اندلعت اشتباكات صباح السبت في الخرطوم بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للصراع بينهما الى نزاع مسلح.

وأعلنت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت "السيطرة الكاملة" على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط) .

وقالت في بيان إن القوات المسلحة "هاجمت في وقت متزامن قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها"، مؤكدة أن "قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة".

وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف الى جانب "جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة" في اشارة الى ثورة 2019 التي أطاحت الدكتاتور عمر البشير بعد ثلاثين عاما في السلطة.

وبينما وصلت العلاقة بين جناحي المكون العسكري في السودان (الجيش والدعم السريع)، إلى مستوى غير مسبوق من التوتر تجلّى باندلاع اشتباكات عنيفة وإطلاق كثيف للنار في الخرطوم صباحاً، اتجهت الأنظار لمقارنة أوجه القوة بين الجانبين.

 

قوة وعتاد الجيش السوداني

بحسب تقارير صادرة عن منظمات دولية، يبلغ عدد قوات المسلحة في السودان حوالي 205 آلاف جندي، بينهم 100 قوات عاملة، 50 ألفا قوات احتياطية، 55 ألفا قوات شبه عسكرية.

فيما تصنف القوات الجوية التابعة للجيش، في المرتبة رقم 47 بين أضخم القوات الجوية في العالم، وتمتلك 191 طائرة حربية تضم 45 مقاتلة، 37 طائرة هجومية، 25 طائرة شحن عسكري ثابتة الأجنحة، 12 طائرة تدريب، وقوات برية تشمل قوة تضم 170 دبابة، وتصنف في المرتبة رقم 69 عالميا، 6 آلاف و967 مركبة عسكرية تجعله في المرتبة رقم 77 عالميا، قوة تضم 20 مدفعا ذاتي الحركة تجعله في المرتبة رقم 63 عالميا.

قوة مدافع مقطورة تضم 389 مدفعا تجعله في المرتبة رقم 29 عالميا، 40 راجمة صواريخ تجعله في المرتبة رقم 54 عالميا في هذا السلاح.

كذلك يمتلك الجيش أسطولا حربيا يضم 18 وحدة بحرية تجعله في المرتبة رقم 66 عالميا، بينما تقدر ميزانية دفاعه بنحو 287 مليون دولار، وفقا لموقع "غلوبال فاير بور".

واعتبرته إحصائيات صدرت عام 2021، من أقوى وأكبر الجيوش في القرن الإفريقي.

 

قوة وعتاد الدعم السريع

أما الدعم السريع، فقد قدر محللون عدد قواتها بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.

كما لها مقار وثكنات عسكرية داخل الخرطوم ومدن أخرى بالبلاد، وقد استولت على مقار تابعة لجهاز الأمن المخابرات الوطني ومقار تابعة لحزب المؤتمر الوطني المحلول، كما أنها تنتشر بشكل واضح في إقليم دارفور ومعظم ولايات السودان، إلى جانب مناطق حدودية مع دول الجوار الإفريقي.

في حين لا تعرف بالضبط نوعية التسليح والعتاد العسكري لتلك القوات، لكن الاستعراضات العسكرية التي تنظمها بين حين وآخر تظهر امتلاكها مدرعات خفيفة وأعداداً كبيرة من سيارات الدفع الرباعي من طراز "لاندكروز بك آب" مسلحة.

وأيضاً تظهر تلك الاستعراضات أنواعاً مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

 

نبذة عن الصراع

أتت تلك الاشتباكات اليوم على الرغم من تأكيد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع أيضا محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، أمس، حرصهما على التهدئة وعدم إدخال البلاد في أتون الصراع.

وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين تفجرت منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي، بعد أن دفعت الدعم السريع بنحو 100 آلية عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، ما استفز الجيش الذي وصف هذا التحرك بغير القانوني، مشددا على وجوب انسحاب تلك القوات وهو ما لم يحصل حتى الآن.

يذكر أن خلافات سابقة بين الطرفين كانت طفت إلى السطح أيضا خلال ورشة الإصلاح الأمني التي عقدت في مارس الماضي (2023) حول دمج عناصر الدعم السريع في الجيش، وأدت إلى تأجيل الإعلان عن الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مقرراً مطلع أبريل من أجل العودة بالبلاد إلى المسار الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية.