أثارت زيارة أسامة الأزهري المستشار الديني لعبدالفتاح السيسي زعيم الانقلاب، ضمن وفد مما يسمى "المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة" المدعوم إماراتيا، إقليم شينجيانج (تركستان الشرقية) وعاصمته أورومتشي، ذو الأغلبية من عرقية الإيجور المسلمين، غضبا من الناشطين على مواقع التواصل لاسيما وان مسلمي الإقليم من المضطهدين من حكومة الصين لاسيما بعد أن أثنى وأعضاء الوفد على ما أسماه "جهود الصين في مواجهة الإرهاب".

 

وقال "الأزهري": "إن المعرض الذي قمنا بزيارته في "شينجيانج"، كشف عن جرائم الإرهابيين، وأظهر الجهود التي تبذلها الصين حكومة وشعبا لمكافحة الإرهاب".

 

وأعلن مستشار السيسي للشؤون الدينية -وتلميذ عمامة الانقلاب الأولى علي جمعة مفتي الجمهورية في عهد المخلوع مبارك- تبنيه الترويج للدعاية الصينية المبررة لجرائمها بحق مسلمي الإيجور، والتي وصفتها الأمم المتحدة في تقرير صدر عنها سبتمبر 2022  بأنها "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية.

 

وأضاف "الأزهري" في تصريحات صحفية، "هذه الزيارة بمثابة مد وبناء الجسور بين الدول العربية والإسلامية والصين في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وإعادة صهر كل القوميات الموجودة في مقاطعة شينجيانج في ثوب واحد ونسيج واحد".

 

هذا في الوقت الذي تتهم فيه الحكومة الصينية باحتجاز أكثر من مليون من الإيجور والأقليات المسلمة الأخرى في منطقة شينجيانغ الشرقية، وتعريض المجتمع للانتهاكات التي وصفها البعض بأنها إبادة جماعية. بينما تنفي الصين جميع مزاعم الانتهاكات.

 

الوفد الإماراتي التقى مسؤولين في الحكومة الصينية، التي تمارس التطهير العرقي بحق الايجور، وتوجهوا لزيارة متحف "مكافحة الإرهاب والتطرف" في الإقليم، والذي يروج لجهود بكين في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر انتهاك حقوق أقلية الإيجور المسلمة.

 

وبدأت الزيارة السبت 7 يناير الجاري، وترأس الوفد رئيس المجلس الإماراتي "علي النعيمي"، وضم أكثر من 30 شخصية من 14 دولة عربية وإسلامية، من بينهم مستشار الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" للشؤون الدينية "أسامة الأزهري".

 

العلماء السعوديين والسوريين والإماراتيين والمصريين المشاركين في الوفد كانوا يمثلون الحكومات التي رفضت إدانة أو التحقيق في اضطهاد الإيجور، والتي وافقت على التعاون مع بكين في ترحيل الإيجور إلى الخارج وإعادتهم إلى الصين.

 

وقال موقع "ميدل إيست مونيتور"، إن الوفد انطلق من الإمارات تحت رعاية السلطات الصينية، واعتبروا أن إجراءات الصين نجحت "في اتخاذ إجراءات تحصّن الإقليم من الإرهاب والتطرف"!

 

ونشرت تصريحات أعضاء الوفد عبر المواقع المحلية الإماراتية حيث ذكروا أن "الشباب الإيجوري بحاجة إلى خطاب مقنع حتى لا يقع فريسة الجماعات الإرهابية".

 

وتضمنت الزيارة؛ تفقد الميناء البري لإقليم شينجيانج، بغرض الترويج للمشاريع التنموية والاقتصادية التي يتم تنفيذها في المنطقة.

 

تعليقات النشطاء

 

وانتقد نشطاء ايجور وملسمون زيارة  بعض”العلماء المسلمين” إقليم شينجيانج ، وصفوا سياسة الصين تجاه الإيجور بـ”محاربة الإرهاب”

 

وقال الحقوقي والإعلامي هيثم أبوخليل "أسامة الأزهري خائن وعار على الأزهر.. يجب التبرؤ منه بعد فضيحة زيارته مع وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة (دكانة إماراتية مقرها أبوظبي) لإقليم شينجيانج الذي يعيش فيه المسلمين الإيجور المضطهدين.. بدل التضامن وكشف الفظائع التي تقع عليهم.. أشاد بدور الصين في مكافحة التطرف والإرهاب".

 

أما الصحفية سمية الجناينى فقالت "الاشد من الظالم هو من يزين له الظلم‼️".

 

الصحفي والحقوقي حسام بهجت قال "د. أسامة  الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية @usamaAlazhary زار إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية المسلمة وأثنى على جهود الصين في "مكافحة التطرف" و"إعادة صهر كل القوميات  في ثوب واحد ونسيج واحد". الأمم المتحدة اتهمت الصين ب "جرائم محتملة ضد الإنسانية" ضد الإيجور  وباقي مسلمي الإقليم".

 

وعلق سعيد عبدالرحمن "منتظرة ايه من مستشار السيسي اللي شاف المجازر و العنف ضد الأبرياء و أقره و دعمه اكيد هيوالفق و يدعم ما يحدث للمسلمين الايجور من ظلم و بطش و تنكيل و تغيير للهوية".

