موجة من الغضب المكتوم تشهدها شوارع مصر وأزقتها، فارتفاع الأسعار بعد الغزو الروسي لأوكرانيا ضخّم هواجس الخوف والغضب لدى أغلب قطاعات الشعب المصري.
ومصر التي كانت في السابق أيام سيدنا يوسف عليه السلام هي سلة غلال العالم، أضحت اليوم أكبر مستورد للقمح في العالم وبحجم سنوي يزيد على 13 مليون طن سنويًا تشكل أكثر من ثلثي احتياجاتها من هذه السلعة الحيوية والاستراتيجية، كما أنها بحاجة لاستيراد أكثر من ثلثي احتياجاتها من زيت عباد الشمس وزيوت نباتية أخرى. وتشكل روسيا وأوكرانيا مصدرًا لنحو 85 بالمائة من كميات القمح المستوردة. وبالنسبة للزيوت النباتية فإن حجم الاستيراد من البلدين المذكورين يزيد على 70 بالمائة من احتياجات السوق المصرية، وهذه من أكبر أسباب الأزمة.

 

القمح والمكرونة
وارتفع سعر طن القمح في السوق المصري نحو ألف جنيه، ليتراوح بين 6 آلاف إلى 6500 جنيه، بينما ارتفع طن المكرونة إلى 10 آلاف جنيه مقابل 7500 جنيه و8 آلاف جنيه قبيل الأزمة.
وارتفع سعر طن الدقيق غير المدعوم بمقدار الثلث تقريبًا، ووفقًا لأرقام شعبة المخبوزات باتحاد الغرف التجارية المصرية، فإن سعر طن الدقيق غير المدعوم كان يبلغ 9 آلاف جنيه (600 دولار أمريكي تقريبًا) وارتفع خلال الأيام القليلة الماضية بقيمة 3 آلاف جنيه، ليصبح بنحو 12 ألف جنيه.
ويرجع عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، أسباب تلك الزيادة وخاصة الخبز إلى "تخزين بعض التجار والمستوردين للدقيق السياحي، لاستخدامه خلال الفترة المقبلة مع ارتفاع الأسعار على المستهلكين"، وفقًا لـ"سكاي نيوز".
وتابع رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة: "لدينا في مصر نحو 28 ألف مخبز مدعم وما يقرب من 8 آلاف مخبز يقوم بإنتاج الخبز السياحي الذي يعتبر سلعة حرة تخضع لسياسة العرض والطلب، وتتغير أسعاره وفقا للمنطقة والتكلفة".


إلا الكشري
وارتفعت كذلك أسعار إحدى أبرز الأكلات الشعبية المصرية على خلفية ارتفاع أسعار الكثير من السلع والمنتجات.
وزادت أسعار الكشري تزامنا مع ارتفاع أسعار مكوناته، مثل الأرز والمعكرونة والعدس والحمص والزيت وبعض المكونات الأخرى بنسب متفاوتة، وهو ما أثر بشكل كبير في المواطنين الذين يلجأون للكشري باعتباره وجبة شعبية رخيصة السعر ومفيدة ومتوفرة بكثرة، فلا تخلو شوارع القاهرة من مطعم كشري أو أكثر.
وارتفع سعر طبق الكشري بمقدار يتراوح بين 2 و4 جنيهات للطبق الواحد، وارتفع سعر طاجن المعكرونة بزيادة تراوحت بين 4 و6 جنيهات تقريبا للطبق الواحد.
وارتفع سعر طبق الكشري في أحد مطاعم الدقي الشهيرة بمتوسط 3 جنيهات، إذ ارتفع سعر الحجم الصغير من 8 إلى 10 جنيهات، وارتفع حجم الطبق الوسط من 10 إلى 12 جنيهات، وارتفع سعر الطبق كبير الحجم من 12 إلى 13 جنيهًا، فيما ارتفعت أسعار الطواجن التي تعد المكرونة المكون الأساسي فيها، وارتفع سعر طاجن الفراخ من 20 إلى 24 جنيهًا، وسعر طاجن اللحم من 18 إلى 22 جنيهًا.
وقد ارتفعت أسعار أكثرية المواد الغذائية الداخلة في تكوين طبق الكشري، ورصدنا أسعارها في المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، وجاءت أسعارها كالتالي: سعر كيلو الحمص 30 جنيهًا، وكيلو العدس الأصفر يتراوح بين 20 و24 جنيهًا، وكيلو الأرز يتراوح بين 10: 14 جنيهًا، وارتفعت أسعار المكرونة من 4 إلى 6 جنيهات، والبصل الأبيض 3.75 جنيه، و‌‎البصل الأحمر بـ4 جنيهات، والطماطم بسعر 5.5 جنيه.
(برجع معيطة)!
وتداول مغردون أنباء منقولة عن وسائل إعلام محلية تفيد بارتفاع سعر وجبة "الكشري" الشعبية، والتي تعد من أشهر وأهم الوجبات في مصر.

يقول ossama : "بعد غلاء اللحمة والفراخ.. بيغلوا الزيت يعني بيرفع سعر الطعمية والبذنجان وقلي شوية بطاطس هيحتاج حسبة ولما يغلي الرز والمكرونة يبقي طبق الكشري كماليات. ولسا كارثة الخبز جاية جاية يعني العيش الحاف هيبقي كمان

أمنيات
طب اعملوا للشعب كله موائد الرحمان واكسبوا فيه ثواب".. الله غالب

وقالت إحدى السيدات في مقطع فيديو مؤثر يلخص حال المجتمع المصري ومعاناته مع الأسعار "والله بروح السوق برجع معيطة".