يعتبر الدكتور عصام حشيش أيقونة هندسة القاهرة، وكل خريجي الكلية في عصر ما قبل السيسي يعرفون شعبيته وسط الأكاديميين.

يحكي عنه زميله، د. صلاح عز الأستاذ بهندسة القاهرة، أنه بشكل شخصي "أجمل الشخصيات التي قابلتها في حياتي، وأكن له حب ومعزة وتقدير لم أشعر بهم تجاه غيره، حيث عايشته وزاملته منذ ١٩٨٧ وحتى ٢٠١٣ حيث اعتقل في 12 أكتوبر من ذلك العام وحتى الآن، مضيفا أنه "لو أن مصر دولة بحق لفاخرت به جامعات وعلماء العالم في تخصصه وفِي عمله العام وتضحياته لأجل شعبه وأمته".
 


والدكتور عصام حشيشي أستاذ الاتصالات بالكلية. اعُتقل لمدة 13 شهرا سنة 1981، في أول اعتقال له بعد مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، واعتقل ثانية عام 1995 لحوالي 4 أشهر على خلفية قضية حزب الوسط، حيث قُدّم إلى محاكمة عسكرية، إلا أنه حصل على براءة في النهاية. ثم اعتقل على خلفية أحداث جامعة الأزهر بتهمة غسيل الأموال على الرغم من أنه لا يمتلك أي شركات، وحُكم عليه بثلاث سنوات.

وقدم د.حشيش العديد من المشروعات الهندسية منها إعداد وتنفيذ مشروع "اكتشاف المعادن والمياه الجوفية باستخدام الجس الكهرومغناطيسي" في عام 1984 وحتى 1988، وذلك في إطار مشروع ترابط الجامعات المصرية حينها.

وكانت له مشروعات بحثية عن التأثيرات الحيوية لإشعاع الهواتف المحمولة، وتصميم الاتصال، وتصميم هوائيات الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية لأقمار الأوربت.

وأشرف على مناقشة أكثر من 45 رسالة ماجستير ودكتوراه بالداخل والخارج. وله ما يزيد على 50 مقالة علمية منشورة في مجلات علمية متخصصة محلية ودولية.

وحصل د. حشيش على جائزة الجامعة التشجيعية عام 2004، وتم اختياره الأستاذ المثالي بجامعة القاهرة لعام 2005، ثم حصل على شهادات تقدير متنوعة من كلية الهندسة ونادي أعضاء هيئة التدريس، وكذلك شهادة من جامعة القاهرة منها شهادة لمساهمته في حصول الجامعة على جائزة بنك التنمية الإسلامي.

وشغل منصب نائب مدير مركز التكنولوجيا العالمية بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، ورئيس شعبة الموجات الدقيقة بجمعية IEEE على مستوى جمهورية مصر العربية، ورئيس شعبة الهوائيات وانتشار الموجات بقسم الإلكترونيات والاتصال بكلية الهندسة، وعضو في لجنة الدفاع عن سجناء الرأي، وعضو لجنة الاحتفالات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومقرر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان بحقوق القاهرة، وعضو لجنة شئون الطلاب بالكلية، وعضو شعبة الاتصالات والملاحة بأكاديمية البحث العلمي، وعضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين لمدة 5 سنوات حتى عام 95 حين تم فرض الحراسة على النقابة، بالإضافة إلى عضوية مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس لست سنوات حتى عام 1998م.

البروفيسور عصام حشيش الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين، أحد المعتقلين بسجن بدر 3 كان طلب من إدارة (سجن العقرب) الذي باع السيسي الأرض المقام عليها السماح له بشراء كفن على نفقته الخاصة "استعدادا للقاء ربه"، نظرا لاستمرار تدهور حالته الصحية ورفض إدارة السجن تقديم أي رعاية طبيه له.

ودشّن نشطاء وقتئذ على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتضامن مع عصام حشيش تحت وسم #انقذوا_عصام_حشيش، مطالبين بالإفراج عنه، ومراعاة ظروفه الصحية، ومؤكدين أن المعتقلين يتعرضون للقتل البطيء داخل السجون الذي لازمه أيضا في محبسه الجديد.
 

وما تزال أصداء طلب الدكتور عصام حشيش أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة بشراء "كفن" على نفقته الخاصة تحسبا لموته في السجن بسبب الأوضاع امزرية التي يعانيها ضمن آلاف المعتقلين، مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات النزيهة.


وتعود أصول "حشيش" إلى محافظة الغربية، وكان من أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، والتحق بكلية الهندسة قسم الإلكترونيات بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1973، وحصل على الماجستير سنة 1987، والدكتوراه في 1985 بعد أن أخّره أول اعتقال له، وعمل أستاذًا لمادة الموجات بقسم الإلكترونيات والاتصالات بهندسة القاهرة.