التردد يشمل مختلف تفاصيل حياتنا من أبسط الأمور مثل معرفة ما سنأكله في الساعات القليلة المقبلة، إلى أهمها مثل تحديد المسيرة المهنية أو ما إذا كانت الوظيفة التي تزاولها تلبي تطلّعاتك.


لكن هل يصبح التردد مزمنًا؟ وهل يعدّ من السمات الشخصية المميّزة؟


تشير الأبحاث الحديثة إلى أن للتردد جانبا إيجابيا؛ فقد تبين أنه يحمينا من الوقوع في الانحياز التأكيدي المستمر، أي عند اتخاذ القرارات التي لا نسترشد فيها إلا بأولئك الذين يفكرون مثلنا أو يشاطروننا المعتقدات نفسها، وبذلك نستبعد الخيارات الأفضل بالنسبة لنا؛ لأنها لا تتوافق مع مناهجنا الأولية.


وبدلًا من التفكير مرتين، نختار أفضل ما يناسبنا للوهلة الأولى بغض النظر عن عواقب ذلك.


أطلق العلماء على هذا المقياس تحليل "ميزة التردد"، ما يعني أن أولئك الذين سجلوا أعلى الدرجات لم يكونوا مترددين وإنما استخدموا ببساطة حُكما أفضل للوصول إلى نتيجة. بعبارة أخرى، كانوا أكثر قدرة على رؤية جميع جوانب المشكلة التي كان عليهم حلّها.


وحسب أستاذة علم النفس الاجتماعي والمؤلفة الرئيسة للدراسة جنى ماريا هانسبان؛ فإن "الانحياز التأكيدي هو أحد أكثر الأخطاء المعرفية شيوعًا، ويمنعنا من تحليل الأدلة العقلانية".


وكشفت الدراسة أنه من الأفضل أن تتعارض مع آراء الآخرين ومع أفكارك الخاصة بدلا من اتخاذ قرار دون إيلاء الكثير من الاهتمام للتفاصيل. فلا يكمن المفتاح في التصميم على القرار نفسه، وإنما في معرفة كيفية التفكير في أكبر عدد ممكن من الحجج واتخاذ قراراتنا بناء على ذلك.