يعد مشروع الخيام المطورة في مشعر منى، أكبر مدينة خيام في العالم، إذ يقوم على أكثر من 500 ألف متر مربع، وعلى مساحة 20% من مساحة مشعر منى، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.

كما يُعد مشروع خيام مشعر منى المطورة أحد أكبر المشروعات التي تم تنفيذها في المشاعر المقدسة خلال هذا العام؛ لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام، وفق أعلى معايير الأمن والسلامة.

الخيمة من الداخل

وتم إعداد الخيام في مشعر منى على اعتبار أنها وحدات سكنية متكاملة، حيث سيستفيد منها الحجاج خلال هذا العام بما تضمنته من تقنيات عالية وأنظمة تكييف متطورة، وكل ما يحقق احتياجات حجاج بيت الله الحرام سيكون متوفرًا في هذه الوحدة السكنية.

وتستوعب الخيمة الواحدة 21 حاجًا بكافة الخدمات المقدَّمة لهم من الإضاءة والفيش والتكييف والأَسِرّة؛ إذ تحتوي كل خيمة على21 سريرًا بعدد من يشغلونها.

وخارج الخيام المطورة؛ توجد خدمات أخرى تتعلق بدورات المياه المطورة، ودورات المياه الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

وتمت صناعة الخيام المطورة من الأنسجة الزجاجية المغطاة بمادة “التفلون” المقاومة للحرارة العالية والاشتعال، والتي ينعدم منها انبعاث الغازات السامة، حيث استخدمت في الخيام أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ، وترتبط ببعضها البعض بواسطة ممرات، وتحاط كل مجموعة خيام بأسوار معدنية تضم أبواب رئيسة وأخرى للطوارئ.

أنظمة أمنية ومراقبة

تتوفر في هذه الخيام أنظمة الأمن والحماية بشكل مرتفع؛ إذ يشتمل مشروع الخيام على أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام، من خلال توفير 30 ألف رشاش لمكافحة الحرائق، وأكثر من 3 آلاف كاميرا مراقبة، وأكثر من 12 ألف سماعة للإرشاد والتنبيه.

بالإضافة لأكثر من 15 ألف وحدة تكييف وتهوية، وتتوفر دورات مياه، وأماكن للوضوء وسط المخيم، وتجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية والمطابخ، ومكب للنفايات.

كما توفر خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال بمنى، تغذي شبكة إطفاء الحريق بأقطار مناسبة مع ما يلزمها من محابس وقطع، حيث بلغ إجمالي طول هذه الشبكة 100 كيلو متر من المواسير، بأقطار تتراوح ما بين 250 مليمترًا و700 مليمتر، تضم 800 محبس و740 فوهة للحريق.

ويتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، وأخذ بعين الاعتبار مرونة أجزائها للتشكيل والتركيب.

تسهيلات للحجيج

وتبلغ أبعاد الخيمة النمطية 8 في 8 أمتار، كما استخدمت أيضًا خيام بمقاسات تتراوح ما بين 6 في 8 و12 في 8 أمتار، ويشتمل مشروع الخيام على شبكة للتكييف وخراطيم للمياه داخل المخيمات، وصناديق يحتوي كل منها على خرطوم بطول 30 مترًا، إضافة إلى طفايات للحريق موزعة بالممرات داخل المخيم بمعدل صندوق لكل 100 متر طولي للاستخدام عند الحاجة حتى وصول الدفاع المدني.

وكان الحجاج في مواسم الحج قديمًا يواجهون العديد من حوادث حرائق الخيام في مشعر منى، نتيجة بعض الممارسات الخاطئة من الحجاج، وعدم تطبيق وسائل السلامة، فهل تصبح الخيام المطورة وسيلة أمن وحماية وذكر وراحة لضيوف الرحمن في موسم الحج؟