ألقى المحلل السياسي "كمال علم" اللوم على الولايات المتحدة بسبب تخليها عن دعم الشعب السوري - الذي شهد زلزالًا أودى بحياة الآلاف. وجاء ذلك في تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وبدأ مقاله قائلًا: "بينما يتدخل العالم لمساعدة ضحايا زلزال تركيا، تستمر معاناة الشعب السوري التي تغذيها عوامل سياسية محلية في الولايات المتحدة ونظرة قصيرة النظر للبلاد".

ويقول المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" هذا الأسبوع إن "نهج الولايات المتحدة تجاه نظام الأسد لم يتغير"، وجدد موقف الولايات المتحدة الرافض لإجراء محادثات مع الحكومة السورية بشأن الإغاثة من الكوارث.

وتابع "علم": "ومع ذلك لم يطلب أحد من الأمريكيين التفاوض مع الرئيس السوري "بشار الأسد". 

وبينما تندفع الإمارات والجزائر والهند وغيرها لمساعدة السوريين، لا تزال واشنطن عالقة في سياسات المساعدة، حيث ينتقد المحللون الوكالات والحكومات الأجنبية التي تقدم المساعدة للحكومة السورية.

هناك الكثير من الرحلات الجوية التي تهبط في حلب ودمشق لإيصال المساعدات، ويجادل البعض بأنه لا ينبغي تسليم المساعدات إلا إلى الجماعات المتمركزة في شمال غرب سوريا مباشرة، بحيث تكون بعيدة عن متناول الحكومة السورية، بينما يرى البعض الآخر أن دمشق وحدها هي التي يمكنها تقديم المساعدات.

وذكر "علم" أن الانقسام بشأن تسليم المساعدات هو نتيجة العقوبات الدولية التي تستهدف سوريا. رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "ديفيد بيزلي" أوضح مرارًا أنه يجب استخدام الأموال لمساعدة السوريين في البلاد، حتى لا يتم دفعهم للهجرة. ويبدو أن منتقدي هذا النهج ينسون أنه لا يهدف إلى دعم حكومة الأسد، بل يهدف إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى العمل في جميع أنحاء البلاد.

تم تمديد ولاية "بيزلي" العام الماضي، على الرغم من التقارير التي تفيد بأن إدارة "بايدن" اعترضت على ذلك. يفكر "بيزلي" بشكل عملي في أزمات الغذاء العالمية، بينما يبدو أن الإدارة الأمريكية ومستشاريها في سوريا يركزون على عزل رجل واحد، بدلاً من التركيز على مصلحة الشعب السوري. 

 

 تربية عدم الثقة

وأكد الكاتب أن الرعاية الصحية السورية قبل الحرب كانت موضع حسد؛ حيث ذهب أكثر من 1.5 مليون عراقي إلى سوريا لتلقى العلاج. 

 وقال البروفيسور "ديفيد ليش" الذي ألف العديد من الكتب وأجرى محادثات عبر القنوات الخلفية بين واشنطن ودمشق لموقع "ميدل إيست آي":  البيروقراطية السياسية أضعفت محاولات حسن النية لإقامة أي نوع من الحوار مع الحكومة السورية حول قضايا محددة".

مضيفًا: "لقد تولّد أيضًا مستوى من عدم الثقة على الجانبين جعل من الصعب العثور على أي نوع من الأرضية المشتركة، حتى في القضايا الإنسانية مثل الزلزال".

وقال "براد هوف"، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية عاش في سوريا، لموقع "ميدل إيست آي": "تُظهِر هذه الكارثة أن العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على الحكومة السورية لم تؤذي سوى الأبرياء".

وأضاف أن "العقوبات تخنق الأشخاص الذين يتم انتشالهم الآن من تحت الأنقاض. يمكن أن تتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إذا اعترفت الولايات المتحدة بالواقع". 

 

 استراتيجية مشكوك فيها

 وبينما تعمل وكالات الأمم المتحدة، إلى جانب السفارات والجمعيات الخيرية الأجنبية، على مساعدة الشعب السوري في أعقاب الزلزال المدمر، يواصل آخرون انتقاد هذا النهج. وعلى الرغم من أن بعض هذه الانتقادات قد يكون لها ما يبررها، إلا أن من يتعرض للأذى في هذه العملية هم السوريون العاديون.

وختم "علم" قائلًا: "لسوء الحظ، اقتصر الجدل في واشنطن على "إما عزل الأسد أو التعاطف". وهذا الخطاب يؤذي الشعب السوري فقط".