د. عز الدين الكومي:
 

 

وإذا تجاوزنا الأحداث فى مصر،وانتقلنا إلى الوضع فى سورية،نرى أن جرائم النظام النصيرى الطائفى، كما حدث فى مجزرة حماة فبراير، 1982وغيرها، والتى ترتقى إلى جرائم الإبادة الجماعية ، والجرائم ضد الإنسانية ، نجد أنها تمت فى ظل تواطئ دولى، وتعتيم إعلامى ،فقد كان الموقف الأمريكى الرسمى الداعم للنظام النصيرى، سلبياً من مجزرة حماة 1982، واقتصرعلى تصريح الخارجية الأمريكية آنذاك على الإعلان: بأنّ السلطات السورية عزلت مدينة حماة عن العالم الخارجي، بسبب وقوع اضطرابات خطيرة، وعلى نفس النمط سارت حكومة مارجريت تاتشر البريطانية، أما وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في أوروبا وأمريكا ، فقد تجاهلت المجزرة تماما،كما فعلت صحيفة إيكونوميست البريطانية، والتى كتبت تقول بعد شهرين من تاريخ المجزرة:الرواية الحقيقية لما جرى في مدينة حماة،لم تُعرف بعد، ولعلها لن تُعرف أبداً،بالتأكيد طالما أن الغرب يبارك جرائم آل الأسد ،فلن تعرف الحقيقة!!

فمجازر حماه لم تكن كما ادعى النظام النصيرى أنها كانت حربا على الإخوان المسلمين أو الارهابيين فقط، وإنما كانت حربا على الشعب السورى، حيث استغل النظام النصيرى، موافقة أمريكا وتأييد الصهاينة لطمس معالم الإسلام فى سوريا، بزعم قتل الإخوان الإرهابيين، حيث وفرت أمريكا ودولة الكيان الصهيونى للنظام النصيرى الطائفى كل الدعم ليستمر، مقابل توفير الأمن للصهاينة،وعدم فتح الحدود للفلسطينين، بل وتدميرهم وتهجيرهم من لبنان، لأن ثمن بقاء النظام واستمراره،هو القضاء على المقاومة، وقد استفاد النظام النصيرى من التعتيم الإعلامى على أحداث مجازر حماة،وصمت العرب وتواطئ المجتمع الدولى!!

فهل من المستغرب أن يقوم حافظ أسد بالدور المرسوم له في عملية الغزو الصهيوني البربري الجديد للبنان منذ السادس من  يونية ،ومع تصريحات شارون المتتالية، التى تشير إلى التواطؤ المفضوح بين الكيان الصيهوني والزمرة الحاكمة في دمشق؟

أليس هو بائع الجولان عام 1967 والشريك في مسرحية حرب التحريك عام 1973؟

أليس هو المسئول عن المجازر المتعددة في سورية العربية المناضلة، ابتداء بتدمير عدد من المدن العربية وصولا إلى مدينة أبي الفداء حمادة المجاهدة ،وعندما استخدم في شهر فبرايرمن العام 1982 الطائرات والدبابات والمدفعية والصواريخ لهدم أحياء كاملة على سكانها من الشيوخ والنساء والأطفال،هذه المجزرة التي أودت بحياة ثلاثين ألف شهيد.

لماذا اجتاح حافظ أسد بقواته لبنان في يونية 1976 ، بضوء أخضر أمريكي صهيونى، وقام بدوره المفضوح والمكشوف في التآمر على المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية و تجريدها من سلاحها، وقصف المخيمات ومحاصرة بيروت ثلاثة أشهر ودعم الميليشيات الانعزالية بالرجال والعتاد؟

أو ليست معركة تل الزعتر أكبر دليل خاصة بعد أن كشف الستار مؤخرا عن تورطه مع الخبراء الصهاينة في هذه المعركة؟

انظر ملحق رقم ( 1 ) النظام السوري والتخريب في سورية

بقلم اللواء  : أ. ح. الدكتور : غ. ح

من كتاب سنوات المجازر المرعبة فى سوريا بقلم  الأستاذ/عدنان سعد الدين.

وقد حرص الغرب دوما على تكريس النظام النصيرى الطائفى،الذى هو بالأساس صنيعة استعمارية فرنسية،لأن ترسيخ الحكم الطائفي الاستبدادي مرتهن بالكامل لدى المجتمع الاستعماري الدولي بشرقه وغربه،لأن يبقى خادماً فعلياً لوجود وتسرطن الكيان "الصهيونى" في قلب المنطقة الناطقة بالعربية، خاصة وأن –هذا النظام الطائفي المتوحش- قد ركب مركب المقاومة والممانعة فخدع الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها، وبدعم مادي واستراتيجي ولوجستيكي من أئمة الثورة الخمينية .من مقابلة مع الأستاذة/ نوال السباعى.

وكما يقول الأستاذ فيصل القاسم: اكتشفنا بعد نصف قرن، أن النظام كان يستخدم تهمة العمالة لإسرائيل فقط للتغطية على عمالة النظام نفسه لإسرائيل، ومما يؤكد ذلك أن مسؤولاً أمريكياً كبيراً سألوه ذات يوم عن الموقف الأمريكي من الإعلام السوري المعادي جداً لأمريكا، فأجاب المسؤول: نحن لا يهمنا ما يقوله نظام الأسد وإعلامه، بل يهمنا ما يفعله لنا، فلو طلبنا منه مثلاً أن ينجز لصالحنا عشرين بالمائة فقط من أمر ما، كنا نراه يتصل بنا في اليوم التالي ليقول لنا: لقد أنجزت لكم الأمر مائة بالمائة، أي أنه دائماً يفعل أكثر مما نطلب منه!!

وكماتواطئ الغرب فى التسترعلى جرائم النظام النصيرى طوال عقود ،هاهو اليوم يتواطئ لإفشال الثورة السورية،بإنشاء داعش كأداة إفشال الثورة السورية،عبر ماتقوم به من قتل وذبح وتشويه لصورة الإسلام،وبالتستر على جرائم النظام ، الذى استخدم السلاح الكيماوى ضد الشعب السورى ،فقد غاز "السارين" في "خان شيخون" بإدلب وقتل العشرات، من النساء والأطفال، وقال محققون دوليون: إنهم وثقوا في المجمل ثلاثا وثلاثين هجوماً كيميائياً حتى اليوم وذلك في تقريرهم الرابع عشر منذ عام 2011!!

  وقال "رامي مخلوف" فى مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: أمن إسرائيل من أمن النظام السوري، وإن أي مكروه يحصل للأسد سينعكس سلباً على إسرائيل، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني:إن سقوط الأسد سيشكل خطراً كبيراً على أمن إسرائيل!!

وقال: "تشك هيجل" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق يجب تجاوز مسألة رحيل الأسد، فهو لم يكن في يوم من الأيام عدواً لنا ولا لحليفتنا إسرائيل.

ممايؤكد أنها حرب عالمية على الإسلام والمسلمين، يقودها الغرب الصليبى ،وربيبته فى المنطقة دولة الكيان الصهيونى،مهما حاولوا تسويقها على أنهاحرب على الإرهاب، لأن الإسلام صنو الإرهاب، والعجيب أن المسلمين أنفسهم من يذكى هذه الحرب!!

ومع ذلك كما يقول الشهيد سيد قطب :مهما كانت الحرب المشبوبة على الإسلام فإنها لاتفقدنا الثقة المطلقة فى أن المستقبل لهذا الدين!!

 

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر