بالتأكيد كل أم تهتم بأفضل الوسائل والطرق التي تساعدها في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية فكلما كُبر الطفل كلما زاد اختلاطه بالأطفال الآخرين سواء في الروضة أو المدرسة والبالغين أيضا من حوله، مهارات التواصل الاجتماعية التي يكتسبها الطفل في مراحل عمره المبكرة هى ما سيساعده على المضي قدما في حياته وتنعكس على ثقته بنفسه ونجاح علاقاته مع الآخرين .


تنمية مهارات الطفل الاجتماعية

ماهي مهارات الطفل الاجتماعية ؟

اختلف الخبراء في تحديد تعريف مهارات التواصل الاجتماعية لكنهم اتفقوا في أنها تلك المهارات الضرورية لبناء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين والحفاظ عليها مما يساعد على إنجاح التواصل مع الآخرين .


فمثلا في الولايات المتحدة يعتبر الشخص الذي يحتفظ بابتسامته معظم الوقت ويكون قادرا على أجراء الأحاديث مع الآخرين بسهولة شخصا ناجحا اجتماعيا .

لكن لا تتمحور مهارات التواصل الاجتماعي فقط حول الشخص الأكثر حديثا ومرحا بين ذويه فمعظم الأشخاص الإنطوائيين لديهم مهارات اجتماعية ممتازة وقادرين على التواصل مع الآخرين بعمق وفاعلية .


ويُعرف الشخص الإنطوائي على أنه ذلك الشخص الذي يفضل الخوض في النشاطات الاجتماعية خطوة بخطوة أو الذين لايشعر بالحاجة في الانتقال من نشاط إلى آخر


لذا لاتقلق إذا كان طفلك يفضل اللعب مع طفل آخر في لعبة فردية أكثر من الانضمام لعدة أطفال في ألعاب جماعية فمعظم الأطفال يتعلمون المهارات الاجتماعية بشكل طبيعي كونهم جزء من العائلة أو المجموعة.


كيف نتعلم مهارات التواصل الاجتماعي ؟

معظمنا يتعلم مهارات التواصل الاجتماعي دون التخطيط لذلك فيتم الأمر بشكل تلقائي وطبيعي, وطبقا للخبراء في هذا المجال فهناك ثلاث طرق أساسية لتعلم قواعد التواصل الاجتماعي وهي :


1- التواصل بالعين

نحن نرى ما يفعله الآخرين من حولنا ونتّبعه . فلابد للبالغين أن يحافظوا على التواصل البصري مع أطفالهم أثناء الحديث هذا يعلم الأطفال أهمية التواصل بالعين أثناء الحديث مع الآخرين .


حتى الأشخاص ضعاف البصر الغير قادرين على التواصل بالعين مع غيرهم في الجسات الاجتماعية فهناك بعض الطرق التي يقدمها لهم الخبراء لمساعدتهم على التواصل بشكل أكبر .


2- التعلم بالتفكير والملاحظة

الأطفال يتعلمون بالتفكير فيما يدور حولهم فمثلا عندما يتسائل الطفل لماذا ترك زميله اللعب وانصرف وقد اسنتتج شعور زميله بالملل وبهذا يتعلم الطفل مهارات التواصل بنجاح قد يكون هذا الجزء من التعلم صعبا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد أوبعض أنواع الإعاقة الذهنية


3- التعلم عن طريق الفعل

عندما يلعب الطفل أو يتحدث مع آخرين بنجاح فإنه يطور قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل إيجابي وفعال حتى إن لم ينجح الأمر فإن الطفل يميز ويلاحظ ما هي المشكلة ولماذا لاينجح الأمر


وإليكم بعض الطرق التي تساعدك على تنمية مهارات الطفل الاجتماعية :


1- الحديث مع الطفل

الحفاظ على التواصل في الحديث مع طفلك في تعليمه أى شيء أمر هام وضروري لإنجاح عملية التعلم هذه , فمن اللازم تشجيع طفلك على التكلم وليس الاستماع فقط كي يبدو أمامك بشكل مهذب عندما تطلب من الطفل الحديث بحرية فإنه يتعلم تلك المهارة بشكل أسهل .


جزء آخر من عملية التعلم هذه هو المشاركة كأن تسمح لطفلك بمشاركة اللعب مع أطفال آخرين شارحا له هذا بالحديث وبذلك يتعلم أهمية المشاركة مع الآخرين في ألعاب أو نشاطات جماعية كلعب الكرة والتفاعل من خلال توجيهك وحديثك معه .


يمكنك استخدام التوجيه اللفظي مع للأطفال الأكبر سنا فمثلا عند الذهاب لزيارة أحد الأصدقاء لأول مرة فسوف يساعدكم ذلك على التصرف بشكل أقل توترا , لا بأس في أن تذكر لطفلك كيفية طلب الأشياء بأسلوب مهذب وشكر الآخرين عليها .


 2- اللعب

أكثر الطرق فاعلية في تعليم الطفل مهارات التواصل مع الآخرين هو اللعب معهم فمن خلال اللعب مع الآخرين يتعلم الطفل أن ضرب الآخرين سلوك مشين وأن مشاركة اللعب تجلب المرح أكثر .إذا كان طفلك خجولا فالأفضل أن يشارك اللعب مع طفل واحد آخر قريبا منه أما إذا كان أكثر انفتاحا على المحيط من حوله يمكنه مشاركة آخرين وتكوين صداقات جديدة .


3- المحاكاة

يتعلم الأطفال الكثير من خلال ملاحظتهم لمن حولهم ومراقبتهم لتصرفاتهم فمثلا عندما يرى الطفل أحد الوالدين يتعمد الانشغال عن إجابة الهاتف أو لايرد تحية الآخرين سيتعلم أن هذه السلوكيات هى الصحيحة ويبدأ في تقليدها . وبالمثل عندما يراك تساعد الآخرين وتتصرف معهم بلطف وتهذيب سينمو على هذه السلوكيات كجزء طبيعي من تعاملاته الاجتماعية مع الآخرين


إذا كنت تريد من طفلك أن يثق بالآخرين فعليك أن تعلمه كيف يفعل ذلك لذا دائمًا اعرض لطفلك كم تحافظ على التواصل البصري مع الآخرين وتنظر لهم أثناء الحديث مع مناداة الأشخاص بأسماؤهم ومصافحتهم بود وغيرها من السلوكيات التي تحب أن تراه يفعلها.


تريد من طفلك أن يكّون بعض الصداقات الجديدة ابدأ في التعرف بنفسك على جيرانك والانخراط معهم وتعريفه على أطفالهم حتى لو كانوا أصغر سنا لذا عندما تطلب منه التصرف بطريقة معينة أنت قد قمت بها في السابق أمامه فسوف يكون من السهل عليه تنفيذها وتعلمها .


4- التكرار

عندما يواجه طفلك مشكلة تتعلق بالتواصل الاجتماعي مع الآخرين فعليك التحدث معه عنها كي يلاحظ اخطاؤه ويمكنك اقتراح بعض المواقف الشبيهة لتحسين ردة فعله وتصرفه إزاؤها مع تكرار نفس الخطوات والنصائح السابقة مرات عديدة حتى تتحسن لديه تلك المهارات


فدائما سيمر الطفل بالعديد من المواقف الاجتماعية خلال حياته التي تحتاج للتحضير والممارسة أنت تضع له أساسيات التعامل وزيادة ثقته بنفسه التي ستساعده لاحقا في حياته وكلما كان الأساس قويا كلما استطاع أن يبني عليه ويطور من مهاراته ليحظى بعلاقات أنجح مع الآخرين .