أقرّ جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، خلال مقابلة تلفزيونية الثلاثاء الماضي بأنّه شخصياً شارك في "التخطيط لانقلابات" خارج الولايات المتحدة. 


وفي معرض تعليق بولتون عبر شبكة "سي.إن.إن" على مجريات جلسات الاستماع التي تعقدها لجنة التحقيق النيابية في الهجوم على مبنى الكابيتول، قال مذيع الشبكة الإخبارية الأميركية إنّ المرء ليس بحاجة "لأن يكون فذّاً لكي يحاول القيام بانقلاب".


وسارع بولتون إلى الردّ على المذيع قائلاً "أنا لا أوافقك الرأي. بصفتي شخصاً ساعد في التخطيط لانقلابات، ليس هنا، بل كما تعلم في الخارج، فهذا أمر يتطلّب الكثير من العمل".


وشدّد المستشار الرئاسي السابق على أنّ الهجوم الذي شنّه حشد من أنصار ترامب على مقرّ الكونغرس في السادس من يناير 2020 لم يكن محاولة انقلاب قام بها ترامب الذي كلّ ما فعله يومئذ هو أنّه كان "يتقلّب بين فكرة وأخرى". ولم يحدد بولتون الذي اشتهر بمواقفه الهجومية في الدبلوماسية، الانقلابات التي كان يتحدّث عنها.


 غضب من تصريحات بولتون


وتفاعلا مع تصريحات بولتون غرد الإعلامي الأمريكي مهدي حسن ساخرا “هل يمكننا الآن إضافة وظيفة (مخطط انقلابات) إلى توصيف جون بولتون عند استضافته؟ يبدو أنه فخور بالأمر”.

وسخرت الصحفية أليكس برس من التصريحات قائلة “عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سيكونون غاضبين من أن بولتون سرق منهم الفضل في التخطيط للانقلابات”.


وتساءل الصحفي الأمريكي ذو الأصل البولندي جاك بوسوبيك “هل يدرك جون بولتون أنه اعترف للتو بأن الولايات المتحدة تقوم بانقلابات في جميع أنحاء العالم مثلما يقول فلاديمير بوتين طوال الوقت؟”.


وكتبت الأكاديمية سارة سالم “قال سياسيون ومؤرخون هذا الكلام منذ فترة طويلة، ومع ذلك فإن أساتذة العلوم السياسية يعتبرون ذكرك لهذا الأمر من قبيل نظرية المؤامرة إذا أدرجتها في بحثك العلمي”.


أما الناشطة شارلوت داو فعلقت “رائع! أعني أننا جميعا نعرف هذا الأمر، لكن الاعتراف به رائع. هؤلاء هم الأشخاص الذين يديرون أمريكا. إنهم فاسدون لدرجة أنهم يطيحون بحكومات منتخبة ديمقراطيا، وأذكياء لدرجة أنهم يتفاخرون بالأمر”.


وكتب الأكاديمي خليل العناني “وما خفي أعظم”، وعلقت الصحفية فاطمة فتوني “هذه هي سياسة الولايات المتحدة: تعيش على زرع الفتن وسرقة ثروات البلاد”.


وغرد الأكاديمي قاسم غريب قائلا “تبقى الأمم أحجارا في لعبة شطرنج الكبار ما لم تملك أسباب القوة. لا ريب أن الانقلابات التي يتحدث عنها جون بولتون مسعاها الوحيد المصالح الأمريكية ولو كلفت شعوب الأرض المآسي وحرمانها من حقوقها في الحرية والتقدم والاستقلال”.