ترى هل يكفي اعتراض وزير خارجية السيسي سامح شكري الاربعاء أمام وزراء خارجية جامعة الدول العربية أن : "ممارسات إثيوبيا مستمرة في ملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق ملزم.. وتشكل خطراً كبيراً على البلاد"؟!.
في الوقت الذي قالت منصات الخارجية الإثيوبية وهي تنشر أعمال صب الخرسانة استعدادا للملء الرابع للسد الاثيوبي الكبير، "سنواصل الجد ...! حتى اكتمال السد كما قالها الاستاذ @Alarusi1 .. سد النهضة الملء الرابع قيد التنفيذ".
وخلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قال شكري "سد النهضة له تداعيات على أكثر من 140 مليون مواطن عربي والحقوق المائية لـ مصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي"، وهو ما اعتبره مراقبون تكرار لتصريحات نفذ وقتها منذ توقيع السيسي ما يسمى اتفاق المبادي في 2015، وأن تصريحات شكري ما هي إلا "محاولات لانقاذ ماء الوجه".
ولذلك لم يستغرب المراقبون من تصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وهو يفسر الماء بالماء عندما قال "مجلس الأمن يستطيع توفير الحماية للشعب الفلسطيني "، وربطها ربطا بتصريح آخر وهو "قضية  سد النهضة متصلة بالأمن القومي العربي".
التصريح جاء بعد ساعات من إعلان صحيفة "العربي الجديد" أن "مصر تدرس التوجه إلى مجلس الأمن مجدداً" وأن ذلك في ضوء فشل جولة مفاوضات "فنية" جديدة بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي جرت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، على مدار يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بمشاركة خبراء من الدول الثلاث المعنية بالأزمة، مصر والسودان وإثيوبيا.

وهو ما يعني أن قضية السد لا تعني "العرب" المنتمين للثورة المضادة وأنها أيضا كقضية فلسطين لن يتدخل فيها مجلس الأمن الذي سيتوجه له السيسي كما قضية فلسطين التي يستطيع مجلس الأمن حلها بحسب "أبو الغيط".
وتناسي "شكري" وزميله "أبو الغيط" أن السيسي في 12 يونيو 2020، قدم شكوى لمجلس الأمن بخصوص سد النهضة وبعدما تأكد وقوف ١٢ دولة من ١٥ دولة إلى مطلب وقف بناء السد وإعادة الاتفاق (اتفاق الخرطوم 2015) طلب من مندوب مصر سحب الطلب في 24 يونيو بعد أن قدرت أعضاء المجلس أن يكون 25 يونيو يوم التصويت، وهو ما اعتبره دبلوماسيون انتكاسة وانبطاح دبلوماسى لمصر!



مثل سابقتها
وتعجب المراقبون من إصرار حكومة السيسي وخارجيته على المفاوضات في حين أنها مثل سابقتها هدفها كما أكد خبراء إضاعة الوقت والحصول على المكاسب من جانب واحد، بحسب مصادر "فنية" سودانية ومصرية إن "جولة المفاوضات، التي جاءت بوساطة إماراتية، كانت مثل سابقاتها من الجولات التي لم تسفر عن أي جديد"، مشيرة إلى أن الجانب الإثيوبي عرض معلومات بشأن عملية الملء الرابع المقرر لها أن تبدأ في موسم الفيضان المقبل، أي في شهر يوليو 2023.

ولفتت المصادر إلى أن الوفد الإثيوبي الذي شارك في الاجتماعات لم يطرح أي مواقف جديدة لبلاده، رغم الضغوط التي تمارسها القاهرة على الوسطاء الدوليين من أجل إحياء المفاوضات السياسية الخاصة بأزمة السد، والاتصالات التي تقوم بها أبوظبي بين الأطراف الثلاثة.

وأوضحت المصادر أن أديس أبابا "تحاول جاهدة استمالة موقف الخرطوم في أزمة سد النهضة، من أجل الفصل بين الموقفين المصري والسوداني، وذلك في ظلّ قناعات لدى أطراف فاعلة في السودان باختلاف الأهداف بالنسبة لبلدهم عن مصر".
وعلى مواقع التواصل شهد موقف الانقلاب سخرية لاذعة فكتبت "هند المصرية"، "صح النوم ياعم سامح شكري.. بلغ مغتصب السلطة رئيسك السيسي بانه كان فيه وزير دفاع اسمه عبد الحليم ابو غزالة قال ان دستور الجيش المصري ينص علي استخدام القوة الشاملة ضد اي دولة تحاول بناء سدود او المساس بأمن مصر المائي القومي ..والفيديو موجود علي اليوتيوب".
وساخرا كتب عمر (Alem Omar)، "قدم السيسي حلا مبتكرا.. جعل رئيس وزراء إثيوبيا يقسم على القرآن أنه سيعطي مصر الماء الذي تحتاجه.  فماذا يمكنه أن يفعل أكثر من ذلك؟.. تذكروا الخونة عندما وضعوا الرئيس مرسي على الهواء خلال اجتماع عندما هدد بتدمير السد الإثيوبي".
وطالب ناشط آخر بإعادة صياغة عنوان خبر متعلق بموقف مصر من سد النهضة فكتب "بعد فشل المفاوضات الفنية الجديدة بشان ازمة سد النهضة في ابوظبي .. مصر تستعد للتوجه الي حكومة إثيوبيا للتهنئة باكتمال السد "
 

بدء الملء الرابع

وبدأت إثيوبيا صباح الاربعاء الماضي 1 مارس صب الخرسانة في المقطع الأوسط من سد النهضة تمهيدا للملء الرابع، حيث كشفت صورة حديثة التقطتها الأقمار الصناعية استعدادات إثيوبيا للملء الرابع لسد النهضة، وأوضحت الصورة أن إثيوبيا افتتحت قبل يومين البوابة الغربية للسد، وتركت البوابة الشرقة لتصريف حوالي 50 مليون متر مكعب من المياه.

وقال الخبير في الجيولوجيا الدكتور عباس شراقي إنه سوف يتم تبادل فتح البوابة الشرقية للسد مع البوابة الغربية حتى قرب انتهاء موسم الفيضان القادم، مؤكدا أنه من الممكن فتح البوابتين أثناء التخزين الرابع حتى لا يتعرض منسوب النيل الأزرق للانخفاض أو تخرج محطات مياه الشرب عن الخدمة كما حدث في التخزين الأول.

وأشار إلى أن أعمال الخرسانة على الممر الأوسط لم تبدأ بعد، لكن إثيوبيا تعمل الآن على تعلية الممرات الجانبية تمهيدا لتعلية الممر الأوسط ، موضحا أنه من المتوقع الوصول إلى منسوب 620 متر، وإجمالي تخزين 30 مليار م3.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت الصيف الماضي، اكتمال الملء الثالث لسد النهضة، وذلك بعد عام من إعلان انتهاء الملء الثاني الذي جرى في يوليو عام 2021، و بلغ حوالي 3 مليارات متر مكعب، فيما بلغ التخزين الأول للسد في يوليو عام 2020، حوالي 5 مليارات متر مكعب.

الموقف السوداني بحسب مراقبين "غير واضح تماماً في الفترة الراهنة"، وأن "المؤشرات الواردة من الخرطوم تميل إلى التنسيق مع أديس أبابا في تلك المرحلة"..أن الخرطوم "لم تبد موقفاً صريحاً حتى الآن بشأن عدم التنسيق مع القاهرة"، بحسب تقارير.