اقتحم عشرات المستوطنين اليهود، اليوم الخميس (22-9)، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.


وقالت مصادر محلية في القدس، إن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى من باب المغاربة، ونظمت جولات استفزازية في ساحاته، وتلقت شروحات عن "الهيكل" المزعوم.


وأشارت إلى ان المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.


وواصلت شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.


يشار إلى أن "جماعات الهيكل" المزعوم، تستعد لتنفيذ سلسلة من البرامج التهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة موسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ بتاريخ 26 سبتمبر الجاري، ويستمر حتى  أكتوبر القادم.


ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح باب المغاربة، ومن خلاله تنفذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال، ولا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى.


ويتعرض "الأقصى" يوميًّا، عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.


بدوره، أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة أن الحملة الصهيونية المسعورة بحقّ المرابطين والمرابطات في القدس والمسجد الأقصى المبارك تهدف لتفريغه من حُماته، تمهيدًا للاقتحامات المزمع تنفيذها بعد أيام خلال فترة "الأعياد العبرية".


وتشنّ قوات الاحتلال منذ أيام حملة اعتقالات واستدعاءات ومضايقات بحقّ العشرات من المرابطين والمرابطات، ومنعت الكثير منهم من الوصول للمسجد الأقصى، كان آخرها صباح اليوم اعتقال المرابطة زينة عمرو، واستدعاء المرابطة سحر النتشة وتهديدها باقتحام منزلها واعتقالها، واستدعاء المرابطة سناء فرح وتسليمها قرارا بالإبعاد عن الأقصى لمدة 10 أيام.


وبعدها، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن المرابطة المقدسية زينة عمرو، بشرط إبعادها عن المسجد الأقصى المبارك، لمدة أسبوع.


وأفاد رضوان عمرو، نجل المرابطة، بأن "شرطة الاحتلال سلمت والدته قرارًا جائرًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى ومداخله لمدة أسبوع، على أن تراجع الشرطة بتاريخ 29 من الشهر الجاري، لاستلام قرار إبعاد لمدة أطول".


وقالت المرابطة المقدسية خديجة خويص إن الاحتلال يشن حملة مسعورة لإبعاد المقدسيين عن الأقصى قبيل فترة الأعياد التّوراتيّة.


وأضافت خويص أن هذا مؤشّرٌ خطير لما سيكون عليه الحال في المسجد الأقصى في فترة الأعياد، من اقتحامات وانتهاكات وربّما نفخ للبوق في ظلّ سياسة تفريغ الأقصى، وفي ظلّ التقصير والصّمت.


وقال حمادة إن تصعيد عمليات التهويد ومحاولات الاحتلال تغييب حُماة الأقصى وحراسه والأصوات المدافعة عنه والمرابطين فيه تشير إلى خطورة ما يُخطط له خلال فترة الأعياد التوراتية، مشددا على أنها لن تردع أبناء شعبنا، شبابا ورجالا ونساء وأطفالا، عن الزحف نحو مسجدهم ونصرته والتصدي للاقتحامات وجرائم المستوطنين.


وأضاف أن أبناء شعبنا مستعدون دائما لمهر المسجد الأقصى المبارك بالأرواح والمهج، وقد قدموا في سبيله سيلا من الشهداء والجرحى والأسرى، وسيبقون على عهدهم معه مهما بلغت التضحيات.


ودعا أهلنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى شد الرحال والنفير والرباط في المسجد الأقصى، وتحويل فترة الأعياد العبرية المزعومة إلى تظاهرة كبرى يرى فيها الاحتلال والعالم أجمع بأس شعبنا وحبه لقدسه وأقصاه وتمسكه بالدفاع عنه في وجه التهويد.


من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمود الزهار: "ثقتنا بالمقاومة القادرة على تحرير الأرض والمقدسات، ونحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من اعتداءا سافرة على المكانة الدينية".


وأضاف الزهار، في مؤتمر صحفي عقده، اليوم الخميس، في المسجد العمري (الكبير) بمدينة غزة، أن "هذه الجرائم هي امتداد للانتهاكات الصهيونية السابقة بحق القدس والأقصى".


وأشار إلى أن الانتهاكات السابقة "أدت إلى العديد من موجات التصعيد الخطيرة، وهي امتداد لمخطط التهويد الذي اعتمدته حكومة الاحتلال في عام 2018، ووفرت الإمكانات لهذا التمدد الاستيطاني المتوحش في المدينة المقدسة".


وشدد على أن حركته "تتابع اعتداءات الاحتلال المتتابعة في المسجد الأقصى المبارك التي تضاعفت بشكل صارخ"، مؤكدًا أن "المسجد الأقصى يمثل قيمة دينية كبيرة لملايين المسلمين حول العالم".


وحث الزهار أهالي القدس والضفة الغربية والداخل المحتلة على "شد الرحال للأقصى، وخاصة في فترة الأعياد (اليهودية) المزعومة"، داعيًا إلى "تصعيد المواجهة والاشتباك مع هذا الاحتلال على كافة الميادين والجبهات".


وطالب القيادي في "حماس" سلطة رام الله أن "تحمي الأقصى بدلاً من التنسيق الأمني ومطاردة المقاومين، التي تشكل خيانة عظمى"، وفق قوله.


ودعا الزهار الأردن إلى التدخل الفوري "لصد التعدي الواضح على دور المملكة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة".


وأردف: "نؤكد التزام حركة حماس المطلق، والشعب الفلسطيني، بالدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا بكل الوسائل الممكنة".


واستدرك بالقول إن "هذه الانتهاكات لن تمر"، محذرًا من "استمرار الجرائم والانتهاكات الصهيونية وتصاعدها بحق القدس والمسجد الأقصى".


وتابع: "كان القدس والأقصى، وما يزالان، نقطة تصحيح المسار، إن هذه المرة مختلفة واستمرار عدوان الصهاينة سيكون سببًا في معركة كبرى نهايتها زوال الاحتلال".