احتسب العالم الإسلامي بهيئاته العاملة والعلمية العالم الحصيف والفقيه المقاصدي نصير قضايا الأمة وعلى رأسها المسجد الأقصى وقضية فلسطين الشيخ العلامة د.يوسف القرضاوي، رجل المواقف الذي اصطف مع المظلومين من أحرار  وحرائر الأمة في وجه الظلم  والطغيان .


اسرة الرئيس مرسي
وكان في مقدمة الناعين أسرة الرئيس الشهيد د.محمد مرسي التي رأته كما رآه الرئيس الشهيد د.محمد مرسي فالشيخ القرضاوي له "إماماً مجددًا، وعالمًا ربانيًا، وناصحًا لكل حاكم عادل، ومثالًا يقتدى به في مدرسة العلماء والمصلحين"، بحسب بيان الأسرة الاثنين 26 سبتمبر.
وأضافت الأسرة أن رحيله "مصاب جلل للأمة من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا)) فإن رحيل قامة بقدر القرضاوي رحمه الله في هذا الزمان المتخم بالفتن يجعل دعاءنا أن يعوض الله أمتنا بعلماء ورثوا العلم من الأنبياء.
واستدعت الأسرة من ذاكرتها صورة حاضرة لإصراره على تصدر مشهد العزاء في الرئيس الشهيد رحمه الله في الخارج رغم ظروفه الصحية، ومن هنا تعرب عن عجزها حضورياً في تقديم واجب العزاء لأسرة الشيخ الكريمة وتتقدم بالعزاء لمؤسسة الأزهر الشريف وهي مدرسة الشيخ وجامعته وللاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أسسه الشيخ ليكون منارة لعلماء الأمة وجامعاً لها، وكذلك للحركة الإسلامية ولعموم الأمة العربية والإسلامية".
وأشارت الأسرة إلى أن "الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله وتعالى .. أفنى حياته في العلم والتعليم والإصلاح والاجتهاد والنضال وكان مدرسة للإسلام الشامل بكل معانيه، وناضل بقول الحق من أجل أمته ودينه، وأثرى المكتبة الإسلامية بمصنفات قل من يعادله فيها، وقدم مواقف تخلد في قضايا الأمة على رأسها قضية فلسطين وتحرير الشعوب ورفض الظلم والاستبداد".



الإخوان المسلمون
كما نعت جماعة "الإخوان المسلمون" العلامة المجاهد الشيخ يوسف القرضاوي، وأوضحت أن الرجل "مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا " ( ٢٣ للأحزاب ).
وقالت إنه "أحد أبرز أعلامها وعلمائها الكبار ..العلامة المجاهد الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ( 9 سبتمبر 1926 - 26 سبتمبر 2022 ) ، مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي لقى ربه اليوم الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة بعد مسيرة ممتدة ورحلة مباركة عمّ خيرها وانتفع بثمارها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؛ وقدم خلالها ضمن قافلة الدعوة الإسلامية المباركة عُصارة فكره وعلمه وجهاده، وأسس وشارك في تأسيس العديد من المنتديات العلمية والأكاديمية حول العالم كما شارك في مئات المؤتمرات والندوات الدعوية حول العالم بأبحاث علمية وفقهية قدمت حلولاً للكثير من القضايا الإسلامية؛  وحسمت العديد من الخلافات الفقهية".
وعن نصرته لقضايا الأمة، أضافت أنه "عاش قضايا أمته الكبرى وساهم بجهود وافرة في دعمها وصدح صوته بالحق دون تردد ودون توقف منذ أن كان طالباً في الأزهر الشريف وبين صفوف جماعة الإخوان،  ومن أبرزها القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى، وقضايا الأقليات المسلمة حول العالم  و ناصر قضايا الحريات وتحرير الشعوب من الاستعمار ومن الاستبداد ولقي في سبيل ذلك العنت والظلم في سجون العهد الملكي وسجون عبدالناصر، وحُرم فترة طويلة من دخول مصر بعد هجرته داعياً إلى الله في أقطار المعمورة".
وزكي بيان صادر عن الجماعة علمه، فاعتبرته "عالم مؤلف ومحقق " كما وصفه العلامة أبو الحسن الندوي، في كتابه "رسائل الأعلام" وكتبه لها ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي، كما وصفها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
وأكدت أنه "أخرج للمكتبة الإسلامية ما يزيد على أربعة وتسعين كتابا إضافة إلى عشرات الحوليات والبحوث الأخرى ً في  مختلف جوانب الدعوة والثقافة الإسلامية وانتفع بها المسلمون في مشارق الأرض وتمت ترجمة معظمها للغات الأجنبية وعدد من اللغات المحلية في كثير من البلاد الإسلامية وبين الجاليات المسلمة في العالم".



