يصدق المنقلب مقولة السوشيال "عبدالفتاح السيسي كل حاجة والعكس" ففي 12 فبراير شارك السيسي منذ ال9 صباح الأحد في مؤتمر القدس بالجامعة العربية وأطلق من هناك تصريحات معتادة من معسكر التطبيع العربي عن القدس ولكنه في الواحدة من ظهر اليوم، شارك وزير الطاقة الصهيوني يسرائيل كاتز في مؤتمر "إيجبس 2023" لدعم تصدير الغاز لأوروبا فضلا عن صورة المؤتمر التي كان السيسي وكاتز إلى جوار بعضهما في الصف الأول وفي الصف الثاني اصطف وزراء بترول عرب خلف كاتز"!

وقال السيسي ضمن ما قال "جهودنا في مجال الغاز ستنعكس إيجابيا على أوروبا.. ونحذر من عواقب الاستيطان الإسرائيلي والتهجير ومحاولات تهويد القدس"!!

وتجاهل السيسي المسجد الأقصى أو إدانة الاقتحامات اليومية التي يقودها وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير ولو بكلمة، ولكنه حذر الصهاينة بصيغة الحرص على كراسي المطبعين من "إفلات الأوضاع باالاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية تزيد الاحتقان وتهدد بانفلات الأوضاع وتضع الشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات خطيرة".

وشارك السيسي في المؤتمر رئيس السلطة والأمن الفلسطيني محمود عباس، وملك الاردن عبدالله بن الحسين، وروجت مواقع محلية أن المؤتمر "يعكس الأولوية الكبيرة التي تحتلها المدينة المقدسة ومن ورائها القضية الفلسطينية برمتها"، إلا أن اللافت منها هو مجيئ المؤتمر بعد تتابعه العمليات النوعية الفدائية وآخرها؛ عمليتي القدس الذي قتلت 8 صهاينة وأصابت 10 آخرين ونفذها الشاب المقدسي خيري علقم وعملية مقتل مستوطنين وإصابة 5 آخرين في عملية دهس الجمعة نفذها المقدسي حسين قراقع.



أبو الغيط ليفني

غير أن أحمد أبو الغيط أمين جامعة الدول العربية -ووزير خارجية مبارك الذي ساند تسيبي ليفني في إعلان الحرب الصهيونية على غزة الفلسطينية في 2008، من مقر رئاسة الجمهورية بعد لقاء موسع مع الكنز الاستراتيجي حسني مبارك- زعم أن "الهدف من المؤتمر هو دعم صمود المقدسيين، معتبرا ان المدينة المقدسة جزء من التاريخ، مشددا انها تقع تحت الاحتلال، ولا يستطيع احد تغيير هذه الحقيقة، في ظل حكومة متطرفة، مشددا على ان محاولات التهويد لن تؤدي ألا لمزيد من العنف".

ولكنه مع كلماته المزينة ب"واجب تعزيز صمود القدسيين واجب على كل عربي، وضرورة الحفاظ على وضع القدس التاريخي وحماية القدس من الانتهاكات"، انحرف إلى ربط ذلك ب"تحقق السلام الدائم والشامل" وأن "حماية القدس بات يحمل وجوها عدة، لا تقتصر على الجانب الامني أو الاقليمي، وانما باتت ترتكز على جانب تنموي، وهو ما يبدو في العنوان الذي حمله المؤتمر، والذي وضع الصمود جنبا إلى جنب مع التنمية، وهو ما يساهم في تعزيز الأدوات التي من شأنها الدفاع عن هوية المدينة، في مواجهة محاولات التغيير المستميتة لقلب التاريخ وتغييره، وهو ما يمثل جهدا جماعيا من قبل الدول العربية، وفي القلب منها مصر".

غير أن هذه الرؤية "التنموية" التي فسرها متحدث الجامعة تعني تنمية الاستثمار في القدس، فقال: "الاستثمار بالقدس أحد أساليب الصمود والمقاومة"، دون مزيد من التوضيحات..



حل الدولتين

وبدوره، أعاد محمود عباس حديثا -بليت أركانه تكرر لعقود- عن أن "بلاده ستتجه إلى الأمم المتحدة لحماية حل الدولتين، وللحصول على العضوية الكاملة، ووقف كافة الأعمال الأحادية، على غرار الاستيطان والاقتحامات وغيرها".

وعلى نحوه أضاف ملك الأردن "فرص السلام على أساس حل الدولتين، ترتبط بتكثيف الجهود لوقف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بينما يبقى الاحتفاظ بالوضع التاريخي للمدينة المقدسة أولوية قصوى".



اتفاق تطبيعي

وعلى غرار مقولة "هذه نقرة وهذه نقرة"، عقد وزير البترول والثروة المعدنية بحكومة السيسي طارق الملا جلسة مباحثات مع "وزير الطاقة الاسرائيلي" على هامش مؤتمر و معرض مصر الدولى للبترول (إيچبس 2023).

وبحثا "زيادة إمدادات  منطقة شرق المتوسط عبر تسهيلات الغاز المصرية ومن ثم تصديره لتلبية جانب من احتياجات الطاقة (إشارة للطلب الأوروبي) فى ظل الأزمة الجيوسياسية الحالية".

واستعرض الوزيران ملف تعاون شيفرون العالمية مع الجانبين وتنسيقهما المستمر معها من أجل زيادة حجم أعمالها (وهي الصفقة التي وقعها السيسي مع الصهاينة وقال وقتئذ: "إحنا جبنا جون").!

كما أكد "الملا" على أنه لا يمانع تطبيع لبنان في ملف الغاز (المسروق من فلطسني المحتلة) على أهمية ما تحقق فى ملف ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية مما يفتح الباب أمام المزيد من تحقيق اكتشافات جديدة للغاز بمنطقة شرق المتوسط!

بدوره، قال وزير الطاقة الصهيوني كاتز أن تواجده فى مؤتمر إيجبس يمثل أول زيارة خارجية له لمصر وأنه منفتح على التعاون فى ملف الطاقة بما تمثله من أهمية بالغة ظهرت آثارها جلية خلال الفترة الأخيرة ، لافتاً إلى أن التعاون يحقق الفائدة للجميع.