قالت وكالة (رويترز)، إن الحكومة الألمانية حذرت وفدها المشارك في مؤتمر المناخ “COP27” في شرم الشيخ، من تجسس الأمن المصري عليهم.


التحذير جاء في رسالة بالبريد الإلكتروني تم إرسالها للوفد الألماني، السبت الماضي، وحذر فيها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية، المندوبين من “المراقبة العلنية والسرية من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو” من قبل عملاء مصريين”.


وفي 7 نوفمبر الجاري، تحدثت صحيفة (الجارديان) البريطانية عن تجسس نظام السيسي على المشاركين في قمة المناخ COP27 من خلال التطبيق الإلكتروني للمؤتمر والخوف من اساءة استخدام البيانات والولوج لملفات الصور والبريد الالكتروني وتحديد المواقع للمستخدمين وخطورة ذلك على المعارضين والنشطاء، إضافة لحضور المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 25 ألف دبلوماسي، ومسؤول حكومي، من مختلف دول العالم، سجل منهم نحو 5 آلاف في التطبيق.


وناقشت الصحف البريطانية، الصادرة صباح الإثنين في نسختها الورقية والرقمية، عدة موضوعات تهم القاريء العربي، بينها تحذيرات خبراء أمنيين من إمكانية استخدام النظام المصري، تطبيق قمة المناخ في شرم الشيخ، لمراقبة المعارضين.


وأشارت (رويترز) إلى أن التعليقات التي أدلى بها المستشار الألماني “أولاف شولتس”، الأسبوع الماضي، بشأن سجل حقوق الإنسان في مصر أثارت خطر المراقبة.


واشارت الوكالة إلى أن الشرطة، تعاملت مع التحذير، حيث سجلت محادثات المندوبين (المشاركين في الوفد)، مضيفة أن الأشخاص المقربين من الدولة المصرية قد يحاولون تعطيل الأحداث التي ينظمها الألمان “من خلال أعمال استفزازية”.


وأوضحت “رويترز” أنها لم تطلع على رسالة الشرطة، لكن مسؤولان آخران في ألمانيا أكدا وجود التحذير، رغم أنهما أحجما عن الخوض في تفاصيل صياغته المحددة.


وقالت إنه لم يأت رد حتى الآن على طلبات للتعليق من رئاسة المؤتمر أو الهيئة العامة للاستعلامات، التي تنسق العمل مع وسائل الإعلام الأجنبية، بحسب الوكالة.


وانتشرت عبر مواقع التواصل صورا بين مؤيدي السلطة في مصر، خلال أيام المؤتمر الأولى، تظهر لقطات من هاتف إحدى الناشطات اللاتي شاركن في المؤتمر الصحفي الذي عقدته “سناء سيف” شقيقة المعتقل بالسجون المصرية “علاء عبدالفتاح”.


وأظهرت الصور لقطات من هاتف الناشطة، التي يعتقد أنها كانت صحفية، بينما كانت تستخدمه خلال المؤتمر الصحفي.


واعتبر معارضون أن هذه الصور لشاشة هاتف الناشطة خلال المؤتمر تثبت فرضية تجسس السلطات المصرية على المشاركين بقمة المناخ.


تطبيق المؤتمر


صحيفة “الجارديان” البريطانية، كشفت أن التطبيق الإلكتروني الذي أطلقته مصر للقمة أثار مخاوف الناشطين والصحفيين وعدد من الساسة المشاركين بالمؤتمر.


وتبين أن التطبيق يطلب الولوج إلى الكاميرا والمايكروفون والموقع الخاص بالهاتف، وقال مختصون بالأمن الإلكتروني إن التطبيق قادر على التجسس على المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والوسائط داخل الهاتف.


وقالت الجارديان إن التطبيق الرسمي للقمة يشترط الحصول على موافقة المشترك على السماح بتحديد موقعه، والوصول إلى صوره، وحتى بريده الإليكتروني، لكي يتمكن من تحميل التطبيق، وهو الأمر الذي جعل خبراء في مجال الأمن السيبراني، يحذرون من مغبة ذلك.


وقالت جيني غيبهارت، مديرة مؤسسة الجبهة الإليكترونية، للاستشارات: "هذا التطبيق شرير بشكل استثنائي"، وتضيف "أكبر شيء مثير للريبة، الاشتراطات الكثيرة، التي يجب الموافقة عليها، ولا دخل لها بعملية تشغيل التطبيق، وهو ما يرجح أنهم يسعون لمراقبة المستخدمين".


وأضافت "ليس هناك شخص متزن، يوافق على الخضوع للمراقبة، من جانب دولة، أو السماح لها بمراقبة بريده الإليكتروني، لكن ما يحدث أن الناس في الغالب تضغط هذا الزر دون التفكير كثيرا".


وقال حسين بيومي، من منظمة العفو الدولية، في تصريحه للجارديان إن "الخبراء الأمنيين للمنظمة، راجعوا التطبيق، وحذروا من عدة نقاط مثيرة للقلق فيه، قبل انعقاد القمة، ومنها قدرة التطبيق على الوصول إلى كاميرات هواتف المستخدمين، والاستماع لما يدور حولهم، وتشغيل نظام "البلوتوث"، وتحديد مواقعهم، وكذلك الولوج إلى أي تطبيق آخر على أجهزة المستخدمين".