انتشر الهلع والخوف بين المواطنيين بعد إعلان الصحة المصرية، عن رصد أول حالة إصابة لمواطن مصري بفيروس جدري القرود، ونظرا لعدم ثقة المصريين في مصداقية حكومة الانقلاب؛ شككوا في أن هذه هي الحالة الوحيدة التي تم اكتشافها وأن هناك العديد من الحالات التي دخلت مصر قبل أن تظهر العلامات التي تبرز المرض.
ولم تكتشف وزارة الصحة هذا المرض من باب الفحص والخوف على صحة المواطنين ولكنها لاحظت ظهور الطفح الجلدي على الوجه وراحتي اليدين، على أحد المترددين الأجانب على مصر والذي يبلغ منالعمر 42 عاما وهو من الحاصلين على الإقامة بأحد الدول الأوربية والمترددين عليها، ليتم في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل.


تعريف وأعراض 

ذكرت منظمة الصحة العالمية من خلال موقعها الإلكتروني، أن جدري القردة يمكن أن يسبب مجموعة من العلامات والأعراض، وفي حين يُصاب بعض الأشخاص بأعراض خفيفة، قد يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة ويحتاجون إلى تلقي الرعاية في مرفق صحي، ويعتبرالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أو مضاعفات وخيمة هم، الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
الفرق بين الجدري العادي وجدري القرود
بالنسبة لجدري القرود فهو مرض فيروسي حيواني المنشأ، كما أنه فيروس ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات، ويسبب أعراض مشابهة لتلك التي ظهرت في مرضى الجدري العادي، على الرغم من أنها أقل حدة من الناحية السريرية، وظهر جدري القرود بشكل أساسي في وسط وغرب إفريقيا، وغالبًا ما يكون بالقرب من الغابات الاستوائية.
وتتشابه أعراض جدري القرود إلى حدٍ كبير مع أعراض الجدري، لكنها أخف حدة، وتبدأ غالبًا بالحمى، ثم تتبعها العلامات التالية:
- الصداع.
- آلام العضلات.
- آلام الظهر.
- تضخم العدد الليمفاوية.
- القشعريرة.
- الإعياء.
وفي غضون من يوم إلى 3 أيام، يظهر على المريض طفح جلدي، عادةً ما يبدأ في الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يأتي مصحوبًا ببثور مملوءة بالسوائل.
كما أن فيروس جدري القرود، يسبب في تضخم الغدد الليمفاوية، بينما الجدري العادي لا يسبب ذلك.
طرق الإصابة بجدري القرود
ينتقل جدري القرود، من حيوان إلى إنسان عن طريق الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم أو الآفات الجلدية أو المخاطية للحيوانات المصابة في إفريقيا، لذلك فقد يكون الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الغابات أو بالقرب منها معرضين بشكل غير مباشر أو منخفض المستوى للحيوانات المصابة، ويمكن أن ينتقل فيروس جدري القرود أثناء العلاقة الزوجية.


الوقاية خير من الجدري

يستطيع الشخص أن يقلص خطر الإصابة عن طريق الابتعاد ما أمكن عن الاختلاط بالأشخاص الذين يُشتبه في إصابتهم بجدري القردة أو تأكدت إصابتهم به، كما أنه إذا توجب عليهم مخالطة شخص مصاب بجدري القردة بحكم أنك عامل صحي أو تعيشان معًا، فعليك أن تحثّ الشخص المصاب على عزل نفسه وتغطية أي بثور جلدية إذا كان ذلك ممكنًا (على سبيل المثال، من خلال ارتداء ملابس فوق الطفح الجلدي).
وإذا كنت قريبًا منه جسديا، فيجب أن يرتدي قناعًا طبيًا، خاصةً إذا كان يسعل أو لديه بثور في فمه. ويجب عليك ارتداء قناع أيضا. وتجنب التلامس الجلدي قدر الإمكان واستخدم القفازات الأحادية الاستعمال في حالة لمس البثور مباشرة. وارتدِ قناعًا عند لمس أي ملابس أو فراش يعود للمصاب إذا كان لا يستطيع فعل ذلك بنفسه.
نظف يديك بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين، خاصة بعد لمس الشخص المصاب وملابسه وملاءات السرير والمناشف والأشياء أو الأسطح الأخرى التي لمسها أو التي ربما لامست طفحه الجلدي أو إفرازاته التنفسية (مثل الأواني والأطباق). اغسل ملابس الشخص ومناشفه وأغطية الأسرة وأواني الطعام بالماء الدافئ والمنظفات. نظف وعقم أي أسطح ملوثة وتخلص من النفايات الملوثة (مثل الضمادات) كما ينبغي.

 

هل له علاج؟ 

لم يعتمد حتى الآن دواء لعلاج جدري القرود لكن هناك عقارًا مضادًّا للفيروسات يُسمَّى «تيكوفيريمات» tecovirimat أو «تيبوكس» TPOXX، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالفعل على استخدامه في علاج الجدري، ويُمكن استخدامه أيضًا لعلاج جدري القرود، الذي يُعد من عائلة الفيروسات نفسها، ومع هذا، فالمخزون الوحيد المتاح من هذا العقار في الولايات المتحدة الأمريكية هو المخزون الوطني الإستراتيجي للبلاد، كما أنَّ وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تُلزِم مقدمي خدمات الرعاية الصحية، الراغبين في الحصول على العقار لعلاج مرضاهم، بأن يُقدموا الطلب الخاص باستخدام العقاقير الجديدة الخاضعة للدراسة، وهو الطلب المعروف اختصارًا باسم IND، إلَّا أنَّ المنتقدين يقولون إنَّ الحصول على موافقةٍ على هذا الطلب من أجل عقار «تيبوكس» يُعد مهمةً شاقة، وإنَّ هذا العقار، الذي اختُبِرَ في الأصل على الحيوانات المصابة بجدري القرود، ينبغي أن يكون متاحًا بسهولةٍ أكبر لعلاج المرض ذاته لدى البشر.