74 عامًا مضت على استشهاد مجدد القرن العشرين الإمام "حسن البنا"، الذي نال الشهادة في نحو الثالثة والأربعين من عمره، بعد أن أسس جماعة "الإخوان المسلمين"، أكبر الحركات الإسلامية وأكثرها عملاً في مجالات الدعوة والإصلاح منذ أكثر من 80 عامًا.

وكان البنا بحسب وصف مَن عايشوه طاقةً إيجابيةً هائلة، وحيوية متدفقة، فهو لا يكل ولا يمل من الدعوة ومسارات الإصلاح، وكان مع قوته وجهاده ذا حسٍّ مرهف وقلب رقيق وحياء عظيم، ومع عمله الواسع وفصاحة لسانه ورجاحة عقله، يتزين بالتواضع والبساطة في المظهر والملبس والحديث والمعاملة.

وفي الذكرى الـ74  لاستشهاد الإمام حسن البنا- رحمه الله- الإمام والقائد، ومجدد الإسلام في القرن العشرين، ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين، جمعنا لكم بعض ما قيل عنه، من الشخصيات الجليلة التي عاصرته.

 

مؤسس الجيل الثاني بعد الصحابة

وقال العلامة طنطاوي جوهري: "إن حسن البنا في نظري مزيج عجيب من التقوى والدهاء السياسي، إنه قلب عليّ وعقل معاوية، وأنه رد على الحركة الوطنية عنصر (الإسلامية)... وبذلك يعد الجيل- هذا الجيل الإسلامي الحاضر- النسخة الثانية الكاملة المعالم بعد الجيل الأول في عهد الرسول.

 

الإمام المجدد

الإمام عبد السلام ياسين- رحمه الله- مؤسس جماعة العدل والإحسان بالمغرب: "الإمام حسن البنا.. مُجدّد جمع بين القرآن والسلطان، ويبقى الإمام البنا غُرَّةً في جبين الدعوة بما جمع الله فيه من خصال الخير. فإن نظرت إلى خشوعه وتبتله وروحانيته فهو قبَسٌ من المشكاة النبوية. وإن نظرت إلى علمه وسَعَةِ أفُقِهِ فهو إمام سنيٌّ ومعلم عبقريٌّ. وإن نظرت إلى شجاعته في الحق وهيبته في صدور من عاشروه فهو أسد من أُسْدِ الله. ناهيكَ عن فصاحته وحكمته وأدبه وصبره. رحمه الله رحمة واسعة.

 

المسلم الغيور

كتب الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر- رحمه الله- "إن الأستاذ البنا رجل مسلم غيور على دينه، يفهم الوسط الذي يعيش فيه، ويعرف مواضع الداء في جسم الأمة الإسلامية، ويفقه أسرار الإسلام، وقد اتصل بالناس اتصالا وثيقًا على اختلاف طبقاتهم، وشغل نفسه بالإصلاح الديني والاجتماعي، على الطريقة التي كان يرضاها سلف هذه الأمة".

 

الرجل والداعية

وكتب الداعية الشيخ عبد الحميد كشك- رحمه الله- "الإمام الشهيد حسن البنا هو الداعية الذي بعث الأمل في قلوب اليائسين، وقاد سفينة العالم الحائر في خضمِّ المحيط إلى طريق الله رب العالمين.هو الرجل الذي كان يقول لأتباعه: "كونوا مع الناس كالشجر؛ يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر"!. عرفتُه من كتاباته، وعرفتُه من مريديه ومحبِّيه، وعرفتُه من آثاره الطيبة وأعماله المجيدة، عرفتُه داعيةً يجمع ولا يفرِّق، يحمي ولا يبدِّد، يصون ولا يهدِّد، يشدُّ أزر الأصدقاء ويردُّ كيد الأعداء. عرفته رجلاً بعيد النظر، قويَّ الحجة، فاهمًا لأحداث عصره، مجدِّدًا رجلا يتلافى الخلاف ويعمل على توحيد الأمة عندما سئل الإمام الشهيد ذات يوم من أحد عشَّاق الفُرقة: لماذا تبني الجمعية الشرعية المساجد وأنتم لا تبنون؟! فقال: عليهم أن يبنوا المساجد، وعلينا أن نملأها".

 

الزعيم الإسلامي

وتحدث الشيخ حسنين مخلوف، مفتي الديار المصرية في الأربعينيات عن الإمام حسن البنا، وأشاد به وبمكانته بين الدعاة، فقال: "الشيخ حسن البنا أنزله الله منازل الأبرار، من أعظم الشخصيات الإسلامية في هذا العصر، بل هو الزعيم الإسلامي الذي جاهد في الله حق الجهاد، واتخذ لدعوة الحق منهاجًا صالحًا وسبيلاً واضحًا استمده من القرآن والسنة النبوية ومن روح التشريع الإسلامي، وقام بتنفيذه بحكمةٍ وسدادٍ وصبرٍ وعزمٍ، حتى انتشرت الدعوة الإسلامية في آفاق مصر وغيرها من بلاد الإسلام، واستظل برايتها خلق كثير".

