حثت الأمم المتحدة العالم على ضرورة التدخل الإقليمي لحماية لاجئي الروهينجا من الرحلات الخطرة عبر البحر للهرب من جحيم السلطات في ميانمار، فيما نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بـ "تفشي انتهاكات الشرطة البنجالية" ضد اللاجئين الروهينجا.

ووأوضحت "رايتس ووتش"، في تقرير لها، أن "كتيبة الشرطة المسلحة" في بنجلاديش ترتكب عمليات ابتزاز واعتقالات تعسفية ومضايقة للاجئين الروهينجا الذين يواجهون أصلا أعمال عنف من العصابات الإجرامية والجماعات المسلحة".

وأضافت أنه منذ أن تسلمت كتيبة الشرطة المسلحة مسؤولية الأمن في مخيمات الروهينجا في يوليو 2020، زادت الانتهاكات والنشاطات الإجرامية.

يأتي هذا فيما حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن مزيدا من الروهينجا سيموتون في أعالي البحار في غياب استجابة إقليمية شاملة.

كان العام الماضي أحد أكثر الأعوام فتكا باللاجئين الروهينجا الذين يحاولون القيام برحلات خطرة عبر البحر هربا من بلدهم بورما (ميانمار) أو حتى من بنجلاديش اللاجئين فيها، بحثا عن الأمان.

وفقاً للوكالة الأممية، حاول أكثر من 3500 من الروهينجا اليائسين عبور البحر عام 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 360 في المائة عن العام السابق، مما أدى إلى وفاة أو فُقدان ما لا يقل عن 348 شخصا.

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم المفوضية، شابيا مانتو: "إن الدعوات التي وجهتها المفوضية إلى السلطات البحرية في المنطقة لإنقاذ وإنزال الأشخاص المنكوبين قد ذهبت أدراج الرياح مع بقاء العديد من القوارب عالقة في البحر لأسابيع".

وفي الشهرين الأخيرين من عام 2022، نزلت أربعة قوارب تحمل أكثر من 450 من الروهينجا في آتشيه بإندونيسيا، كما نزل قارب يحمل أكثر من 100 شخص في سريلانكا، بحسب الأمم المتحدة.

 وأعربت المفوضية عن قلقها من احتمال غرق قارب في أوائل ديسمبر الماضي، وعلى متنه ما يقرب من 180 شخصا.

وكانت حملة قمع عسكرية عنيفة استهدفتهم في العام 2017 في ميانمار (بورما) قد دفعت مئات الآلاف من أبناء أقلية الروهينجا المسلمة إلى الفرار إلى بنجلاديش المجاورة، وقد سردوا روايات مروّعة عمّا تعرّضوا له من قتل واغتصاب وإحراق.