قال الناشر ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سابقا، هشام قاسم، عن واقعة اعتداء ضابط طيار وأسرته بكرباج وصاعق على 8 ممرضات بمستشفى قويسنا المركزي العام، إنه نفس التجبر الذي مارسه المخلوع مبارك "الآن عاد ذات التجبر منذ وصول عبدالفتاح السيسي لكرسي الحكم. هذه أسئلة وأطروحات لم تعد تتردد فقط في أروقة المعنيين بالشأن العام، ولكن على المستوى الشعبي، فهل هي نتاج سوء تقدير تسببت فيه سياسات القمع التي عشناها في السنوات الماضية"؟

 

إذلال ومهانة

مستدركا أن ذلك ".. هذا الإذلال وهذه المهانة من سياسة النظام للسيطرة على الدولة؟ الأحداث تتسارع والإجابات لن تتأخر، وحتى ذلك الحين كسر أي يد تتمد على مواطن مصري تحصنا بموقع صاحبها الوظيفي ".

وعبر حسابه (@hishamkassem)، كشف "قاسم" أنه "لم تجرؤ وسيلة إعلام مصرية أن تذكر أن الشخص الذي اعتدى على الممرضات في مستشفى قويسنا بكرباج، هو ضابط طيار اسمه مصطفى أشرف حسن، كما شاهدنا مدير المستشفى يحذر الممرضات المعتدى عليهن من اتخاذ إجراءات قانونية ضده، وتحمل نتيجة فعل ذلك".

وعن تهديد مدير مستشفى قويسنا المركزي، أضاف، مالك صحيفة (المصرى اليوم) ونائب رئيس حزب الغد الليبرالى سابقا، "ثم التحذير من اللجوء إلى القانون صدفة، أم حالة تجبر تفشت بين بعض ضباط الجيش، وغيرهم من اصحاب النفوذ والحظوة لدى النظام الحاكم؟ إنها ممارسات تذكرنا بما كان يحدث قبل هزيمة ١٩٦٧ العسكرية، والتي تبعها إختفاء الزي العسكرية خارج معسكرات الجيش، اتقاءً للغضب الشعبي".

وعما يشاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن القضية الآن أمام النيابة لم تثبت القبض على الضابط ولا مدة حبسه على ذمة القضية التي توفي فيها جنين ببطن أمه أشار هشام قاسم إلى أنه "لم يحدث حتى وقت نشر التغريدة أن أتخذت إجراءات مع الضابط من سلطات عسكرية أو مدنية، وعليك بنشر مصدر إعلامي يفيد بذلك، يكون قد نشر قبل ما نشرت وليس تغريدات أو تدوينات غير موثقة على الإعلام الاجتماعي".

وأشار ناشطون إلى بيان المتحدث العسكري في أول تعليق على اتهام ضابط طيار في الواقعة، الذي قال: "تتابع القوات المسلحة عن كثب ما أثير بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة مستشفى قويسنا المركزي، وتؤكد على كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون، وتهيب بالجميع تحري الدقة والانتظار لحين انتهاء التحقيقات".



ليس الحادث الأول

وتوقع المجلس الثوري المصري، في بيان له عن الحادث أن يكون البحث عمن نشر مقطع الفيديو أولوية لدى داخلية السيسي؛ لأنه من كشف سواءاتهم وفضح المنتسبين لعهد السيسي الذي لوث المؤسسة العسكرية ووضع جبينها في الحضيض بالإيغال في دماء المصريين وأعراضهم.

وقال عبر (@ERC_egy): "ستنتهي التحقيقات في جريمة مستشفي قويسنا المركزي بالقبض على المجرم الذي صور الفيديو ونشره بالمخالفة لقانون منع التصوير في المستشفيات، والقبض على الأطباء بتهم الإهمال الطبي والتقصير، والقبض على الممرضات بتهم التعدي وإثارة غضب الضابط الغلبان وأهله أما الكرباج فسيختفي في ظروف غامضة".

وأضاف "الأمر ليس موقفا فرديا من أحد أعضاء المؤسسة العسكرية التي تسعى بكل إمكاناتها للضغط على الممرضات للتنازل عن حقوقهن وسيصل الأمر إلى التهديد كما يحدث دائما. هذه الحادثة الكاشفة تتواكب مع ذكرى عبد الحميد شتا الطالب المتفوق الذي أنهى حياته احتجاجا على رفضه بالخارجية لمستواه الاجتماعي".

وأوضح البيان أن "حادث اعتداء على طاقم تمريض بإحدى المستشفيات العامة من ضابط جيش وعائلته أدى لإصابات بالغة وفقدان إحدى الممرضات لجنينها وهو تجسيد واضح لما نؤكد عليه منذ سنوات أن ما يسمون أفراد الجيش المصري يربون في بيئة معادية للشعب ويؤمنون بتفوقهم عليه وأن أفراد الشعب مجرد حشرات لا قيمة لها".

وعن مشهد السحل بالكرباج والعصي الكهربائية أشار إلى أنه "سيسجل التاريخ مشهد رفع أخت الضابط الكرباج الذي يستخدمه أخوها يومياً في ضرب المجندين  على ممرضات مستشفي قويسنا المركزي وجريمة التعدي السافر على موظفات الدولة وهن يؤدين عملهن. فإلى متى سيصمت الشعب المصري على العساكر ودنائتهم وسوء أخلاقهم وجبروت أهاليهم، وقد ولدتهم امهاتهم احرارا؟".