عائلة الأحمر
كما ناب الشيخ صادق الاحمر أحد أعيان اليمن الشقيق ونجل رئيس مجلس الأمة اليمني الشيخ عبدالله الأحمر -رحمه الله- عن أهل اليمن بالعزاء فقال: "بقلوب يملؤها الايمان بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المفكر الاسلامي فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف #القرضاوي  بعد حياة حافلة بخدمة العلم والدين .. وبرحيله فقدت الأمة الاسلامية عالما مجددا ، وفقيها مجتهدا ، وعلما من أعلامها الكبار ، أثرى المكتبة الاسلامية بمئات المؤلفات والابحاث والمحاضرات والندوات في شتى علوم الدين ، وكان رحمه الله صاحب فكر معتدل ،ورؤى متجددة ، وداعية سلام وتسامح وصاحب موقف شجاع في كل قضية من قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين .".
وفي عزاءه أضاف "نعزي أنفسنا والأمة في هذا المصاب الجلل ونبتهل إلى المولى القدير أن يتغمد فقيدنا الراحل الكبير بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته وأن يعوض الأمة بخير".

 

حركة حماس
ونعى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، العالم الرباني المجاهد د. يوسف القرضاوي، قائلا: "فقدت الأمة اليوم واحدا من أئمتها المجددين الذين شكلوا ركناً مكيناً بعلمه وعطائه وجهاده في صرح الإسلام الشامخ بعلمه وعطائه، فقد ترك بصماته في كل مجال، وله الأثر الصالح من المواقف والكتب والمؤلفات والفتاوى والشعر والعلم الشرعي والدفاع عن هذا الدين وانفتاحه ووسطيته وحضاريته وصلاحيته لكل زمان ومكان، وفقهه السياسي وقدرته على استيعاب المتغيرات، والجمع بين الثابت والمتغير، وتحديد الأولويات والمصالح وفقه الموازنات، فترك شيخنا إرثاً عظيماً سيظل نبراساً للأجيال التي تطلع إلى العيش في ظلال هذا الدين العظيم".
وأضاف ".. نستذكر مواقفه تجاه فلسطين والقدس والأقصى، ودعمه لحقوق شعبنا ونصرته بالكلمة الصادقة والمواقف والفتاوى والمؤلفات المتعددة، وتأكيده بنفسه وبأعماله وماله أن دور العلماء هو قيادة الأمة وتحمل مسؤولياتهم الشرعية تجاه فلسطين ومقاومتها، بل وزار فلسطين مرابطا وإماما وشيخا وعالماً وكاسراً لحصار غزة".
وفي بيانه دها للشيخ "رحم الله الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، وتقبل منه أعماله، وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء، كما نسأله سبحانه أن يعوّض أمتنا بأمثال الشيخ الذين حفظوا للأمة دورها وريادتها، ولفلسطين مركزيتها وحيويتها الدائمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.".



علماء فلسطين
ومن سلسلة طويلة من أهل فلسطين نعت "هيئة علماء فلسطين" العلّامة الإمام المجدّد يوسف القرضاوي وأعلنت أنها تحتسبه "إمام العصر وعلاّمة الأمّة ورائد الوسطيّة في العصر الحاضر".
وأضافت أن رحيله الاثنين 30 صفر 1444، جاء "عقبَ حياة حافلةٍ جاوزت ستة وتسعين عامًا أوقفها على نشر العلم والدّعوة إلى الله تعالى وتربية الأجيال، والعمل الإسلاميّ الدّؤوب، ونصرة قضايا الأمة كلّها وفي الصّدر منها قضيّة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك؛ وإنّ الكلمات لتضيق عن تعداد مآثره ومنجزاته ومؤلفاته والمؤسسات التي أسّسها في طريق العلم والدعوة وخدمة الإسلام في كلّ مكان، ففي كلّ مكانٍ من هذا العالم له بصمةٌ لا تخطئها العين وفي كلّ فنٍّ من فنون العلم والدّعوة له قصب السّبق في الإسهام والعطاء".
وقالت هيئة علماء فلسطين إنّها "تعزّي العلماء والدعاة والعاملين لهذا الدّين جميعًا بهذا المصاب الجلل، وتعزّي أهل شيخنا الرّاحل وأسرته وأبناءه وطلابه وتلاميذه".



علماء ال48
وقال الشيخ د. مشهور فواز، رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني( 48 ): "وفاة عالم الأمة ونصير الأقصى الشيخ العلامة د . يوسف القرضاوي.. ".


وأضاف "نحتسب العالم الحصيف  الفقيه المقاصدي نصير قضايا الأمة وعلى رأسها المسجد الأقصى وقضية فلسطين   رجل المواقف  من اصطف  مع المظلومين من أحرار  وحرائر الأمة في وجه الظلم  والطغيان ".

وعلق " فضيلة الشيخ الإمام الدّكتور يوسف القرضاوي  صاحب  المؤلفات والمصنفات .. ستبقى أيها الإمام حيا في حاضر ومستقبل الأمة بفكرك وفقهك ومواقفك .. فمَا الفَخْرُ إلا لأَهلِ العِلمِ إنَّهُمُ ..على الهُدَى لِمَن اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ.. وقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ مَا كان يُحْسِنُهُ.... والجَاهِلُون لأَهلِ العِلمِ أَعدَاءُ.. فَفُزْ بِعِلْمٍ تِعِش حَيًّا بِه أَبَدا..... النَّاسُ مَوتى وأَهلُ العِلمِ أَحْيَاءُ".

وولد الشيخ القرضاوي في 9 سبتمبر 1926م، بقرية صفط تراب بمحافظة الغربية  وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.


والتحق الرجل بالتعليم الأزهري وحصل على الشهادة العالية من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام  52-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه، ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه.