يعد تطوير الاستقلالية أمرا ضروريا في تنشئة الطفل، وهناك العديد من النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار حتى يبدأ طفلك باكتشاف العالم من حوله بمسؤولية وبأقل قدر من المخاطر، ومن المهم أن يوفر له الأب والأم الأدوات اللازمة والمساحة الكافية لتحقيق ذلك.


وتقول الكاتبة ماريا خوسيه رولدان -في تقرير نشرته "مجلة إيريس ماما" (eresmama) الإسبانية-: إنه عندما يصل الطفل إلى مرحلة تحقيق أهدافه دون مساعدة، ستلاحظ كيف يعزز ذلك من احترامه لذاته وشعوره بالرضا عن نفسه. لكن ما أبرز الخطوات التي يجب القيام بها لإتاحة هذه المساحة الضرورية التي تساعد الطفل على الشعور باستقلاليته؟

عدم الإفراط في حماية الطفل

في حين طفلك ينمو ويطور مهارات جديدة، قد تشعرين بحاجة أكبر لحمايته. على سبيل المثال، عندما يمشي خطواته الأولى، فإنك تمسكينه تلقائيا من يده حتى لا يسقط ويتعرض لأي مكروه.


من الضروري في هذه المرحلة أن تعلميه كيف يخوض التجربة مستقلًّا ويتكيف مع البيئة المحيطة، مع تقليل المخاطر قدر الإمكان. يمكنك مثلا تغيير مكان الأثاث ووضع فرش أرضي مضاد للصدمات على الأرض حتى لا يتعرض للأذى عند سقوطه.


الاستقلالية مرتبطة بالمسؤولية

الاستقلالية هي القدرة فعل الأشياء منفردًا، وهو أمر أساسي للتعلم والنمو، لكن من الضروري أن يدرك الطفل في الوقت ذاته معنى المسؤولية التي تترتب عن أفعاله، حتى يتعلم أهمية اتخاذ القرارات المناسبة.


من الضروري البدء بغرس معنى المسؤولية منذ سن مبكرة حتى تصبح سلوكا تلقائيا، ويمكن أن يتعلم الطفل بسرعة كيف يخطط لقراراته ويحلل أفعاله ويتحمل مسؤوليتها، ويحتاج فقط إلى بعض التوجيهات من والديه.


مفاتيح تعزيز الاستقلالية

هناك بعض المفاتيح لمساعدة طفلك على أن يكون أكثر استقلالية وسعادة. لتطبيقها، يجب أن تأخذي بعين الاعتبار سن الطفل وقدراته الجسدية والعقلية، وتتركي له المجال لإنجاز الأشياء بمفرده، حيث إن التعلّم يتم أساسا بعد المحاولات والإخفاقات، وهي:


1. منح الطفل بعض المسؤوليات:

من الضروري أن تمنحي الطفل بعض المسؤوليات حتى يشعر أن له أهمية واستقلالية. يمكنك فعل ذلك عبر بعض الأعمال المنزلية والأنشطة المختلفة مثل ترتيب السرير أو تنظيم الغرفة أو تنظيف الطاولة بعد وجبة العشاء.


2. تعزيز الثقة بالنفس:

يتم ذلك من خلال الحب والتعاطف؛ فمن المهم أن يشعر أنك تحبينه، وأن له مكانة خاصة لديك. من المهم أيضا أن تعززي مواهبه وقدراته وتخبريه أنه قادر على تحقيق ما يخطط له، ولا يعني ذلك أن تصفقي له بعد أي عمل، بل أن تشجعيه على الاستمرار في القيام بالمهام التي يُكلف بها على الوجه المطلوب.


3. توفير الأدوات اللازمة:

يحتاج الطفل إلى الأدوات اللازمة للقيام بالمهام الموكلة إليه، لذلك احرصي على أن توفري له ما هو ضروري لينفذ المطلوب منه جيدًا.


4. التشجيع على الاكتشاف:

من المهم تشجيع الطفل على اكتشاف العالم بطريقة مسؤولة وآمنة. إذا كانت هذه التجارب محدودة للغاية بسبب مخاوف الوالدين، فإن الطفل يفوّت فرصا مهمة لتطوير مهارات ضرورية يحتاجها مستقبلا.


5. الحدود المناسبة:

تعد الحدود ضرورية لتعزيز استقلالية الأطفال، لأن الانضباط ضروري لتوجيه جهوده نحو الطريق الذي يوصله إلى تحقيق أهدافه. كآباء وأمهات، نحتاج إلى إيجاد المعادلة الصحيح بين المرونة والصرامة في تنشئة الطفل.


6. إجراءات روتينية:

التعليمات والمهام الروتينية ضرورية للأطفال لمعرفة ما ينتظرهم من مسؤوليات يومية، يساعدهم ذلك على فهم ما هو مطلوب منهم، وفي أي وقت.


المودة والاحترام ضروريان

لكي تنجح كل هذه الخطوات، من الضروري معاملة الطفل دائما بمودة واحترام متبادل، حيث إن تربية الأطفال المسؤولين والمستقلين لا تعني الصرامة المطلقة، بل منح مساحة للتعلم مع ضوابط محددة.


ومن المهم أيضا غرس المفاهيم دون إثقال كاهل الطفل بمسؤوليات لا يمكنه تحملها.