختها المقيمة في كينيا:"إطلاق النار لا يزال مستمرًا والناس يحتمون في منازلهم - هناك الكثير من الذعر والخوف" مضيفة أن السكان لم يتوقعوا وقوع الاشتباكات، والكثير منهم عالقين في الطرق؛ حيث أُغلقت الجسور والطرق والعديد من المدارس.

وقالت "دعاء طارق" لـ "بي بي سي" عندما حلقت طائرة عسكرية فوق بنايتها: "إنهم يطلقون الذخيرة الحية على سطح المنزل المجاور ونحن الآن نحتمي".

 

قلق دولي

وبحسب "ميدل إيست آي"، دعت قطر والإمارات والسعودية جميع الأطراف في السودان إلى ضبط النفس ووقف التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة من خلال الحوار.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إنها تتطلع إلى تبني الأطراف كافة للحوار والسبل السلمية لتجاوز خلافاتهم.

وعبرت وزارة الخارجية السعودية عن "القلق العميق" إزاء الاشتباكات ودعت القادة السياسيين بالبلاد إلى ممارسة لغة "الحوار والحكمة وضبط النفس".

في غضون ذلك دعت سفارة الإمارات في الخرطوم الأطراف إلى وقف التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة.

وأفاد "ميدل إيست آي"، أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فقي محمد" حث جميع الأطراف في السودان إلى إنهاء "إراقة الدماء في العشر الأواخر من رمضان".

 ودعا رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، إلى وقف "فوري" للقتال بين الجيش النظامي والقوات شبه العسكرية. وقال "يونيتامس فولكر بيرتيس" في بيان، إنه "يدين بشدة اندلاع القتال في السودان".

وقالت "الجارديان"، إن حكومة تشاد أغلقت حدودها مع السودان.

وأضافت أن الخطوط الجوية السعودية أوقفت رحلاتها من وإلى الخرطوم بعد تعرض إحدى طائراتها لإطلاق نار.

 بعد اندلاع الاشتباكات في جميع أنحاء السودان بين قوات الدعم السريع والجيش، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو قالوا إنه يظهر القوات المصرية التي "استسلمت" لها في مروي، في منتصف الطريق بين العاصمة السودانية الخرطوم وحدودها مع مصر. 

وقال الجيش المصري، إن القوات المصرية كانت في السودان لإجراء مناورات مع نظرائها السودانيين وإنه ينسق مع السلطات السودانية لضمان سلامتهم.

ونقلت "الجارديان" عن قائد قوات الدعم السريع السودانية، إن قواته مستعدة للتعاون مع مصر لتسهيل عودة القوات المصرية التي سلمت نفسها إلى الجماعة في بلدة مروي بشمال السودان.