قال مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي وقع، يوم الاثنين، وأودى بحياة أكثر من 1600 في أنحاء البلاد وترك الملايين في حاجة إلى المساعدة.
ومن جهته صرح المصطفى بنلمليح المنسق المقيم للأمم المتحدة لوكالة «رويترز» للأنباء في مقابلة عبر رابط فيديو من دمشق «البنية التحتية متضررة والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس... لكننا نعمل بجد».
وحتى قبل وقوع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، قدّرت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات عبر الحدود. ونزح كثر من هؤلاء بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاماً ويعيشون في مخيمات.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم إنساني هو الآن أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، إذ يحتاج 70 في المائة من السكان إلى المساعدة. وكان ذلك قبل وقوع الزلزال.
وقال بنلمليح «إنهم نفس الأشخاص... يعانون أكثر» الآن. مشيرا إلى أن العديد من الذين دُمرت منازلهم يقضون الليل في العراء أو في السيارات في أجواء شديدة البرودة دون الحصول على المواد الأساسية مثل السترات والحشايا.
وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على الإسراع بحشد جميع المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة، سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الخاضعة لسيطرة المعارضة.
لكن الدعم الدولي يعاني نقص التمويل. فلم تتلق الأمم المتحدة سوى أقل من نصف 4.4 مليار دولار طلبتها من المانحين لتلبية الاحتياجات المتزايدة في عام 2022.
وقال "بنلمليح" إنه إذا استمر هذا الاتجاه فإن احتمالات التعافي من الأزمة السورية قد تتضاءل.
وأضاف «مهما كان لدينا (من سبل المساعدات والأموال)، فإننا نستخدمه في الوقت الحالي... ونأمل أن نتمكن من تجديده لتلبية الاحتياجات العادية».
وأردف المسؤول «عندما نحصل على أقل من 50 في المائة من التمويل، فهذا لا يعني أننا نجحنا... عدد المحتاجين يتزايد باستمرار والأزمة تتفاقم».