استعرض موقع "ميدل إيست آي" كيف تحولت أشهر من التوترات المتصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى اشتباكات عنيفة.

وقال الموقع في تقرير: "اندلعت اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى يوم السبت بعد أسابيع من التوترات بين الجانبين".

وأضاف: "هزت أصوات إطلاق نار والانفجارات العاصمة الخرطوم حيث تركز القتال في مناطق استراتيجية مثل القصر الرئاسي والمقر العسكري والإذاعة العامة".

واتهم الجانبان بعضهما البعض ببدء العنف الذي تبع خلافات استمرت لشهور بشأن ترتيبات تقاسم السلطة لنقل البلاد إلى حكم مدني.

 

 كيف وصلنا إلى هنا؟

 وأرجع "ميدل إيست آي" الأزمة السياسية الحالية في السودان إلى عام 2019، بعد أن انتهت حركة احتجاجية على مستوى البلاد ضد الرئيس السابق "عمر البشير".

وتوقف الانتقال نحو الحكم المدني الكامل الذي أعقب ذلك في أكتوبر 2021 بسبب انقلاب عسكري بقيادة قائد القوات المسلحة السودانية ورئيس الدولة بحكم الأمر الواقع اللواء "عبد الفتاح البرهان" ونائبه "محمد حمدان دقلو"، رئيس قوات الدعم السريع.

في ديسمبر 2022، وقع القادة العسكريون والمدنيون اتفاقًا أوليًا لإنهاء الحكم العسكري وتمكين الانتقال الذي يقوده مدنيون لمدة عامين نحو الانتخابات.

ومع ذلك، أعاقت الخلافات السياسية طريق التوصل إلى حل نهائي. ويعتبر اندماج قوات الدعم السريع في الجيش من أهم تلك الخلافات.

وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن التأخير في توقيع الصفقة تفاقم بسبب التنافس الشخصي المتزايد بين "البرهان" و"دقلو".

 

 تعبئة القوات

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وصلت التوترات إلى نقطة الغليان بعد أن حذرت القوات المسلحة السودانية من تعبئة وإعادة انتشار قوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى دون موافقتها.

ودخلت قوات الدعم السريع مدينة مروي الواقعة على بعد 330 كلم شمال العاصمة، وحاصرت مطارها يوم الأربعاء. كما احتشدت القوات في شمال الخرطوم وخارج قاعدة قوات الدعم السريع في بحري.

وصرح جنرال وخبير عسكري متقاعد لموقع "ميدل إيست آي" بأن التعبئة في مروي لها أهمية خاصة لأنها تستضيف مطارًا استراتيجيًا وقاعدة جوية.

وقال، إن سيطرة أي من الجانبين على القاعدة يمكن أن تحدد النصر في أي مواجهة عسكرية محتملة.

كما تضم ​​القاعدة طائرات مقاتلة مصرية استخدمت في التدريبات السودانية المصرية المشتركة عام 2020.

 

 البرهان مقابل "دقلو"

 حافظ  "البرهان" و"دقلو" على تحالف غير مستقر منذ انقلاب أكتوبر 2021، وقالت "ميدل إيست آي" إن لدى الرجلين مصادر مختلفة للسلطة والثروة، بالإضافة إلى رعاة دوليين مختلفين.

"البرهان" تفضله مصر والشخصيات التي كانت في السلطة في عهد "البشير" كما أنه يسيطر على مجمع صناعي عسكري مترامي الأطراف "شركة الصناعات العسكرية"، وهي واحدة من أكبر الشركات المملوكة للدولة في البلاد، والتي تنتج مجموعة من المعدات الدفاعية.

أما "دقلو"، الذي كان ذات يوم زعيم ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة في دارفور، حيث يسيطر على مناجم الذهب، لديه مؤيدون مؤثرون في الإمارات والسعودية. ويقدر محللون أن قوات الدعم السريع التي يقودها يبلغ عددها نحو 100 ألف مقاتل ولها قواعد وانتشار في جميع أنحاء البلاد.

 

https://www.middleeasteye.net/news/sudan-unrest-how-did-we-get-here