 

واعتبر الناشطون الخطوة بأنها "دعاية" تخدم الصين، وذلك بعد أن زار 30 عالماً مسلماً من 14 دولة ذات أغلبية مسلمة، بمن فيهم رجال دين موالون للحكومة من البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة، مقاطعة شينجيانج ضمن وفد نظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.

 

وأظهرت صورٌ، نشرتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية، زيارة وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، برئاسة الأكاديمي الإماراتي علي راشد النعيمي، لمواقع مختلفة في إطار جولة متعددة في إقليم شينجيانغ، فيما يقول المجلس، الذي تأسس في الإمارات العربية المتحدة، إنَّ هدفه هو دعم المسلمين في البلدان ذات الأغلبية غير المسلمة وحمايتهم "فكرياً وروحياً ومن التمييز العنصري أو التطهير العرقي".

 

وفي بيان صحفي صادر عن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، كرّر النعيمي، الذي دافع عن التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، مزاعم الصين بأنَّ حملتها ضد الإيجور  هي جزء من سياستها لمكافحة الإرهاب في مقاطعة شينجيانج.

 

ودعا النعيمي المسؤول الإماراتي إلى تعزيز التقارب من خلال المناهج التعليمية، وهي دعوة يخشى الناشطون الإيجور أنها تسعى فقط إلى القضاء على ثقافتهم وهويتهم الفريدة في منطقتهم.

 

دولكون عيسى، رئيس المؤتمر العالمي للأويجور ، رد على مزاعم النعيمي قائلاً إنَّ الصين غالباً ما تستخدم ذريعة مكافحة الإرهاب لتبرير تجريم "الأشكال اليومية والقانونية للممارسات الدينية، مثل اللحية أو الحجاب وحيازة المصاحف"، قال عيسى للموقع إنه أمر مشين أن يشارك المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ف الزيارة الدعائية، ويردد الآن رواية الحكومة الصينية".

 

ترحيل الايجور

وسبق أن كشف تحقيق استقصائي جديد، بثَّته قناة "سكاي نيوز" البريطانية، أن الإمارات تسهل احتجاز وترحيل الإيجور الذين يعيشون فيها، وتوفر "مواقع سوداء" سرية على أراضيها، تسمح فيها لمسؤولين صينيين رفيعي المستوى باستجواب المحتجزين.

 

وأثبت التحقيق عمل عملاء الحكومة الصينية في الخارج على رصد الإيجور الذين فروا من الصين وتحديد هوياتهم لإجبارهم على التجسس لمصلحة الحكومة، أو إخفائهم وترحيلهم.

 

وكانت الإمارات أكثر الدول التي شهدت نشاطاً لأجهزة الأمن الصينية المكلفة بملاحقة الإيجور، بحسب التحقيق.

 

الناشطة "رادها ستيرلنج"، مؤسسة منظمة "محتجزون في دبي"، المعنية بمساعدة الضحايا الأجانب في الإمارات، وتتخذ من لندن مقراً لها، قالت إن "الإمارات والصين بينهما شراكة تجارية قوية".

 

وأوضحت أن "الصين لديها أكثر من 6000 شركة تعمل في الإمارات وهي أقوى حليف للإمارات من الناحية المالية وليس هذا فحسب، فالدولتان من نوع الدول السلطوية، وتتشاركان فرض الرقابة، وتتبادلان التعاون الأمني بينهما".

 

وحوت الوثائق أسماء وتواريخ ميلاد وعناوين أكثر من 800 شخص محتجزين في المعسكر، بحسب التحقيق.

 

وتستضيف الإمارات شركة صينية لإنتاج معدّات للتجسّس على ملامح وجوه الإيجور، بحسب ما كشفت سابقا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

 

الصحيفة الامريكية قالت إنّ "(سينس تايم) شركة صينية، تعرّضت لانتقاداتٍ من جماعات حقوقية وأدرجتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء لتزويدها بكين بالتقنيات المستخدمة في تحديد ملامح الإيجور، وافتتحت في عام 2019 مقراً إقليمياً لها في أبوظبي".

 

وأظهر تحقيق لشبكة سكاي نيوز، أن الإمارات أصبحت "أرض صيد ثمينة" لأجهزة الأمن الصينية، حيث تستخدم بكين المواقع السوداء في الإمارات لاحتجاز وتعذيب المسلمين الإيجور، وأن مطارها يستخدم للقبض عليهم لدى محاولتهم السفر إلى أوروبا وأمريكا.

 

ومؤخرا، اتهمت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الصين باحتجاز نحو مليون من مسلمي الإيجور، فيما يشبه "معسكر احتجاز ضخم محاطًا بالسرية".

 

وتسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، منذ عام 1949، موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانج"، أي "الحدود الجديدة".

 

وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيجور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.

 

ويشهد الإقليم، منذ 2009، أعمال عنف دامية، قتل فيها حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية، ومنذ ذلك التاريخ نشرت بكين قوات من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية و"الإيجور"، في مدن أورومتشي العاصمة وكاشغر وختن وطورفان.