هاجم ستيف هانكي، أستاذ الاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز والذي عمل مستشارًا اقتصاديًا للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان، توجه حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، إلى المزيد من التخفيض في قيمة الجنيه خلال الأيام السابقة.

وغرد "هانكي" المهتم برصد الحالة الاقتصادية في مصر والدول النامية، على مدونته الشهيرة على "تويتر" قائلا إن "برنامج صندوق النقد الدولي لعام 2016 مع مصر فشل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي. لن يكون برنامج صندوق النقد الدولي الحالي مختلفًا ومقدرًا للفشل" وأضاف أن " الاقتباس الشهير يقول: "المجنون يفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا ويتوقع نتائج مختلفة".

 

لماذا فشلت برامج صندوق النقد؟

وأرجع هانكي فشل برامج صندوق النقد الدولي في مصر إلى عدة عوامل، تناولها خلال مقابلة مع قناة "مكملين" الفضائية عبر برنامج "آخر كلام" الذي يقدمه الإعلامي أسامة جاويش، وجاءت كما يلي:

إن مصر تواجه مخاطر الإفلاس، وأن المشاريع الضخمة التي يدشنها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ستؤدي إلى كوارث اقتصادية.

وعن تضارب الأرقام بين بياناته وبيانات الحكومة المصرية، أوضح: "في مكان مثل مصر يوجد الكثير من الفساد، إنهم يتلاعبون بالبيانات وقد تلاعبوا بها بالفعل، تلك هي المشكلة، حيث تتوافر كل أنواع الانتقاء والأخطاء البيانية والأخطاء الفنية، لذلك فإن الثقة في الخدمة المدنية والحكومة معدومة"، وفقًا لـ"العربي 21".

وأكمل هانكي موضحًا عوامل التضخم وارتباطها بالعملة: "سبب التضخم وانهيار العملة لا يعود لعوامل خارجية مثل حرب أوكرانيا، بل لأن التضخم يكون دائمًا محليًا، والسيسي فقط يحاول صرف الناس عن المشكلة الحقيقية، وهي حقيقة أن لديك عملة ما هي في الواقع إلا خردة".

 

انهيار الجنيه

وأضاف: "فقد الجنيه 22 بالمئة من قيمته مقابل الدولار الأمريكي، وإذ يتراجع الجنيه فإن التضخم يُستورد، ولماذا يُستورد؟ بسبب مشكلة محلية وليس مشكلة عالمية، فالجنيه عملة محلية إنه النقود المصرية وليس عملة عالمية، ولا يوجد خارج مصر من يستخدم الجنيه لأنه خردة بلا قيمة، ولا يُستخدم في المعاملات الدولية".

وتراجع الجنيه في اتجاه هبوطي، نحو أقصى انخفاض بلغه في مطلع العام الحالي حينما وصل سعره إلى 32 جنيهًا مقابل الدولار، الذي تجاوز سعره في البنوك الرسمية 30.25 أمس الثلاثاء، بعد استقرار لم يدم إلا 5 أيام عند 29.8 جنيهًا.

ويتوقع اقتصاديون مزيدًا من انخفاض الجنيه، خلال الساعات المقبلة، بدافع من ضغوط رسمية، لخفض قيمته قبل انعقاد لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي مساء الخميس، مع توقع قوي بتوجهها إلى رفع أسعار الفائدة، في حدود 100 -300 نقطة أساس، واستمرار سياسات التشدد النقدي التي تتبعها، منذ فبراير 2022، وفقًا لـ"العربي الجديد".

 

ارتفاع التضخم

وعن تأثير التضخم على الشعب المصري، قال هانكي: "أشعر بالأسى على المصريين، وكثيرون منهم يعيشون في فقر الآن بسبب ضريبة التضخم (الغلاء)، بالمناسبة إن التضخم ضريبة هائلة لم يصوت عليها أحد، إنه ضريبة تُفرض بشكل خاص على الناس الفقراء، لأن الفقراء بحاجة لإنفاق كل دخلهم حتى يبقوا على قيد الحياة، وفي كل مرة ينفقون فيها دخلهم يضربهم التضخم، تلك هي الضريبة".

 

هيمنة الجيش على الاقتصاد

وأضاف هانكي أن من أسباب فشل برامج صندوق النقد في مصر هو هيمنة الجيش على الاقتصاد، وقال إن المشكلة تكمن في أن صندوق النقد الدولي لا يملك وسيلة لفرض التقيد بشروطه، لأن صندوق النقد الدولي لا يتحكم بمقاليد الأمور في مصر، والحكومة هي التي تسيطر والحكومة في تقديري قد لا تفعل الكثير، بل قد ينتهي بهم المطاف إلى ارتكاب حماقات".

 

الدولارات للعاصمة الإدارية وأرجل الدجاج للمصريين

وسخر هانكي من المشروع الضخم للعاصمة الجديدة، ووصفه بالأجوف بكل المقاييس، وقال الهدر والفساد والغش المرتبط به سيكون هائلًا، وسيكون الفساد عارمًا، أعتقد أنه من أكثر الأمور سفهًا، إنه مجرد إلهاء، أو بمعنى آخر هو صرف للأنظار عن المشاكل الحقيقية، فما تفعله الحكومة هو أنهم يقولون سوف نبني مدينة جديدة، وأثناء ذلك كلوا أنتم أيها المصريون أرجل الدجاج!".

العيش على الديون والمساعدات الخارجية

وأضاف هانكي ان من أسباب فشل برامج صندوق النقد في مصر أنها تعيش على الديون والأموال الخليجية والمساعدات العسكرية والأجنبية، فالحكومة في مصر على حد وصفه "يمررون إناء التسول ويحصلون على المال لأنهم في تحالفات مع شركاء آخرين، وهؤلاء الشركاء يعتقدون لسبب ما أنهم بحاجة إلى مصر، من أجل غايات جيواستراتيجية".

واستطرد: "لكن ما يحصل هو أن المال الذي يذهب إلى مصر ينتهي في الجيوب السياسية وجيوب الحكومة بشكل أو بآخر، وكل ما يعمله هو تغذية الفساد وفي نهاية المطاف يدمر مصر".