قرّرت محافظة القاهرة إزالة أكثر من 2600 مقبرة في منطقة السيدة نفيسة التاريخية بقلب العاصمة المصرية، منها مقبرة الكاتب والأديب الراحل يحيى حقي، بدعوى تعارضها مع ما يميى (مسار آل البيت) والمقصود بها مسجدي السيدة عائشة والسيدة نفيسة والإمام الشافعي.

واعتبر مراقبون أ ذلك يخالف وعد عبدالفتاح السيسي بعدم هدم أي مقابر لاسيما المقابر التراثية ومقابر الشخصيات الهامّة في تاريخ مصر ومقابر أبناء مصر غير المشهورين الذين ارتضوا أن يدفنوا بجوار آل البيت.
 

وأضاف آثاريون أن هدم المقابر في القاهرة التاريخية وجبّانات مصر المسجلة على قوائم التراث العالمي هي خسارة لن تعوض أبداً.
 

وأطلق الناشطون هاشتاجات منها؛ (انقذوا جبانات مصر) و(يحيى حقي) بعد قرار بإزالة المقبرة ضمن ال2600 بخلاف نحو 5 مقبرة أزيلت فعليا في يوليو الماضي.
 

ومن بين المقابر مقبرة الأديب الراحل يحيى حقي، الذي استغاثت ابنته هدى يحيى حقي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لعدم هدم مقبرة أبيها الأديب الراحل تحت هاشتاج أنقذوا مقبرة يحيى حقي.
 

وطلبت المحافظة نقل رفات المقبورين إلى مقبرة العاشر من رمضان بدلًا من السيدة نفيسة، دون تعويض من حكومة السيسي.

وبدأ عمال المحافظة وضع علامة "إزالة" باللون الأحمر على مقبرة عائلتها، وأبلغوا التربي المسؤول عنها قبل أسبوعين، بإخلاء المقابر قبل بداية الشهر المقبل، ونقل الرفات الموجودة بها إلى مقبرة بديلة بمدينة العاشر من رمضان، وخلال الأيام الماضية هدمت المحافظة المقابر المحيطة بمقبرة الأديب يحيى حقي.


ودعا اتيلية القاهرة إلى حضور المعرض الفني الأول لرابطة (إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية)، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيلين وذلك الأحد 4 ديسمبر 2022، باتيليه القاهرة بوسط البلد.

وسيعرض الاتيلية مشاركات من فنانين عن جبانات شرق القاهرة ووسطها القديم، ويستضيف مُلاك المقابر الواقعة خلف مسجد السيدة نفيسة، الواقعة بحي السيدة نفيسة، الذين أبلغتهم محافظة القاهرة، بنقل رفات أسرهم، وذلك لهدم المقابر لإنشاء ميدان وحديقة محل المقابر ضمن توسعة مسار مزارات آل البيت.

ويعتبر أصحاب المدفن أن محافظة القاهرة وحكومة السيسي والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المنفذة للمشروعات، مسؤولون عن العبث بمنطقة القاهرة التاريخية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي في اليونيسكو، والمسجلة ضمن قائمة التراث الحضاري كمناطق مميزة.


مقبرة يحيى حقى


وقالت ابنة الأديب الراحل يحيى حقي صاحب رواية (قنديل أم هاشم) في تصريحات عبر صفحتها على "فيسبوك": ".. الوجيعة كبيرة والشكوى لم تعد لها قيمة.. أنا زعلانه جدا لقرار نقل مقبره والدي الحبيب الغالي وأسرته الحبيبة من جوار السيدة نفيسة الحبيبة الغالية علي قلب والدي، والذي كان مطمئنا بجوارها وكانت وصيته.. قرار الإزالة.. أزالت كل الرجاء.. وهذه السطور نبضات أخيرة ومحاولة أمل، لعل كلامي يصل إليه هذا الرجاء وأن أبي في ذمة الله لا يملك الاستغاثة".
 

وقال مراقبون إن الأديب يحيى حقي يعد بمثابة بصمة مصرية، وكان يكتب عن القاهرة بالتحديد، وسبق ووصفها في كتاباته بأنها أصبحت غابة من الخرسانة المسلحة، والآن تتحقق مقولته وتزال مقبرته، مشددة على أن المشروعات القومية لا يجب أن تنفذ على حساب القيمة التاريخية والمعمارية للأماكن والأشخاص.



ويتشابه ما يحدث مع مدفن ومقبرة الأديب يحيى حقي مع مدفن الأديب طه حسين، والذي قطعت شركة المقاولات التي تنفذ مشروع محور «ياسر رزق» المياه عن مقبرته في حي البساتين، في 30 أغسطس الماضي، وطلبت من أصحاب المقابر المجاورة نقل رفات ذويهم استعدادًا للهدم، مشيرة إلى أن مدافن مُجاورة لمدفن طه حسين أُزيلت بالفعل.