 

صاحب الفضل

المحدّث ناصر الألباني- رحمه الله – "لو لم يكن للشيخ حسن البنا- رحمه الله- من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي في "السينمات" ونحو ذلك والمقاهي، وكتّلهم على دعوة واحدة، ألا وهي دعوة الإسلام.. لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا وشرفا.. هذا نقوله معتقدين لا مرائين ولا مداهنين" .

 

داعي الأمة

وكتب عنه مفتي القدس محمد أمين الحسيني- رحمه الله- "بينما كان الملاحدة ودعاة الإباحية ومروجو الفكرة الشعوبية (القومية العلمانية) يهاجمون الإسلام، وينشرون سمومهم وضلالاتهم في مختلف الأوساط في الأقطار المصرية والعربية، وبِخاصة بين طلبة الجامعات والمعاهد العليا، برز المرحوم (إن شاء الله) الشيخ حسن البنا في وسط الشعب المصري المؤمن كما تبرز الشمس من بين السحب الداكنة، داعيا أمته وبلاده والمسلمين جميعا إلى العمل بالقرآن الكريم، وتطبيق أحكامه السامية، وآدابه الرفيعة، والاستمساك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شأن".

 

أحد أولياء الله

الأمير عبد الكريم الخطابي- رحمه الله - ويح مصر وإخوتي أهل مصر مما يستقبلون جرّاء ما اقترفوا، فقد سفكوا دم وليّ من أولياء الله!! ترى أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم، بل في غرتهم حسن البنا الذي لم يكن في المسلمين مثله"!.

 

صاحب البناء

ويقول الشهيد سيد قطب- رحمه الله- "في بعض الأحيان تبدو المصادفة العابرة كأنها قدر مقدور، وحكمة مدبرة في كتاب مسطور.. حسن "البنا".. إنها مجرد مصادفة أن يكون هذا لقبه.. ولكن من يقول إنها مصادفة، والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء ، بل عبقرية البناء، لقد عرفت العقيدة الإسلامية كثيراً من الدعاة .. ولكن الدعاية غير البناء .. وما كان كل داعية يملك أن يكون بنّاء، وما كل بناء يوهب هذه العبقرية الضخمة في البناء.. هذا البناء الضخم.. الإخوان المسلمون".

 

اللوحة الفنية البديعة

يقول المرشد العام عمر التلمساني- رحمه الله- : حسن البنا كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم استشهاده ازدادت شخصيته وضوحا وإشراقا وإثارة نورا وبهاء.. إنه كاللوحة الفنية البديعة .. كلما ابتعدت عنها محملقا في روعتها كلما وضح أمام ناظريك رواؤها ودقة الإبداع فيها. وحقا ما مضي عام إلا ازداد تاريخ حسن البنا وضوحا في ميادين الدعوة الإسلامية وظهر ما أجراه الله من خير على يديه للإسلام والمسلمين)".

 

نافع الناس في حياتهم ومماتهم

يقول محمد زكي عبد القادر- رئيس تحرير الأخبار- "لم يكن إيمان الشيخ حسن البنا بدعوته إيمانًا طارئًا، ولا هو إيمان العاطفة وحدها، ولكنه كان إيمانًا قائمًا على دراسة صحيحة عميقة للتشريع الإسلامي ولتاريخ الدول الإسلامية، وما كان لها من سلطان وعظمة ومُثل وأفكار ودعوات لخير الناس في حياتهم وبعد مماتهم.

نظر- رحمه الله- فيما أصاب الإسلام من تدهور، وأدرك أنَّ السبب فيه يرجع إلى ابتعاد المسلمين عن روحه، فجعل رسالته أن يدعوهم إلى ما ابتعدوا عنه وأن يؤكد في نفوسهم ما اهتزَّ من مثل وأخلاق، فكانت دعوته أشبهَ بالبعث، وأقرب ما تكون لنفوس الناس فأقبلوا عليها مؤمنين أنها وحدها سبيل الخلاص.

ولا شكَّ أنَّ وفاته- وهو لا يزال في سنِّ العقل الراجح والرجولة المكتملة- كانت خسارةً شديدةً، رحمه الله رحمةً واسعةً، وأجزل مثوبته على ما سلف من خير وجهاد وتضحية.

ألَّف الدكتور طه حسين كتاب “مستقبل الثقافة في مصر” وقد أحدث دويًّا، واختلفت الآراء بين مادح وقادح، وقد دُعِي الأستاذ المرشد حسن البنا ليُدلِي بدلوه حول الكتاب وحُدِّد الموعد، ووُزِّعت الدعوات، وقبل الموعد بخمسة أيام، قرأ الأستاذ الكتاب في التزام أثناء ذهابه وإيابه من المدرسة.

