اتفق خبراء الزلازل على أن مناطق بشمال وشرق مصر تتعرض لهزات لكنها غير محسوسة ولا يشعر بها المواطنون، بينما توقع عالم هولندي أن تتعرض مصر ولبنان لزلزال قوي على غرار زلزال تركيا وسوريا.

وكشف الخبراء أن الزلازل عبارة عن اهتزازات مفاجئة سريعة تصيب القشرة الأرضية عندما تنفجر الصخور، وقد تكون غير مؤثرة أو ظاهرة، وأحيانًا قد تكون مدمرة.

 

زلازل متوسطة القوة

أكد الدكتور صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إنه لا توجد دولة في العالم في مأمن من الزلازل، وكل يوم نسجل زلزالًا في مختلف أنحاء العالم بما فيه مصر، ولكن هذه الزلازل تكون قوتها ضعيفة، وغير محسوسة للمواطن العادي، مثل زلزال تركيا وسوريا.

وأضاف أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في تصريحات إعلامية أن مصر تقع في منطقة لا تتعرض للزلازل المدمرة، ولكن يمكن أن تتعرض لزلازل متوسطة القوة، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وأوضح الحديدي أن محاولات التنبؤ بحدوث الزلازل فشلت حتى الآن على مستوى العالم، ولكن الزلازل في مصر لا يتوقع أن تصل للمرحلة التدميرية التي كانت عليها في تركيا وسوريا.

 

خارج أحزمة الزلازل

وكشف الخبراء أن مصر آمنة وتقع خارج أحزمة وأنشطة الزلازل بشكل عام، إلا أنها معرضة من حين لآخر لبعض الزلازل الضعيفة أو المتوسطة خاصة التي يقع مركزها في منطقة شرق البحر المتوسط، وشمال البحر الأحمر، مؤكدين على سبيل المثال وليس الحصر أن مصر تعرضت الثلاثاء الماضي لزلزال بسيط بقوة 2.6 ريختر وكان غير محسوس أو مؤثر.

وأضافوا أن هناك نشاطًا زلزاليًا في شمال وشرق البحر الأحمر ومنطقة دهشور جنوب القاهرة وأبو زعبل والخانكة شمال شرق القاهرة، مشيرين إلى وجود بعض الأنشطة الزلزالية في منطقة شرق المتوسط، وتؤثر على مدن الساحل الشمالي مثل الإسكندرية ورشيد ودمياط، ويصل تأثيره إلى أجزاء من مدن الدلتا.

وأضافوا أن هناك بعض المناطق النشطة زلزاليًا في جنوب البلاد وتعتبر أقل نسبيًا من مثيلاتها في الشمال مثل منطقة كلابشة في أسوان والتي تعرضت لزلزال عام 1981 ونتج عنه شقوق كبيرة في صخور إحدى ضفتي بحيرة ناصر.

 

هزات غير خطيرة

وقال الدكتور محمد طه، الخبير بالمركز، إن المعهد لديه خريطة بالمناطق النشطة بالزلازل في مصر ويمكن لمحطات الرصد كشفها يوميًا وبسهولة من خلال الاقمار الصناعية والمحطات، مضيفًا أنه يمكن وبدقة معرفة موقع الزلزال ومدته وآثاره وتداعياته وتوابعه، مؤكدًا أن مصر ومنذ وقوع زلزال تركيا تتعرض لهزات وتوابع ولكنها ضعيفة ولا تشكل أي خطورة

وأكد المركز أن هناك متابعة مستمرة ودقيقة لنشاط أي زلازل أو هزات أرضية قد تحدث، من خلال "الشبكة القومية لرصد الزلازل"، حيث يتم على الفور تحليل البيانات الأولية للزلازل التي تعرضت لها بعض الدول المجاورة.

 

عالم هولندي يتوقع هزة في مصر ولبنان

وتوقع العالم الهولندي، فرانك هوغربيتس - الذي تنبأ بحدوث الزلزال التركي السوري قبل أيام من وقوعه - حدوث زلزال يشمل مصر ولبنان، وقال: "نعم، لأن هذه المنطقة عرضة للنشاط الزلزالي ولكن لا يمكن الجزم، بالاستناد إلى النشاط الزلزالي ما إذا كانت ستحدث الأسبوع المقبل أو في الخمس أو العشر سنوات المقبلة، معلنًا أن التنبؤ بتاريخ حدوث هزة أمر مستحيل.

وكشف أن ذروة القمر "البدر" التي ظهرت في اليومين الماضيين ستؤدي إلى هزة أرضية قوية قد تصل إلى 6 درجات، وأن عددًا من الهزات الارتدادية تظهر في خريطة المنطقة التي وقع فيها زلزال سوريا وتركيا في السادس من فبراير الجاري، كما يظهر في الخريطة نشاط زلزالي بالجنوب والجنوب الشرقي حيث يقع لبنان، وعلى الجانب الآخر العراق وإيران.

 

هل مصر بعيدة عن أحزمة الزلازل النشطة؟

وردّ رئيس معهد البحوث الفلكية، جاد القاضي، على العالم الهولندي أن "بلاده آمنة من الزلازل المدمرة، وأوضح في تصريحات صحافية أن مصر بعيدة عن أحزمة الزلازل النشطة المعروفة عالميًا.

وتابع قائلًا إن هناك بعض المناطق التي يمكن أن يحدث بها نشاط للزلازل، وهي خليج العقبة وشمال البحر الأحمر، إضافة إلى بعض المناطق اليونانية والقبرصية، وهي بعيدة عن مصر، ولكن يتم الشعور بها دون أضرار أو تبعات.

وأضاف أن الكود الزلزالي في مصر يتم تحديثه بشكل مستمر، ويتم إخطار مجلس الوزراء بذلك لوضعه في حساباته عند تخطيط المدن الجديدة، وتنفيذ المشروعات الجديدة، مشيرًا إلى أنه يتم يوميًا رصد ومتابعة النشاط الزلزالي للجمهورية والتحليل الفوري لبياناته وتحديد توزيعاته الجغرافية وقوته.

 

هل تتعرض مصر لـ تسونامي؟

ونفى القاضي الأنباء التي تتردد حول تعرض البلاد ودول المنطقة لموجات تسونامي بعد الزلزال المدمر التي تعرضت له تركيا، مؤكدًا أنه تم التحقق بأنه لا حقيقة لتعرض مدن مصر الساحلية لموجة تسونامي، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وأضاف، ليس هناك أي خطر من أي احتمال حدوث زلزال مدمر على الأراضي المصرية، وأن الدولة لديها القدرة على التعامل مع أي أزمات أو طوارئ محتملة، لافتًا أن موجات تسونامي تحدث نتيجة حدوث زلزال في البحار والمحيطات.

 

هل هناك علامات قبل حدوث الزلزال؟

ويتساءل البعض عن حقيقة التنبؤ بحدوث الزلزال أو وجود علامات قبل حدوث الزلزال، ولكن هذا الأمر ليس له أساس من الصحة كما أوضح رئيس معهد البحوث الفلكية، وقال إنه لا يمكن التنبؤ بأي شكل من الأشكال حول حدوث هزات أو زلازل في منطقة بعينها، لكن يمكن التوقع من خلال البيانات التي تدرسها الجهات المعنية بقياس الطبيعة الجغرافية يمكن معرفة أن هذه المنطقة تثار فيها الزلازل.