مع اقتراب انطلاق قمة المناخ قمة "COP27"، يزداد التوتر السياسي في مصر، وسط حالة من القلق تنتاب مغتصب السلطة في مصر عبد الفتاح السيسي على منصبه، ما يضطره لفرض مزيدا من القمع والاعتقالات تجنبا لاندلاع حراك ثوري أثناء وجود قادة العالم في شرم الشيخ.

ووفقا لمراقبين لكن ربما جاء هذا القمع غير المسبوق، بنتيجة عكسية، ليضطر الأمن المصري لاعتقال ناشط هندي ومحاميه، ما ينتج عن ذلك، مقاطعة العديد من نشطاء المناخ المؤتمر احتجاجا على الوضع الحقوقي في مصر.

 

اعتقالات من البيوت ومن الشوارع

كشف المحامي خالد علي عن حملة اعتقالات بميادين القاهرة للمواطنين بعد إجبارهم على الاطلاع على بيانات تليفوناتهم الشخصية والذج بمئات المصريين لمقار الاحتجاز عقب إيجاد ما يثبت سخطهم على النظام، ومحاولتهم المشاركة في تظاهرات 11/11، كما أنه تم اعتقال مواطنون عقب نشرهم تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي

كما أوضح المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أحمد العطار، إن النظام المصري شنّ حملة اعتقالات واسعة في القاهرة والعديد من المحافظات المختلفة، من المنازل خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك على خلفية الدعوة لتنظيم احتجاجات واسعة في 11 نوفمبر المقبل، تزامنا مع انعقاد "قمة المناخ".

وقال العطار في تصريحات صحفية: "كعادة السلطات الأمنية المصرية عند كل دعوة للتظاهر، تقوم بتكثيف عمليات الاعتقال التعسفي للمواطنين، سواء المعتقلون السابقون الذين يجري إعادة اعتقالهم من جديد، أو القيام باعتقالات عشوائية للمواطنين، أو حتى من خلال القيام بحملات تفتيش غير دستورية وغير قانونية لهواتف المارة في الشوارع".

وبين العطار أن "تلك الإجراءات الأمنية المتصاعدة تهدف إلى بث الرعب والخوف والقلق لدى الجميع، وإرسال رسالة مفادها: نحن هنا نراقبك ونلاحقك ولن نتركك، وهي الإجراءات والأساليب ذاتها التي تمت سابقا مع دعوات المقاول والفنان محمد علي في سبتمبر 2019 سبتمبر 2020، والتي لم تمنع المواطنين من النزول والمشاركة حينها حتى لو بشكل مختلف".

 

استنكار للاعتقالات

واستنكر عدد من المنظمات الحقوقية في مصر وخارجها، عمليات الاعتقال العشوائية، حيث أدان "اتحاد القوى الوطنية المصرية" "أكبر كيان معارض خارج البلاد" ما وصفها بموجة الاعتقالات السياسية التعسفية المُصاحبة لقمة المناخ، مطالبا بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، ومُشدّدا على حق الشعب المصري في التظاهر والتعبير السلمي عن رأيه.

وقال، في بيان له: "تتصاعد في مصر قبيل انعقاد قمة المناخ حملات اعتقال تعسفي طالت المئات من النشطاء السياسيين ونشطاء البيئة، بعضها تم باقتحام المنازل، ومعظمها اعتقالات عشوائية لمواطنين في الشوارع من قِبل اللجان الأمنية بعد تفتيش هواتفهم بشكل غير قانوني واعتقال أي ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي".

ووصف الاتحاد ما تقوم به السلطات المصرية بأنه "حالة من الهوس التي تجتاح أجهزة السيسي الأمنية، خوفا من أي احتجاجات دعا إليها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي".

ولفت إلى أنه "يؤكد على حق الشعب المصري في الاحتجاج والتظاهر والتعبير عن آرائه العامة بالطريقة السلمية التي يراها، مع رفضنا لكل أساليب إرهاب الدولة التي يمارسها نظام الجنرال السيسي طوال السنوات الماضية لقمع الشعب ومصادرة حقوقه وحرياته المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، حتى باتت مصر كالثقب الأسود على خريطة العالم".

 

اعتقال ناشط هندي ومحاميه

ويبدو أن التخبط الأمني في مصر لم يفرق بين اعتقال المواطنين المحليين والنشطاء الأجانب،  حيث تعرض ناشط بيئي هندي، الأحد، للاعتقال أثناء وجوده للمشاركة في قمة المناخ، قبل أن تفرج عنه السلطات بعد 24 ساعة.

وجاء اعتقال الناشط البيئي الهندي آجيت راجاجوبال، في كمين بأحد شوارع مدينة العبور خلال رحلته للدعاية لقضايا البيئة من القاهرة إلى السويس مشيا على الأقدام للوصول إلى مكان انعقاد مؤتمر المناخ في شرم الشيخ.

وحين استعان راجاجوبال بالمحامي المصري مكاريوس لحظي لحل الإشكال، فإنه تم اعتقاله إلى جانبه.

وقال مكاريوس، عقب دقائق من إطلاق سراحه إنه جرى إيقاف الناشط البيئي الهندي لـ"لفته الأنظار بسبب حمله لافتة دعائية لقضية المناخ، ولكونه أجنبيًا، فتواصل معي طلبًا للمساعدة"، مضيفًا أنه حين وصل إلى مكان احتجاز راجاجوبال، طلبت منه الشرطة بطاقته الشخصية وبمجرد الكشف عليها فإنه استُجوب عن خلفيته الحقوقية، وقُبض عليه.

وكشف لحظي أنه تم التحقيق معه عن علاقته بالناشط الهندي، وما إذا كان مشتركا معه في طباعة وترجمة اللافتة التي كانت بحوزته، وبعد احتجاز لمدة 24 ساعة، فإن الأمن الوطني أفرج عنه، ثم بساعات قليلة أفرج عن الناشط الهندي.

 

مقاطعات لمؤتمر المناخ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان

لم تمضي ساعات على اعتقال الناشط الهندي في مصر حتى أعلنت الناشطة البيئية السويدية، غريتا ثونبرغ، مقاطعتها مؤتمر "COP27"، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

وجاء ذلك الإعلان، خلال حفل إطلاق كتابها الجديد The Climate Book، الذي أقيم بالعاصمة البريطانية لندن قائلة: "لن أذهب إلى Cop27 لأسباب عديدة، لكن مساحة المجتمع المدني هذا العام محدودة للغاية".

وانتقدت الشابة البالغة من العمر 19 عامًا، المؤتمر كونه "يعقد في جنة سياحية، في بلد ينتهك العديد من حقوق الإنسان الأساسية".

وأوضحت الناشطة البيئية أنه "من المهم ترك مساحة لأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة، سيكون من الصعب على النشطاء إسماع أصواتهم".