أفاد تقرير مشترك، عن وزارة الصحة الصومالية ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسف، إلى حدوث نحو 43 ألف حالة وفاة "إضافية" في الصومال خلال عام 2022.

وأكد التقرير، الذي صدر الاثنين الماضي، أن نصف حالات الوفيات بين الأطفال تحت سن الخامسة، بسبب الجفاف الشديد. وتوقع وفاة 135 شخصًا يوميًا خلال النصف الأول من العام الحالي بسبب أزمة الجفاف. 

 

الجفاف.. السبب الأول في الوفاة

وهذه أول حصيلة رسمية يعلن عنها إثر موجة الجفاف التي اجتاحت أجزاء كبيرة من القرن الإفريقي، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الاثنين.

 

توقعات بموت 18 ألفًا في 6 أشهر

ويضع التقرير للمرة الأولى سيناريو محتملًا قائمًا على نموذج للتوقعات تم تطويره لتجنب الوفيات المرتبطة بالجفاف، وتعزيز العمل الاستباقي.

التوقعات، الممتدة من يناير حتى يونيو 2023، تشير إلى احتمال وفاة 135 شخصًا يوميًا بسبب أزمة الجفاف ليتراوح عدد الوفيات المتوقعة في تلك الفترة من بين 18 ألفًا و34 ألفًا.

وقال التقرير الذي أعدته مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي إن "الأزمة الحالية لم تنته بعد".

 

نزوح مليون شخص

ويشهد الصومال فترة جفاف تاريخية لمدة عامين – وهو وضع لم يشهد له مثيل منذ أكثر من 40 عامًا – ومن شأن احتجاب الأمطار المتوقع للموسم الخامس أن يؤدي إلى تشريد المزيد من العائلات، حيث تلوح المجاعة في الأفق.

وتعاني الصومال وإثيوبيا وكينيا من شح في الأمطار للموسم الخامس على التوالي.

ووفق تقارير أممية، نزح أكثر من 755 ألف شخص داخليًا في الصومال بسبب الجفاف الشديد هذا العام، وبهذا يصل العدد الإجمالي للنازحين إلى مليون شخص منذ يناير 2021 عندما بدأ الجفاف.

 

انتشار الوفيات والأمراض

وقال دكتور رحمن مالك، ممثل منظمة الصحة العالمية في الصومال "إننا نسابق الوقت لمنع وقوع الوفيات، التي يمكن تجنبها، وإنقاذ الأرواح".

ويواصل: "شهدنا انتشار الوفيات والأمراض في ظل طول أمد أزمة الجوع والغذاء".

ويؤكد أن "ثمن التقاعس عن العمل يعني أن الأطفال والنساء والمستضعفين سيدفعون الثمن بحياتهم بسبب الجوع وسوء التغذية مجتمعين".

ومن جهتها، قالت وفاء سعيد، ممثلة اليونيسف في الصومال، "إن نتائج التقرير تقدم صورة قاتمة للآثار المدمرة التي لحقت بالأطفال وأسرهم بسبب الجفاف".

وأعربت عن حزنها لوقوع الوفيات وقالت "كان يمكن أن تقع المزيد من الوفيات إذا لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية للوصول إلى المجتمعات المتضررة".

وشددت على ضرورة مواصلة "إنقاذ الأرواح بتجنب وعلاج سوء التغذية، وتوفير مياه الشرب الآمنة والنظيفة، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة، وتحصين الأطفال ضد الأمراض القاتلة مثل الحصبة، وتوفير خدمات الحماية الأساسية".

 

الوضع حرج للغاية

وسبق أن قالت الامم المتحدة هذا العام إنهم لم يعودوا يتوقعون إعلانًا رسميًا عن المجاعة في الصومال، لكنهم وصفوا الوضع بأنه "حرج للغاية" مع وجود أكثر من 6 ملايين شخص يعانون من الجوع في هذا البلد وحده.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات الجوع المتأزمة في الصومال من حوالي خمسة ملايين إلى أكثر من سبعة ملايين في الأشهر المقبلة، ويتفاقم ذلك بسبب آثار تغيّر المناخ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الصراع في أوكرانيا.

وتحتاج الأمم المتحدة إلى أكثر من 2.6 مليار دولار للوفاء بالاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية لـ7.6 مليون شخص في الصومال خلال عام 2023.