 

ليت أعدائي مثل حسن البنا

وذهب إلى دار الشبان المسلمين في الموعد المحدد، فإذا بها ممتلئةٌ برجالات العلم والأدب والتربية، ووقف الإمام على المنصة، واستفتح بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم بدأ ينتقد الكتاب بكلام من داخل الكتاب، فأخذ يأتي بفقرات ويشير إلى رقم الصفحات، والحاضرون يتعجبون من هذه الذاكرة، وتلك العبقرية، وفي الختام أبلغ السكرتير العام للشبان المسلمين الأستاذَ المرشد بوجود الدكتور طه حسين في مكان خفي، وفي اليوم التالي طلب الدكتور طه مقابلة الأستاذ المرشد، فقابله، ودار حديث أكبر فيه الدكتور طه الأستاذَ المرشد، ثم قال الدكتور طه: “ليت أعدائي مثل حسن البنا، إذن لمددت لهم يدي من أول يوم، يا أستاذ حسن، لقد كنت أستمع إلى نقدك لي وأطرب. وهذا النوع من النقد لا يستطيعه غيرك”.

 

شديد التأثير

كتب الصحفي مصطفي أمين ـ رحمه الله ـ عن الإمام الشهيد قبل أن يراه: "أشد ما أعجبني فيه إيمانه بفكرته، كان يؤمن بها بطريقة عجيبة، ويرى أن المستقبل لها، وقد انعكس ذلك على سلوكه، فكان له قدرة فائقة على إقناع الغير بذلك، كان خطيبًا مفوهًا قادرًا على التأثير في آلاف الناس، كما كان شديد التأثير على من يجلس معه أيًّا كان تفكيره، كان يقنع العامل ويحدثه بأسلوبه، وكذلك يفعل مع الطالب، والكبير والصغير، والغني والفقير، وساكن الريف والمدينة وكل طبقات الشعب.

أعجبني كذلك في حسن البنا أن إيمانه بفكرته لم يكن عاطفيًّا فقط، بل كان محسوبَ الخطوات مدروسًا. إيمانه بفكرته، كان يؤمن به بطريقة عجيبة، ويرى أن المستقبل لها، وقد انعكس ذلك على سلوكه، فكان له قدرة فائقة على إقناع الغير بذلك. أعجبني كذلك في حسن البنا أن إيمانه بفكرته لم يكن عاطفيًّا فقط بل كان محسوب الخطوات مدروسًا، ولم يكن متعجلاً رغم حماسه الشديد لما يؤمن به".

 

عاش لأمته

وفي كلمة الرئيس محمد نجيب عن حسن البنا عقب نجاح ثورة 1952، قال: "من الناس من يعيش لنفسه، لا يُفكِّر إلا فيها، ولا يعمل إلا لها، فإذا مات لم يأبه به أحد، ولم يحس بحرارة فقده مواطن، ومن الناس من يعيش لأمته واهبًا لها حياته حاضرًا فيها آماله، مضحيًا في سبيلها بكل عزيزٍ غالٍ، وهؤلاء إذا ماتوا خلت منهم العيون وامتلأت بذكرهم القلوب، والإمام الشهيد حسن البنا، أحد أولئك الذين لا يدرك البلى ذكراهم، ولا يرقى النسيان إلى منازلهم لأنه- رحمه الله- لم يعش في نفسه بل عاش في الناس ولم يعمل لصوالحه الخاصة، بل عمل للصالح العام.

 

الشخصية النادرة

ويقول الشاعر المصري الكبير الأستاذ كامل الشناوي: "كان لفضيلة الفقيد “حسن البنا” هدف واحد، هذا الهدف هو خلق جيل كامل من الشباب المثقف القوي المؤمن، وقد كان. وكانت للفقيد غاية واحدة، هذه الغاية هي أن يموت في سبيل الله، إنه مثل من أمثلة التضحية الخالدة، والخلق الكريم، والحكمة المنشودة”.

لقد كان حسن البنا هو الزعيم الوحيد الذي آمن بالفكرة التي جاهد من أجلها، ولقد كان حسن البنا هو القائد الوحيد الذي تلمحه في صفوف الجنود. هذا هو حسن البنا، شخصية نادرة لا يجود الزمن بمثلها إلا كل مائة عام.

 

حي في ذكراه

وقال السياسي المسيحي مكرم عبيد عنه: "وما من شك أن فضيلة الشيخ حسن البنا هو حي لدينا جميعا في ذكراه، بل كيف لا يحيا ويخلد في حياته رجل استوحى في الدين هدى ربه، ففي ذكره حياة له ولكم".

 

الملجأ والنصير

وكتب الأستاذ الشهيد محمد مهدي عاكف المرشد العام السابع للإخوان المسلمين: لقد جاء الإمامُ "البنَّا" إلى الدنيا على قدَرٍ مقدورٍ، فإن العصرَ الذي وُلدَ فيه كان عصرًا مليئًا بالتيارات الهدَّامةِ والإلحادِ، والتحدياتِ المعاديةِ، وكان العالمُ الإسلاميُّ يتعرضُ لأبشعِ أنواعِ المخططاتِ الاستعماريةِ؛ نتيجةً لسيطرةِ الاستعمارِ الغربي الصليبي وغارتِه الفكريةِ والحضارية على كثيرٍ من البلدان الإسلامية، ولعل أبشعَ وأشنعَ ما نزل بالمسلمين في تلك الفترة كان إلغاءَ الخلافة الإسلامية عام 1924م، حيث تحولت دار الخلافة من رمزٍ لاتحاد المسلمين وقوتِهم، إلى دولة علمانية أُلغيت فيها الشريعة الإسلامية، لتَحِلَّ مكانها القوانينُ الوضعيةُ، وأصبح المسلمون كالشاة في الليلة المطيرة.. قُلبت المفاهيم.. واستَشرى الانحلال.. وفشا الإلحاد.. وشُوِّهت أمجادُ الإسلام العظيم.. وعُزلت الشريعةُ عن حياة المجتمع.. واستحالت دولة الخلافة إلى دويلات متنافرة.. ولم يبقَ لهذه الأمة من ملجأٍ ولا نصير إلا رحمةُ الله تعالى،ثم نجدةُ العقيدة وقوة الإيمان.

بصمات لا تمحى

ويقول الدكتور عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر سابقًا: إن الإمام حسن البنا شخصية لا يعوضها إلا الله سبحانه وتعالى على مدى التاريخ الإسلامي؛ لأن هذا الرجل كان همه وشغله الشاغل إصلاح الأمة حتى توفاه الله شهيدًا، وما زالت بصمات ورسائله حيةً لا تمحوها الأيام؛ لأنه من كان لله دام واتصل ومَن كان لغير الله انقطع وانفصل.

ويوضح أن الإمام- رضي الله عنه وأرضاه- نشر التراث الإسلامي الأصيل في المجتمع بشموليته لكل مناحي الحياة، وليس المطبوخ على أيدي المعاديين للإسلام  كما ظهر في الآونة الأخيرة، فضلاً عن أنه نجح في صنع جيل يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ويغير عليه بعدما أخرجهم من الملهيات واستخدامهم وسائل الانتحار غير المباشرة، وصفهم لدعوة واحدة، ألا وهي دعوة الإسلام.

ويلفت إلى أن الإمام البنا كان له الفضل في إحياء القوافل الدعوية في جامعة الأزهر، فضلاً عن دوره في نشر الدعوة بكل النواحي حتى مع بدو سيناء والوادي الجديد؛ حيث ظلَّت جماعة الإخوان تعمل هناك، حتى تتابع فراعين مصر على حكمها بدءًا  من عبد الناصر حتى مبارك.

 

المجاهد المثابر

ويقول الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة: لا أحدَ يختلف على أن الإمام حسن البنا هو مجدد القرن العشرين، فأحيا الروح الإسلامية وعمل بالإصلاح المتوازن بين إصلاح الروح والمجتمع؛ لأنه كان يتميز بالفكر الصوفي الأصيل الذي يرقق المشاعر ويقوي الإيمان ويزيد الصلة بالله عز وجل، موضحًا أنه كان رحمه الله داعيًا يواظب على صلاة الليل والخشوع وتدبر القرآن الكريم، ويطبق المقولة "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم".

ويشير إلى أن البنا انتفع بكل الحركات التي سبقته مثل حركة الجمعية الشرعية التى نشأت في عام 1912م، والتي دعت إلى العمل والاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الكلام فقط دون تفعيل المبادئ الإسلامية وظهر بينه وبين الجمعية الشرعية تعاون كبير، وكان البنا يُقدِّر الشيخ أمير خطاب الإمام الثاني للجمعية ويجله.

ويبين أن الأمام كان متواضعًا للعلماء والمصلحين وانتفع منهم، وكان يتمتع بالمثابرة والجهد المجدي والشجاعة والجرأة في إظهار محاسن الدين الإسلامي في الوقت الذي كان الاستعمار هو صاحب المبادئ السائدة في البلاد.

ويشدد على أننا بحاجةٍ إلى أن نتلمس مبادئه، ومواصلة مشواره في تربية المجتمع بعد فك الحظر عنها، مطالبًا جماعة الإخوان بأن يعيدوا ترتيب النفس البشرية بعد الستين عامًا التي قضاها الشعب المصري بين التغريب وتحطيم الآمال والروح المعنوية.