فجع الشارع الفلسطيني والعربي اليوم بسقوط الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة بعد 25 عاما من انطلاق صوتها لنقل تفاصيل ما يحدث في فلسطين واعتداءات الاحتلال الصهيوني على أبناء فلسطين والتي كانت "شيرين" أحدث ضحاياه صباح اليوم.

واستهدفت رصاصة قناص صهيوني المراسلة الفلسطينية الأشهر تحت أذنها في المنطقة الوحيدة في جسدها التي لا تسترها السترة الواقية من الرصاص التي كانت ترتديها خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين.

الخبر أحدث دويا واسعا في الشارع العربي، حيث انطلقت اللعنات على الصهاينة بنفس القدر الذي انطلقت فيه الدعوات للصحفية الفلسطينية الشجاعة، ونددت نقابات الصحفيين في الدول العربية باستهداف المراسلة الصحفية التي لم تتأخر يوما عن نقل الأحداث رغم الخطورة الشديدة التي كانت تتعرض لها بشكل دائم.

ووصف مراقبون اغتيال شيرين أبو عاقلة بأنه "جريمة حرب ووصمة عار في جبين الدولة المصطنعة ودليل على أن الإعلام في الصفوف الأولى من المقاومة الفلسطينية ضد الإجرام الصهيوني".

ولدت شيرين نصري أبو عاقلة عام 1971 في بيت حنينا بالقدس، واستشهدت اليوم، 11 مايو 2022 على مشارف مخيم جنين، وشيعت جنازتها بالتكبيرات، رغم أنها مسيحية، وأصر أهل جنين أن يطوفوا بها شوارع المخيم ، قبل نقلها إلى مسقط رأسها بالقدس.

تخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، بدأت دراستها الجامعية في الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.

وعادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو وكانت النقلة الأكبر في حياتها عام 1997 حين التحقت بالعمل مراسلة لقناة الجزيرة الفضائية ، فدخلت كل بيت.

لبست سترتها الواقية من الرصاص وخوذتها وتوجهت في صباح من صباحات فلسطين، إلى مشارف المخيم المحاصر، ما أن ترجلت من سيارتها في منطقة ليس بها اشتباكات ولا مسلحين، أصيبت برصاصة قناص أسفل الأذن.

وقال بيان لشبكة الجزيرة: "في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة".و"نحمل الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة". فجنود الاحتلال أطلقوا الرصاص عليها رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات".