22/12/2010
شهدت مصر خلال الأيام الماضية محاولة واضحة من النظام الحاكم لطي صفحة فضيحة انتخابات مجلس الشعب، ومحاولة إضفاء الشرعية على البرلمان المزور، وإيهام الرأي العام بأن هذا البرلمان به معارضة تستطيع التصدي للأغلبية المطلقة، وما يحدث مع كارثة مجلس الشعب، يرتبط في كثير من جوانبه مع فضائح وثائق (ويكيليكس)، والاستفتاء المرتقب في جنوب السودان، والمواقف العدائية غير المبررة للسلطة الفلسطينية تجاه الأسرى المحررين أو النواب المبعدين، وأمام كلِّ هذه القضايا يوضِّح الإخوان رأيهم في التالي:
أولاً: على الصعيد المحلي:
يؤكد الإخوان المسلمون أن ما يقوم به الإعلام الحكومي- المسمّى زورًا بـ"الإعلام القومي"- بمحاولة طي صفحة انتخابات مجلس الشعب الماضية التي فضحت النظام أمام العالم هو خطوة مكشوفة، ولن تمنح هذا البرلمان الشرعية القانونية ولا الشعبية، وكان الأحرى بالإعلام أن ينحاز للشعب الذي أعلن غضبه ورفضه لتزوير إرادته بدلاً من تجميل صورة النظام بشكل مفضوح، وسيكون مصيرها الفشل حتى لو أصرَّ النظام على استمرار برلمان التزوير.
يرى الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أطلقها بعض المسئولين حول عدم الاعتداد بالأحكام القانونية الصادرة ضد البرلمان المزور، والتي أصبحت بالآلاف وليس العشرات أو المئات، وتأكيدهم أن المجلس "سيد قراره" فيما يتعلق بالفصل في صحة عضوية أعضائه، إنما هو عدوان واضح على السلطة القضائية، رغم أنها يجب أن تتمتع بالاستقلالية التامة طبقًا لما أقره الدستور المصري، ويجب ألا يشارك أحد من أساتذة القانون في إهدار قيمة القضاء المصري وما يصدر عنه من أحكام؛ خاصة في حقِّ من وصلوا لقبة البرلمان بالبلطجة والتزوير الفاضح.
يرفض الإخوان المسلمون الفتاوى الخاطئة التي تصدر عن بعض مدّعي العلم والدين بسفك دماء بعض الشخصيات المصرية، مثل فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور محمد البرادعي، أو غيرهم من أبناء الوطن، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، معارضة أو تابعين للنظام، ونؤكد أن السماح بمثل هذه الفتاوى التي لا أصل لها شرعًا وتداولها في وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة، إنما هو الإرهاب بعينه.
يجدِّد الإخوان المسلمون دعوتهم الشعب المصري، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون، إلى التفاعل بإيجابية مع حملة التوقيعات على المطالب السبعة للإصلاح، والتأكيد على أن هذه المطالب ليست متعلقة بانتخابات مجلس الشعب أو حتى رئاسة الجمهورية فقط، وإنما هي مطالب شعبية لإصلاح أحوال مصر في كل المجالات، وفي مقدمتها الإصلاح السياسي، وإن تجاوز عدد الموقعين مليونًا وأكثر في أقصر فترة ممكنة لهو خير تعبير عن رفض الشعب لما جرى في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:
* يمرُّ الشعب السوداني بمرحلة مفصلية ليس في تاريخه فقط، وإنما في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وتتحمل الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية وأغنياء العرب والمسلمين مسئوليةً كبيرةً في حالة انفصال جنوب السودان؛ لأنهم تركوا هذا البلد العربي والمسلم فريسة للأطماع الأمريكية والصهيونية، التي جعلت الانفصال أمرًا واقعًا، ويهيب الإخوان المسلمون بكلِّ الشرفاء وأحرار العالم إلى الإعلان عن غضبتهم ورفضهم لانفصال الجنوب، وتشكيل رأي عام عربي وإسلامي واسع ضد هذا المخطط، وعدم التعامل مع القضية وكأنها شأن داخلي لا يخص إلا الشعب السوداني.
* يحذِّر الإخوان المسلمون من خطورة ما كشفته وثائق (ويكليكس) من وجود تعاون وتنسيق بين بعض أجهزة السلطة الفلسطنية والمحتل الصهيوني الغاصب، لضرب المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها، برعاية بعض الأنظمة العربية؛ بهدف خدمة المشروع الصهيوني على حساب المقاومة الفلسطينية، وطرد المحتل وتحرير الأرض المغتصبة أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام، ويرى الإخوان المسلمون أن الحقائق المتوالية التي تظهرها وثائق موقع "ويكيليكس" فضحت الكثير من الأنظمة العربية أمام شعوبها، وأظهرت تلاعب الإدارات الأمريكية المتتالية بالقضايا العربية والإسلامية؛ ولذلك يعتبر الإخوان المسلمون أن الحصار المفروض على قطاع غزة ومحاولات تهويد القدس الشريف ومخططات هدم المسجد الأقصى إنما تتحمله الأنظمة العربية والإسلامية التي تواطأت مع الاحتلال الصهيوني ضد مشروع المقاومة.
* يؤكد الإخوان المسلمون دعمهم الكامل للشعب الكشميري المسلم ورفضهم محاولات قتل قضيته، ويتساءلون: لماذا يتعامل المجتمع الدولي بوجهين فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية؟ ففي الوقت الذي دعم فيه حق تقرير المصير لتيمور الشرقية على حساب إندونسيا الدولة المسلمة، والدفع إلى انفصال جنوب السودان على حساب السودان العربي المسلم، فإنه يغضُّ الطرف عن المجازر الهندية البشعة في حقِّ الشعب الكشميري المسلم، ويطالب الإخوان الإعلام الدولي الحر بفضح ما يتعرَّض له هذا الشعب على يد الإجرام الهندي.